في الوقت الذي ما تزال فيه العلاقات التركية الأميركية تمر بمرحلة من التوتر، جراء الملفات المعلقة بين الجانبين، وأبرزها التقارب مع النظام الإيراني والالتفاف على العقوبات الدولية المفروضة عليه، أكدت تقارير أوروبية مطلعة أن التقارب بين أنقرةوطهران قد يعرقل التوصل إلى مفاهمات مباشرة بين تركيا وأوروبا، ويهدد عضويتها في حلف شمال الأطلسي «ناتو»، باعتبار العزلة التي يعيشها النظام الإيراني جراء انتهاكاته المتواصلة للقوانين الدولية. وشهدت أروقة العواصم الأوروبية مؤخرا، غضبا وتنديدات ضد النظام الإيراني، بسبب مواصلة تطوير نظامه الصاروخي، إذ اتفقت كل من برلين وباريس على أن طهران يجب أن تتخلى عن برنامجها للصواريخ الباليستية، وأن تنبذ الطموحات للهيمنة على منطقة الشرق الأوسط، مما قد يجعل التقارب التركي مع إيران تحديا للقرارات الدولية. تقارب اضطراري طبقا لمراقبين، تحاول أنقرة التقارب مع نظام طهران بشكل ملحوظ خلال الآونة الأخيرة لكسب تحالفات جديدة في المنطقة، أبرزها على الساحة السورية، في وقت تعكف موسكو على التحضير لمؤتمر الحوار الوطني السوري، مطلع العام المقبل. وأوضح المراقبون أن التقارب التركي الإيراني يعد اضطراريا بحسب المرحلة الراهنة، حيث تمر أنقرة بعلاقات متوترة مع واشنطن والاتحاد الأوروبي من جهة، وتمهد للدخول في معركة عسكرية مجهولة المعالم في الشمال السوري، مما يدفعها إلى البحث عن تحالف استراتيجي مع موسكووطهران، لتعويض خسارة الحلف الغربي. من جهة أخرى، ترى تقارير أن هذا التقارب قد يتصدع بشكل مفاجئ مستقبلا، نظرا لاختلاف الاستراتيجيات السياسية والعسكرية بين البلدين، والتجاذبات التي تطرأ على القوات الموالية لهما في الساحة السورية. قاعدة روسية في تركيا على صعيد متصل، حذرت مصادر روسية من أن صفقة مضادات الدفاع الجوي «إس-400» التي أبرمتها موسكو مع أنقرة، قد تثير غضب حلف شمال الأطلسي «ناتو»، باعتبار أن أنقرة عضو فيه، وقد تهدد هذه المنظومة الدفاعية الأمن القومي الأوروبي. وبحسب المصادر، فإن تثبيت منظومة الدفاع الصاروخي في تركيا، يتطلب توقيع أنقرة اتفاقا حول التعاون العسكري التقني، وقد تطلب موسكو إنشاء قاعدة عسكرية لها على الأراضي التركية قبل توريد هذه المنظومات. ويرى حلف الناتو أن روسيا تريد الهيمنة وفرض نفوذها الجوي والبري والبحري على طول الخط الممتد من شبه جزيرة القرم والبحر الأسود وتركيا وسورية، بالإضافة إلى الاستراتيجية المتكاملة في الشرق الأوسط، فيما يمكن أن تحدث هذه المنظومات الدفاعية شرخا في العلاقات التركية الأوروبية.