تمكن مركز الأبحاث في مستشفى الملك فيصل التخصصي من تسجيل إنجاز جديد في حقل الأبحاث الخاصة بالسرطان، حيث صمم حزمة جينية تحتوي على 41 جينا أطلق عليها اسم الأمل (H.O.P.E)، وتستطيع التعرف على المرضى الذين يعانون من سرطان عائلي أو من لديهم استعداد وراثي للإصابة بالمرض من خلال فحص عينة صغيرة من دم المريض. وحزمة (H.O.P.E) هي اختصار لعبارة (Hereditary Oncogenesis Predisposition Evaluation).
نجاح الحزمة
وقالت: استطاعت الحزمة الجينية أمل ( H.O.P.E) أن تتعرف على عطب جيني وراثي في حوالي 81% من سرطان المبيض و 63% من سرطان الثدي من المرضى الذين لا يوجد لديهم تاريخ عائلي للسرطان. وبالتالي فإن الفحص الجيني سيؤدي إلى التعرف على نسبة أكبر من أفراد عائلة المصاب بالسرطان الوراثي ومن ثم الاستفادة من برامج الوقاية. وأضافت أن برامج الوقاية من السرطانات الوراثية أسهمت إلى حد كبير في خفض نسبة الإصابة بالسرطان في الدول المتقدمة في العقد الأخير، لذا فإن الحزمة التي توصل إليها الفريق ستساعد في مساندة برامج الوقاية، خصوصا أن معدل أفراد الأسرة السعودية ضعف عدد أفراد الأسرة في الغرب. وتقدمت الكريّع بالشكر لكل المرضى الذين شاركوا في برنامج الحزمة الجينية أمل ( H.O.P.E)، وكذلك الفريق العلمي الذي شارك في البحث وضم الدكتور عبدالخالد سراج والدكتور طارق مسعودي والدكتور فؤاد الدايل والدكتور إسماعيل البدوي والدكتور ناصر الصانع والدكتور لؤي الأشعري والدكتور علاء عبدالجبار والدكتورة سمر الحمود والدكتور سيف الصبحي والدكتورة أسماء طلبة والدكتور داحش عجارم، ومن مدينة الأمير سلطان الطبية العسكرية الدكتور محمد الدويش والدكتور خالد الزومان والدكتورة منى الجبوري والدكتور حسام بن يوسف.
تسجيل براءة التصميم تمت دراسة وتطبيق فحص فاعلية هذه الحزمة الجينية على أكثر من 1300 من المرضى السعوديين المصابين بالسرطان، ونشرت نتائج هذا البحث في مجلة الموروثات البشرية (Human Genetics) الأميركية، وكذلك سجلت براءة التصميم لهذه الحزمة في مكتب البراءات الأوروبية يوم 9 أغسطس الماضي. واستهدف المسح الجيني أربعة أنواع من السرطانات الأكثر شيوعا في المملكة، وهي سرطان الغدة الدرقية بعدد 146 مريضا، وسرطان الثدي بعدد 698، وسرطان المبيض بعدد 117، وسرطان القولون والمستقيم بعدد 352 مريضا ومريضة. وتم الاعتماد بصورة عامة على عمر المريض كمتطلب لإدخال المرضى في هذه الدراسة، حيث إنه من المعروف أن المرضى الذين يعانون من السرطانات الوراثية يصابون في وقت مبكر بخلاف المرضى الآخرين. وتمكنت الحزمة الجينية من خلال استخدام عينة صغيرة لدم المريض أقل من 1 ملل، من التعرف على وجود أسباب وراثية «عائلية» لحوالي 22% من سرطان المبيض و 18% لسرطان الثدي والقولون و2.5% من سرطان الغدة الدرقية، وذلك لمرضى السرطان ممن هم دون سن الأربعين عاما. غياب الدراسات والأبحاث أوضحت الدكتورة خولة الكريّع كبيرة علماء أبحاث السرطان رئيسة الفريق العلمي الذي أجرى الدراسة، أن أهم التحديات التي تواجه أطباء السرطان وعلماء أبحاث الوراثة هي القدرة على التعرف بدقة على السرطانات الوراثية التي تنتج عن عطب في جين معين، الأمر الذي يورث ذلك بين أفراد العائلة الواحد وقد يتوارث أيضا من جيل لآخر. وقالت: قمنا بهذه الدراسة التي تعد الأولى من نوعها في المنطقة لعدم وجود برامج أو عيادات متخصصة في السرطانات الوراثية بالمملكة. كما لا توجد دراسة علمية على شريحة كبيرة من المرضى للتعرف على نسبة السرطان الوراثي أو مدى انتشار السرطان الوراثي لدى مرضانا السعوديين، ولعل افتقارنا لبرامج الوقاية من السرطانات الوراثية قد يكون أحد الأسباب لتسارع وازدياد نسبة السرطان في سن مبكرة لدى السعوديين. لذا قمنا بتصميم حزمة جينية لا تحتوي فقط على الجينات الأساسية المستخدمة في التعرف على السرطان الوراثي في العرق الأميركي والأوروبي، وإنما أضفنا لها جينات إضافية اعتمدنا فيها على نتائج أبحاثنا العلمية على مرضانا السعوديين والمنشورة في المجلات المحكمة، بالإضافة إلى نتائج أبحاث المراكز العلمية العالمية الأخرى، وهذه الحزمة أطلقنا عليها اسم أمل ( H.O.P.E ).