فيما وصل الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إلى طهران أول من أمس، في زيارة تتصدرها ملفات عسكرية وسياسية، أبزرها ملف استفتاء انفصال إقليم كردستان، تمضي أنقرة في ترجمة رفضها للخطوة الكردية عبر شن حرب اقتصادية واسعة على الإقليم عبر المقاطعة والحصار البري، فضلا عن تعليق جميع رحلاتها الجوية إلى مطار أربيل الدولي، في خطوة من شأنها أن تعقد حل الأزمة بالطرق السلمية. وكان الرئيس إردوغان، قد صرح أول من أمس، بأن بلاده لن تتردد في فرض عقوبات وإجراءات جديدة ضد إدارة إقليم شمال العراق في حال لم تتراجع عن استفتاء الانفصال، مؤكدا على ضرورة وحدة الأراضي العراقية، ومشددا على أن العرب والأكراد والتركمان وغيرهم يعيشون منذ آلاف السنوات في العراق، ولا يجوز لكل أحد أن يطالب بدولة منفصلة لتفتيت البلاد. شروط العودة يأتي ذلك في وقت أبدت فيه أنقرة استعدادها لإعادة العلاقات مع الإقليم الكردي في حال تم التراجع عن الاستفتاء الذي تراه باطلا، حيث صرح وزير الخارجية التركي مولود أوغلو بأن إدارة مسعود بارزاني وضعت مصالحها الذاتية فوق كل اعتبار، بغية بقاء الأخير في رئاسة الإقليم، والحيلولة دون جعل رئاسته محل مساءلة، محذرا من أن جشعه بدأ يجر مستقبل الشعب الكردي إلى المجهول-حسب وصفه-، مطالبا بأن تكون المعابر الحدودية مع الجانب العراقي تحت سيطرة حكومة بغداد.
عمليات مرتقبة في غضون ذلك، أكدت مصادر صحفية تركية أن أنقرة تستعد لشن عمليات عسكرية مشتركة مرتقبة مع قوات إيرانية وعراقية ضد إقليم كردستان العراق لمواجهة الانفصال. وبحسب صحيفة «تركيا» المقربة من الحكومة فإن أنقرة سترسل 12 ألف جندي إلى شمال العراق، بينما يتهيأ الجيش العراقي للتحرك نحو الشمال أيضا، وذلك في وقت يزور رئيس أركان الجيش خلوصي أكار، إيران، لإجراء مباحثات تشمل النتائج التي ترتبت على استفتاء كردستان العراق.
توافقات مشتركة بحسب مراقبين، فإن التوافق الإقليمي بين الثالوث التركي الإيرانيالعراقي على رفض الاستفتاء، يعطي تركيا فرصا مضاعفة للضغط على مسعود البارازني للتراجع عن فكرة الاستقلال، في وقت تشير مصادر إلى احتمالية عقد قمة قريبة بين الدول الثلاث التي أعلنت عن تنسيق كامل في الإجراءات المتخذة ضد إدارة الإقليم. وفيما ترفض بغداد التفاوض مع أربيل بشأن الاستفتاء اتخذت هي وطهران مواقف مشابهة من خلال السيطرة على منافذ الإقليم، وإرسال طهران منظومات صاروخية متطورة إلى الحدود معها. وبالتوازي مع ذلك، شدد إردوغان على أن جميع الخيارات مطروحة أمام بلاده للتعامل مع تداعيات استفتاء الانفصال عن العراق، مشيرا إلى أن ذلك لا يعني بالضرورة توجه أنقرة لشن حملة عسكرية ضد الإقليم وفق ما يؤكده المحللون السياسيون الأتراك. يذكر أن الحكومة التركية قد حصلت على تفويض من البرلمان الأسبوع الماضي من أجل إرسال قوات مسلحة إلى العراق وسورية تهدف إلى إنشاء مناطق خفض التصعيد في سورية، والرد بسرعة على المستجدات التي يمكن أن تقع عقب استفتاء انفصال الإقليم الكردي في العراق.
سيناريوهات معقدة يرى خبراء عسكريون أن الشكوك حول إيران وأطماعها التاريخية التي يتوجب على تركيا لجمها، وتاريخ العلاقات الشائك لحكومة بغداد مع الأكراد، سوف يحوّلان المسألة من مجرد «انفصال الإقليم» إلى حماية العرقية الكردية في حال التدخل العسكري، وهو ما قد يُدخل المنطقة في سيناريوهات معقدة تطول لسنوات لاحقة، في وقت يمكن أن يكون تدخل أنقرة في سورية رادعا لها عن التدخل في العراق. كما أنه من المتوقع أن تجرى مباحثات معمقة بين تركياوإيران خلال الزيارة حول الخطوات المقبلة في سورية، لا سيما فيما يتعلق بمباحثات «أستانة»، فيما يتوقع أن يتم نشر قوات تركية وروسية وإيرانية في مناطق مختلفة بمحافظة إدلب للحفاظ على الاتفاق. خطة الثلاثي العسكرية إرسال أنقرة 12 ألف جندي إلى شمال العراق تحرك قوات عراقية لمساندة الأتراك دعم إيراني عبر الحدود مع الإقليم نشر قوات روسية إيرانية تركية في إدلب السورية