فيما تراجعت لهجة «حزب الله» العدوانية، وجاءت تصريحات أمينه العام حسن نصر الله أقرب إلى المهادنة مع قوى الداخل والخارج، جاء تصريح رئيس الحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري بأن سلاح حزب الله أمر لا يبت فيه لبنانيا، ليطرح التساؤلات حول قدرة حزب الله على فك ارتباطه بإيران لمصلحة لبنان، وبالتالي قدرة رئيس الحكومة سعد الحريري على مجاراة ذلك بعد تريّثه في الاستقالة، وموقف رئيس الجمهورية ميشال عون الذي يبدو أنه حاول استيعاب غضبة الحريري حتى الآن. وعبّر رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط، عن رفضه «الإملاء الإيراني» الذي جاء على لسان جعفري، موجّها رسالة ضمنية إلى حزب الله برفض هذا التصريح، عادّا أن «اللبنانيين يملكون الخبرة والدراية الكافية لمعالجة أمورهم عبر الحوار، ولا نريد إملاءات عبر الحدود لغير مصلحتهم». النأي بالنفس برزت خلال الأيام القليلة الماضية تساؤلات حول إمكان نجاح خطة الحريري «النأي بالنفس»، وهل يلتزم «حزب الله» ويضع موضوع سلاحه على طاولة الحوار، ويلتزم بالمقررات. وقالت مصادر سياسية ل«الوطن»، إن ما يحدث حاليا يعيد صورة الوضع إلى ما كانت عليه الأمور قبل استقالة الحريري، والتسوية المصرية الفرنسية للأزمة، مع دعم دولي بدا واضحا من رسالتي الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى عون والحريري، إذ أكّد وقوف الولاياتالمتحدة «بثبات مع لبنان»، وأنها «ستواصل دعم جهود لبنان لحماية استقراره واستقلاله وسيادته»، لافتة إلى أن التشدد الإيراني يمثل محاولة للقول «نحن هنا»، بعد وضوح الموقف العربي والدولي، ولرفع سقف المطالب قبل التفاوض على أزمات المنطقة. وطالبت المصادر بانتظار بعض الوقت لمعرفة نتيجة الحشد الدولي لمصلحة استقرار لبنان، بما فيه نزع سلاح حزب الله، وقالت المصادر«يبدو أن اتجاه عون ليس إحياء طاولة الحوار، وإنما إجراء لقاءات لأخذ الآراء حول الموضوعات الخلافية في لبنان، وهي: اتفاق الطائف، والنأي بالنفس، والعلاقات مع الدول العربية». مخاوف اغتيال الحريري أوضحت المصادر أن التخوفات من اغتيال الحريري موجودة، مشيرة إلى الإجراءات الأمنية التي اتخذها الحريري «توحي بأنه كان مهددا فعليا، وبالنسبة للاغتيالات نرجو ألا يدخل طابور خامس «إسرائيل مثلا» لتنفيذ اغتيال ما يؤجج الوضع الداخلي ويدفعه إلى الانفجار»، مفسرا بأن «قوى الممانعة كانت المشتبه بها في جميع الاغتيالات منذ عام 2005، وستكون المشتبه به الأول في أي اغتيال جديد». ومن جانبه، قال الحريري خلال لقائه وفدا من دار الفتوى اللبنانية، وعلى رأسها مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان، إن «خيار التريث يتيح فرصة لجميع الأفرقاء السياسيين للتأكد من أن النأي بالنفس عن كل ما يحصل حولنا هو السياسة الأساسية التي تحمي لبنان من أي مشكلات في المنطقة، مؤكدا أن هذا الخيار هو لمصلحة البلد. وقال: «علينا أن نتحاور جميعا كي نحافظ على علاقاتنا مع كل الدول العربية الشقيقة التي لديها الحق أيضا في أن تحافظ على أمنها. ونحن نريد أفضل العلاقات مع المملكة العربية السعودية».