تمكن مركز الأبحاث في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث من تسجيل إنجاز جديد في حقل الأبحاث الطبية للسرطان، وذلك من خلال تصميمه لحزمة جينية تحتوي على 41 جيناً مجتمعة أطلق عليها الفريق العلمي اختصاراً اسم الأمل (H.O.P.) (Hereditary Oncogenesis Predisposition Evaluation ). وتستطيع؛ الحزمة التعرف على المرضى الذين يعانون من سرطان عائلي أو من لديهم استعداد وراثي للإصابة بالسرطان من خلال فحص عينة صغيرة من دم المريض. وتمت دراسة وتطبيق فحص فاعلية الحزمة الجينية على ألف وثلاثمائة مرضى سرطان سعوديين ونشرت نتائج البحث في مجلة الموروثات البشرية (Human Genetics) الأمريكية ( https://rd.springer.com/article/10.1007%2Fs00439-017-1845-0 ). وكذلك تم تسجيل براءة التصميم لهذه الحزمة الجينية لفحص السرطان الوراثي في مكتب البراءات الأوروبية رقم: PCT/EP2017/070242 بتاريخ 9 أغسطس2017 م. وجرى المسح الجيني باستخدام الحزمة الجينية أمل ( H.O.P.E ) شمل ألف وثلاثمائة مريض سرطان يعانون من أحد الأربع سرطانات الأكثر شيوعاً في المملكة ( 146 مريض سرطان غدة درقية، 698 مريض سرطان ثدي، 117 مريضة سرطان مبيض، 352 مريض قولون ومستقيم ) . وتم الإعتماد بصورة عامة على عمر المريض كمتطلب لإدخال المرضى في الدراسة، حيث أنه من المعروف أن المرضى الذين يعانون من السرطانات الوراثية يصابون بعمر أصغر بكثير من مرضى السرطان الآخرين. واستطاعت الحزمة الجينية أمل ( H.O.P.E ) من خلال استخدام عينة صغيرة لدم المريض أقل من 1 ملل من التعرف على وجود أسباب وراثية " عائلية " لحوالي 22% من سرطان المبيض و 18% لسرطان الثدي والقولون و 2.5% من سرطان الغدة الدرقية وذلك لمرضى السرطان ممن هم دون سن الأربعين عاماً. وأوضحت كبيرة علماء أبحاث السرطان ورئيسة الفريق العلمي الذي قام بهذه الدراسة؛ الدكتورة خوله الكريّع، أن من أهم التحديات التي تواجه أطباء السرطان وعلماء أبحاث الوراثة هي القدرة على التعرف بدقة على السرطانات الوراثية أو السرطانات ذات القابلية الوراثية والتي تنتج عن الإصابة بعطب في جين معين، وهذا العطب قد يورث بين أفراد العائلة الواحدة و يتوارث أيضاً من جيل لآخر. ورغم أن النوع من السرطان الوراثي في الغالب لايشكل نسبة عالية من السرطان إلا أن الأطباء وعلماء الوراثة مهتمون جداً بالتعرف على الطفرة الجينية المسببة للسرطان الوراثي لسهولة منع حدوثه عند أفراد عائلة المصاب، وبالتالي العمل على وقاية أفراد العائلة من الإصابة بالسرطان وذلك من خلال برامج توعية وقائية للمرضى الذين لديهم استعداد وراثي للسرطان، وبتكثيف الفحوصات الدورية المبكرة أو من خلال إجراء جراحة وقائية لمنع ظهور أو حتى انتشار المرض بعد ظهوره في مراحله المبكرة. وأضافت د. خوله " ما دفعنا إلى القيام بهذه الدراسة والتي تعتبر الأولى من نوعها في منطقتنا هو ملاحظتنا عدم وجود برامج أو عيادات متخصصة في السرطانات الوراثية في المملكة. وأنه لا توجد دراسة علمية على شريحة كبيرة من المرضى للتعرف على نسبة السرطان الوراثي أو مدى انتشار السرطان الوراثي لدى مرضانا السعوديين، ولعل افتقارنا لبرامج الوقاية من السرطانات الوراثية قد يكون أحد الأسباب لتسارع وازدياد نسبة السرطان في سن مبكرة لدى السعوديين. وتابعت خولة: لذا فقد قمنا بتصميم حزمة جينية لا تحتوي فقط على الجينات الأساسية المستخدمة في التعرف على السرطان الوراثي في العرق الأمريكي والأوروبي وإنما أضفنا لها جينات إضافية اعتمدنا فيها على نتائج أبحاثنا العلمية على مرضانا السعوديين والمنشورة في المجلات المحكمة بالإضافة إلى نتائج أبحاث المراكز العلمية العالمية الأخرى وهذه الحزمة أطلقنا عليها اسم أمل ( H.O.P.E ). والدراسة ذات أهمية كبيرة في التخطيط لبرامج وطنية شاملة للوقاية من السرطان الوراثي في المملكة، حيث أن الدراسة تعتبر الأشمل من نوعها على مرضى السرطان السعوديين. وتم نشر نتائج الدراسة التي تثبت أهمية وتفوق الفحص الجيني – والذي أصبح سهلاً وفي متناول جميع المراكز الطبية المتقدمة – لتفوقه على الطرق التقليدية في التعرف على المرضى الذين لديهم قابلية للسرطان الوراثي، ومن المعروف أن الطرق التقليدية تعتمد على التاريخ العائلي للسرطان والذي قد لا يكون معروفاً أو متوفراً للأطباء. وأن الفحص الجيني باستخدام الحزمة الجينية أمل ( H.O.P.E ) استطاع التعرف على عطب جيني وراثي في حوالي 81% من سرطان المبيض و 63% من سرطان الثدي من المرضى الذين لا يوجد لديهم تاريخ عائلي للسرطان. وبالتالي فإن الفحص الجيني سيؤدي إلى التعرف على نسبة أكبر من أفراد عائلة المصاب بالسرطان الوراثي ومن ثم الإستفادة من برامج الوقاية. الجدير بالذكر أن البرامج الوقائية للسرطانات الوراثية ساهمت إلى حد كبير في خفض نسبة الإصابة بالسرطان في الدول المتقدمة في العقد الأخير والتي يعرف عنها صغر متوسط أفراد العائلة، لذا فإننا نرى أن فعالية برامج الوقاية الوطنية من السرطان الوراثي سيكون لها دور أكثر فاعلية وتأثيراً لدى المجتمع السعودي . وذلك من خلال الفحص الجيني لحزمة أمل ( H.O.P.E )، وخاصة أن معدل عدد أفراد الأسرة السعودية ضعف عدد أفراد الأسرة الغربية.