فيما وصل إلى الرياض، أمس، رئيس الوزراء العراقي الدكتور حيدر العبادي، على رأس وفد رفيع يضم أكثر من 10 وزراء، ونحو 60 مستشارا في الحكومة العراقية، وذلك لحضور مراسم توقيع اتفاقية مجلس التنسيق السعودي -العراقي، اليوم، أوضحت وزارة التجارة والاستثمار أن قرار مجلس الوزراء في المملكة بإنشاء مجلس التنسيق، برئاسة وزير التجارة والاستثمار الدكتور ماجد عبدالله القصبي «من الجانب السعودي»، ووزير التخطيط، وزير التجارة بالوكالة الدكتور سليمان الجميلي «من الجانب العراقي»، جاء تعبيرا عن الرغبة السعودية الجادة في الارتقاء بالعلاقات، وتعزيز فرص التبادل التجاري والتعاون المشترك. وتضم أجندة برنامج المجلس التنسيقي السعودي -العراقي، عدة برامج وفعاليات على مدار اليومين المقبلين، تحتضنها العاصمة السعودية الرياض، إلى جانب فعاليات ثقافية ومؤتمر صحفي سيعقده رئيسا المجلس، إلى جانب لقاءات جانبية. تسارع توثيق العلاقات كان الانفراج في العلاقات بين السعودية والعراق قد تسارع بعد زيارة العبادي للرياض في يونيو الماضي، ولقائه المسؤولين السعوديين، وذلك بعد 4 أشهر من زيارة وزير الخارجية عادل الجبير لبغداد، كما أجرى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، اتصالين هاتفيين خلال الأيام الماضية بالعبادي. وأفيد بأن الاتصالين تناولا العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات، وسبل تعزيزها وتطويرها، خلال مجلس التنسيق السعودي -العراقي. وتعمل قيادات البلدين الشقيقين على تأسيس مرحلة طموحة من العمل التجاري والاقتصادي والاستثماري غير المحدود، خصوصا مع بدء عمل مجلس التنسيق السعودي العراقي الذي يشكل حجر الأساس في العمل والتخطيط، متوسط وبعيد المدى. ويؤمل أن يفتح مشروع التعاون التجاري بين المملكة والعراق جميع الأبواب، بوسائل وأساليب غير مسبوقة، بما يعود بالنفع على البلدين، ويحقق التبادل التجاري المأمول. التبادل التجاري حسب وزارة التجارة والاستثمار، فإن حجم التبادل التجاري بين السعودية والعراق خلال السنوات ال10 الماضية، بلغ 23 مليار ريال سعودي، وذلك خلال الفترة من 2006 إلى 2016. ويميل الميزان التجاري لمصلحة المملكة. فيما بلغ حجم التبادل التجاري خلال عام 2016، «2.23» مليار ريال، منها «2.2» مليار ريال صادرات سعودية إلى العراق، و»24» مليون ريال واردات عراقية إلى المملكة. وتصدرت زيوت النفط الخام ومنتجاتها، ومخاليط العصائر والفواكه أو الخضار، والأجبان قائمة أهم السلع السعودية المصدرة إلى العراق، خلال 2016، فيما جاء في قائمة السلع المستوردة خرائط الألومنيوم، والصموغ، إضافة إلى حاويات النقل. ومثلت الصادرات السعودية في 2014، أعلى مستوياتها خلال ال20 عاما الماضية بمستوى 3.4 مليارات ريال. وبحكم عدم وجود منافذ برية مباشرة مع العراق انحصرت الصادرات -خلال عامي 2015 و2016- على منافذ برية بديلة في الدول الجوار الشقيقة، صُدّرت خلالها 82 % من إجمالي الصادرات السعودية إلى العراق. تعميق العلاقات كان وزير التجارة والاستثمار الدكتور ماجد القصبي، قام خلال أغسطس الماضي بزيارة رسمية إلى العاصمة العراقيةبغداد، ترأس خلالها وفدا رفيع المستوى من المسؤولين الحكوميين ورجال الأعمال، لتعزيز توجّه قيادة البلدين الساعي إلى تنمية وتعميق العلاقات الإستراتيجية والاقتصادية، وبحث الفرص الاستثمارية الواعدة، والشراكات المميزة التي تخدم مصلحة الطرفين، وتعزيز التبادل التجاري، وإيجاد الفرص المناسبة التي تخدم خطط التنمية بالنسبة للجانب العراقي، وتتوافق مع أولويات المملكة في كل القطاعات، في مقدمتها القطاع الصناعي والزراعي، ومجالا التعليم والصحة وغيرهما. فيما عبّر وزير التخطيط، وزير التجارة بالوكالة العراقي الدكتور سلمان الجميلي، عن تفاؤله بنتائج الزيارة، مؤكدا أنها بداية عهد جديد في العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية بين البلدين في كل المجالات، بما يحقق تطلعات حكومتي وشعبي البلدين الشقيقين.