مؤتمر «الناتو» في لشبونة هو فرصة امام موسكو وبروكسيل لإعادة الدفء الى علاقاتهما الفاترة منذ حرب جورجيا في آب (اغسطس) 2008، ومناسبة لتصفية مخلفات الحرب الباردة. والطريق الى تذليل المشكلات بين اوروبا وروسيا طويلة. والطرفان مدعوان الى الإقدام على خطوات حاسمة لحل المشكلات العصية، على غرار الدرع الصاروخية، والرقابة على التسلح العادي، وأمن الطاقة والجريمة المنظمة. ومرد أهمية «المشاريع الافغانية» المشتركة بين روسيا وال «ناتو» الى توسيع التعاون العسكري التقني المشترك بينهما، وإرساء الثقة بينهما. وروسيا عارضت الدرع الصاروخية التي سعى جورج بوش الى نشرها في أوروبا، ورأت انها تستهدفها استهدافاً مباشراً. ولكنها، في عهد ادارة باراك اوباما الساعية في «تحسين العلاقات» مع روسيا، مستعدة للتعاون مع «الناتو» لنشر درع صاروخية أوروبية. ويرى حلف شمال الاطلسي ان الدرع الصاروخية الاوروبية تحمي روسيا من المخاطر الصاروخية التي يمكن ان تهب عليها من الجنوب والشرق. والمخاطر هذه ارتفعت جراء الانتشار الصاروخي في اكثر من 30 بلداً. ولكن روسيا لا ترى حاجة الى درع صاروخية لصد عدوان ايراني محتمل. وثمة عوائق امام مشاركة موسكو في الدرع الاوروبية. فهذه تجمع وسائل الدول الاعضاء في الناتو الدفاعية الصاروخية في نظام موحد. وتبرز مسائل من قبيل من سيضغط على زر تشغيل الدرع، وإمكان مشاركة روسيا في اتخاذ القرارات، اذا انضمت اليه... وعمود نظام الدرع الصاروخية الفقري أميركي. وأغلب الظن أن انضمام روسيا الى الدرع مستبعد جراء الاختلاف التقني بين النظام الدفاعي الصاروخي الروسي ونظيريه الاميركي والاطلسي. وقد يقتصر التعاون بين موسكو و «الناتو» على تبادل المعلومات بواسطة الاقمار الاصطناعية وأجهزة الإنذار المبكر. وقد يخفت الكلام على مشروع الدرع الصاروخية الاوروبية جراء الازمة العالمية وعجز الدول الاعضاء عن الاسهام في عمليات تمويلها. وإرجاء مناقشة مشروع هندسة الامن الاوروبي الذي اقترحه الرئيس الروسي السابق، منطقي في وقت عزف «الناتو» عن التوسع الى اراضي الاتحاد السوفياتي السابق. ومع تعاظم مشكلات ال «ناتو» في افغانستان، تبرز حاجة الحلف هذا الى روسيا. وحاجتها الى تعاون موسكو يفوق حاجة هذه اليه. * صحافي، عن «فزغلياد» الروسية، 12/11/2010، إعداد علي ماجد