أثارت تصريحات وزير الخارجية عادل الجبير، بأن «حزب الله» يستخدم المصارف اللبنانية لتبييض العملة، جدلا كبيرا في الأوساط السياسية اللبنانية، متسائلة عن «المدى الذي يمكن أن تصل إليه الأمور في موضوع تعامل السعودية ودول الخليج مع لبنان فيما بعد، وعن مدى تأثير هذا الفساد على تسوية «التريث» في الاستقالة التي أعلن عنها رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، وقدرة هذه التسوية على الاستمرار؟. وقال الكاتب والمحلل السياسي إيلي الحاج، في تصريحات إلى «الوطن»، إن المعلومات الواردة من بيروت تشير إلى أن الرياض تعطي المسؤولين اللبنانيين مهلة لمعالجة وضع «حزب الله» وتدخلاته في الدول العربية لمصلحة إيران، حتى لا يُقال إن المملكة تؤثر على الاستقرار في لبنان، ولكن سيكون لها موقف إذا ما تبيّن لها أن المخرج المستعاد تحت عنوان «النأي بالنفس» هو مجرد استخدام لفظي لتبرير العودة إلى ما سبق الاستقالة. وأشار إلى أن ما تراه الرياض حاليا هو قضم تدريجي للدولة اللبنانية، يمارسه «حزب الله»، ومن ثم فقد جاء تحذير الوزير الجبير، من استخدام التنظيم المذكور مصارف لبنان لغسل الأموال». حزب إرهابي لفت الحاج إلى القرار العربي على مستوى وزراء الخارجية باعتبار أن «حزب الله» هو «تنظيم إرهابي يشارك في حكومة لبنان العربية» لم يجف حبره بعد، ويمكن تفعيله وترجمته خليجيا وعربيا في اتجاه الحكومة اللبنانية ككل، إذا لم تتمكن من حمل الحزب على القيام بخطوات إيجابية ميدانية، وفي سياق خطة زمنية للتحول إلى حزب سياسي كبقية الأحزاب السياسية في العالم، أو التزام الحزب بالانسحاب من ميادين القتال ووقف عمليات الدعم والتدخل في الدول العربية. وأشار إيلي الحاج إلى التأثيرات المستمرة لتصريحات ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لصحيفة «نيويورك تايمز»، بأن الرئيس الحريري هو «مسلم سني، لن يواصل منح غطاء سياسي لحكومة لبنانية يسيطر عليها في شكل أساسي حزب الله، الذي يأتمر بأوامر طهران». ثقل المسؤولية بيّن الحاج أن الرئيس الحريري يدرك ذلك جيدا، كما يدرك ثقل الوضع عليه في حال أثار لبنان الرسمي مرة أخرى استياء السعودية وشقيقاتها دول الخليج العربي، خلال مواقف تغطي أعمال حزب الله الخارجية. ورأى الحاج أن «تصريح رئيس الجمهورية ميشال عون لصحيفة «لا ستامبا» الإيطالية قبل أيام بأن «حزب الله حارب تنظيم داعش» في لبنان وخارجه، وعندما تنتهي الحرب ضد الإرهاب سيعود مقاتلوه إلى البلاد»، لا يساعد على التسوية. وعبّر الحاج عن مخاوفه من أن تكون خلاصة هذا الموقف في الترجمة الخليجية أن لبنان الرسمي و»حزب الله» صارا جسما واحدا، وأن الحزب لن يقدم أي شيء مطلقا للتوصل إلى تسوية جديدة. مشكلة في التعاطي السياسي في سياق تبرير كلام رئيس الحكومة سعد الحريري بأن حزب الله لا يستخدم سلاحه في الداخل، أوضح عضو كتلة «المستقبل» أحمد فتفت، إنه «عندما قال الحريري إن السلاح لا يستعمل في الداخل، فربما هناك تعهد أنه لن يستعمله في الداخل»، معتبرا أن هناك مشكلة في التعاطي السياسي في لبنان القائم على اتفاق الطائف والدستور والقوانين والتي ترفض كلها السلاح غير الشرعي. وأبدى فتفت استغرابه من تبرير عون لسلاح «حزب الله»، مشيرا إلى أن ذلك لا يخدم السيادة الوطنية بأي شكل من الأشكال إذ إن هناك اختلالا في توازن القوى، مؤكدا أن «هناك مسعى جدّيا للحريري لإنقاذ البلد لأنه خائف على البلد وعلى انحداره إلى صدام. أسباب الجدل التأثير على طرح تريث الحريري في الاستقالة فساد حزب الله يؤثر على العلاقة مع دول الخليج استمرار الحزب في سياساته المعرقلة للتسوية عدم التزام الحزب بالانسحاب من ميادين القتال اعتبار موقف الحزب يمثل سياسة الدولة