دخلت العلاقات التركية الأميركية مؤخرا، فصلا جديدا من التوتر، إزاء اعتقال السلطات التركية رجل أمن يعمل في القنصلية الأميركية بإسطنبول، وذلك عقب أن أوقفت السفارة الأميركية بأنقرة إصدار تأشيرات جديدة باستثناء الهجرة، فيما ردت أنقرة بوقف إصدار التأشيرات للمواطنين الأميركيين في واشنطن. يأتي ذلك، في وقت اعتقلت السلطات التركية عاملا بالقنصلية الأميركية في إسطنبول، قالت إنه يشتبه في علاقته بشبكة فتح الله غولن المتهم بتدبير محاولة الانقلاب الفاشلة العام الماضي، قبل أن تصف واشنطن عملية الاعتقال بأنها تشي للعلاقات بين البلدين بحكم أنها لا تستند إلى أدلة واضحة. علاقات متموجة عبرت أنقرة عن خيبة أملها في تعاطي السلطات الأميركية لمطالبها بتسليم الداعية غولن، منذ محاولة الانقلاب الفاشلة، حيث تتهمه أنقرة بالوقوف والتحريض ضد المحاولة الفاشلة، فيما ينفي غولن أي علاقة له بهذه المحاولة، في وقت شددت سلطات أنقرة من إجراءاتها ضد المشتبه بهم، واعتقلت آلاف الأشخاص، فضلا عن فصلهم في مناصب ووظائف متعددة داخل الدولة. وكانت العلاقات الأميركية التركية قد تدهورت منذ مايو الماضي، عندما اشتبكت قوات الأمن التركية في الشوارع مع محتجين خلال زيارة الرئيس رجب طيب إردوغان لواشنطن. وفي سبتمبر الماضي احتجت تركيا أيضا على اتهام الولاياتالمتحدة لوزير اقتصاد تركي سابق بالتآمر لانتهاك العقوبات الأميركية المفروضة على إيران، قائلة إن الاتهامات تصل إلى ما أسمته محاولة انقلاب من خلال المحاكم الأميركية. تنحية الخلافات في غضون ذلك، يرى مراقبون أن هذا التموج في العلاقات يضر بالبلدين في وقت الذي يجب فيه توحيد الجهود لمحاربة الإرهاب وتجفيف منابعه في المنطقة، حيث تخوض القوات التركية تحركات عسكرية في الشمال السوري ضد عناصر جبهة النصرة، فضلا عن الأزمة المفتوحة بينها وبين مسؤولي إقليم كردستان العراق. وتتشارك كل من أنقرةوواشنطن عضوية حلف شمال الأطلسي «ناتو»، والتحالف الدولي لمحاربة داعش، فضلا عن التنسيق العسكري والميداني في سورية، وهو ما يجعل البلدين يتقاربان أكثر ويسعيا لتنحية الخلافات جانبا. تباين التصريحات شرعت وسائل الإعلام التركية في تغطية العملية العسكرية في إدلب منذ اللحظات الأولى لانطلاقها، حيث تحدثت التقارير عن وجود إسناد مدفعي، وقصف تركي لمناطق حدودية داخل الأراضي السورية، وذلك لمساندة عناصر الجيش السوري الحر، مشيرة إلى أن المدفعية التابعة لرئاسة أركان الجيش التركي، قدمت الغطاء الناري أيضا. وكان الجيش التركي قد واصل تحركاته العسكرية بقضاء ريحانلي التابع لولاية هاتاي المتاخمة للحدود السورية، في إطار استعداداته لدخول محافظة إدلب، وتم نشر ما يقرب من 30 ناقلة جنود مدرعة، ومدافع من نوع «هاوترز»، فيما تباين حماس الإعلام التركي مع تصريحات وزير الخارجية جاويش أوغلو التي أكد فيها أن هدف هذه العملية ستقتصر على وقف الاشتباكات تماما والتمهيد للمرحلة السياسية. هدف العملية التركية يرى مراقبون أن أنقرة تسعى إلى عزل مقاتلي المعارضة في الشمال السوري عن هيئة تحرير الشام، كخطوة باتجاه إقامة منطقة خفض التصعيد الرابعة، فيما ستضغط روسيا على تركيا في تدشين مفاوضات لإقامة منطقة خفض التصعيد في الشمال السوري، لدفع أنقرة على قتال أو تقليص نفوذ هيئة تحرير الشام، الأمر الذي لا تراه تركيا في سُلّم أولوياتها. أزمات تعصف بأنقرة عودة التوتر مع واشنطن عملية عسكرية معقدة شمال سورية تهديدات الميليشيات الكردية هبوط قيمة العملة المحلية فتح جبهة مع كردستان العراق التلويح بإلغاء عقد S-400 مع روسيا