تخلت بعض الأسر بقناعة عن القهوة العربية رمز الضيافة والكرم واستبدلتها ب"النسكافيه" و"الكابتشينو" بسبب الارتفاع الذي طرأ على "الهيل" الأميركي والهندي الذي لا يمكن أن تقدم القهوة العربية بدونه. كما لجأت بعض الأسر إلى العديد من البدائل ومنها المنتج المعروف بما يسمى "بديل الهيل" إضافة إلى أنهم استعاضوا أيضا عن الهيل ببعض الإضافات الأخرى الأقل سعرا، والتي تعطي نكهة مميزة للقهوة أيضا, بينما فضل الآخرون "النسكافيه" كبديل عن القهوة العربية والتي لا يكون لها طعم كما يعتقد البعض إلا بوجود الهيل الأصلي ضمن مكوناتها. ويشير عدد من المواطنين الذين التقتهم "الوطن" إلى أن القهوة العربية هي المشروب المفضل لدى شريحة كبيرة من الناس، وهي التي يحرص العامة على تواجدها في مناسباتهم وتقدم للضيوف كرمز للكرم والضيافة العربية. ويقول المواطن سلمان محمد: إنه مر على عدد من محلات العطارة وفوجئ بالارتفاع المبالغ فيه في سعر الهيل الأميركي والهندي، حيث كان يتراوح سعر الكيلو من الهيل الأميركي بين 40 و60 ريالا, والآن تخطى 140 ريالا, وفي ظل الارتفاع غير المسبوق لسعر الهيل فضلت أن اشتري نكهات تعطي القهوة طعما مناسبا كالهيل تماما. وبينت راوية سليم (معلمة) أنها لا تستغني عن القهوة العربية مطلقا وخاصة تلك التي تكون بها كمية من الهيل والزعفران، ولكن في ظل هذا الارتفاع الفاحش للأسعار وجدت أن النسكافيه بديل جيد عن القهوة. وأضافت: أنها حرصت هي ومجموعة من زميلاتها على شراء علب مختلفة من النسكافيه والكابتشينو عوضا عن القهوة العربية التي عادة ما تكون هي المفضلة صباحا. وقال حسن المالكي (متقاعد): إنه لا يستغني عن القهوة مطلقا ولا يمكن أن يستبدل الهيل بأي نكهة أخرى، ولكن الزنجبيل والنانخة بديلان جيدان في فترة الشتاء. وقال المواطن خالد إبراهيم: إنه فضل وزوجته الاستعاضة عن الهيل إلى حين انخفاض سعره واستبدال القهوة بالكابتشينو، حيث يعتبرها بديلا جيدا عن القهوة، وأضاف: أنه لا بد من وجود الكابتشينو بالنسبة له وخاصة بعد صلاة المغرب وساعات الصباح الأولى. مشيرا إلى أن أحد أشقائه استبدل القهوة العربية والهيل بقهوة الشعير والقشر والتي تعطي الإنسان التدفئة التي يريدها وخاصة في مثل هذه الأوقات من الشتاء. وقال أشرف حسين (بائع في محل عطارة): إن أسعار الهيل شهدت ارتفاعا كبيرا مع بقية المواد الغذائية التي ارتفعت أسعارها، إلا أنها خلال الشهر الماضي شهدت ارتفاعا آخر حتى وصل سعر الكيلوجرام من الصنف الجيد 150 ريالا بينما وصل أقل الأصناف جودة إلى 110 ريالات للكيلو، وبين أن المنتج الموجود نوعان أميركي وهندي. وأشار إلى أن الأميركي أجودهما إلا أن الهندي صار لا يقل سعرا عن الأميركي، وذكر أن الزبائن باتوا لا يشترون سوى نصف كيلو فأقل، بينما يبحث بعضهم عن بدائل للهيل كالقرفة والمسمار والتوابل الأخرى. وعن أسباب الارتفاع أشار إلى أنها من بلد الإنتاج وليست من المحلات أو التجار المحليين. مشيرا إلى أن سعر الكرتون 6 كلجم تقريبا تجاوز 700 ريال.