قبل أيام قليلة من استفتاء الانفصال الذي يجريه إقليم كردستان، وما قد يجلبه من مخاطر تهدد العراق والمنطقة، أصدرت وزارة الخارجية، بيانا طالبت فيه الأطراف العراقية بالدخول في حوار لتحقيق مصالح الشعب بكافة مكوناته. وأكد البيان أن الحوار يضمن الأمن والسلام في العراق ويحفظ وحدته وسيادته، مطالبا الأطراف العراقية بالعودة للاتفاقات الموقعة وأحكام الدستور العراقي، ومنوها بأن أي إجراءات أحادية في العراق ستزيد من تعقيد الوضع الإقليمي. وفيما يلي نص البيان: صرح مصدر مسؤول بالمملكة العربية السعودية تعليقا على الاستفتاء المزمع إجراؤه في إقليم كردستان العراق في 25 من شهر الجاري، أنه تقديرا للظروف الراهنة التي تمر بها المنطقة وما تواجهه من مخاطر وحرصا منها على تجنب أزمات جديدة قد ينتج عنها تداعيات سلبية، سياسية، وأمنية، وإنسانية، تشتت الجهود الرامية إلى تحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة بما في ذلك مكافحة التنظيمات الإرهابية والأنشطة المرتبطة بها. حكمة بارزاني قال المصدر المسؤول إنه انسجاما مع المواقف الإقليمية والدولية بهذا الشأن، فإن المملكة العربية السعودية تتطلع إلى حكمة وحنكة الرئيس مسعود برزاني لعدم إجراء الاستفتاء الخاص باستقلال إقليم كردستان العراق، وذلك لتجنيب العراق والمنطقة مزيدا من المخاطر التي قد تترتب على إجرائه. وتدعو المملكة العربية السعودية الأطراف المعنية إلى الدخول في حوار لتحقيق مصالح الشعب العراقي الشقيق بجميع مكوناته، وبما يضمن تحقيق الأمن والسلام في العراق الشقيق ويحفظ وحدته وسيادته. مخرج دستوري يأتي ذلك في وقت ترددت في العاصمة العراقية معلومات عن تسوية سياسية لأزمة استفتاء تقرير المصير لأكراد شمال العراق المقرر يوم الإثنين المقبل، وتزامن ذلك مع تصريحات لرئيس الوزراء العراقي، تحدث فيها عن انفراج محتمل لهذه الأزمة. ويبدو أن الطرفين، حكومتي بغداد وأربيل، تتخوفان من الذهاب إلى المزيد من التصعيد خشية اندلاع حرب أهلية واسعة يصعب توقع تداعياتها على الطرفين وربما تكون ذريعة لدولتين هما تركيا وإيران، لاجتياح الأراضي العراقية واحتلال أجزاء منها تحت عنوان الأمن القومي للبلدين الجارين للعراق. تقدير القادة ومكونات الشعب أضاف المصدر أن المملكة إذ تعبر عن تقديرها لرئيس مجلس وزراء جمهورية العراق الدكتور حيدر العبادي على جهوده في خدمة العراق والشعب العراقي بكافة مكوناته، كما تعبر عن تقديرها للقادة ومكونات الشعب في إقليم كردستان العراق وما حققه من إنجازات وتقدم في كافة المجالات لتدعو إلى الحفاظ على هذه المكتسبات وعدم التسرع في اتخاذ أي مواقف أحادية الجانب من شأنها أن تزيد من تعقيد الوضع الإقليمي، والعمل وفق ما تقتضي مصلحة الطرفين ويحقق تطلعات الشعب العراقي بالعودة إلى الاتفاقيات الموقعة بين الطرفين وأحكام الدستور العراقي. صيغة التسوية تتضمن الصيغة المقترحة لحل أزمة الاستفتاء الكردي أن يعلن بارزاني، تأجيل الاستفتاء، وأن تبدأ بغداد وأربيل بمناقشات تعديل الدستور العراقي ليتيح إمكانية إقامة نظام كونفدرالي بدلا من النظام الفدرالي، علما أن النظام الكونفدرالي هو نظام اتحاد بين دولتين. كما أشارت الصيغة المقترحة إلى تصويت البرلمان العراقي على التعديل، وأن يعرض التعديل على الاستفتاء العام على جميع العراقيين وكل مدن العراق دون استثناء. الدور السلبي للمالكي بحسب التسريبات، فإن الحكومة العراقية برئاسة العبادي منفتحة على هذه التسوية التي تجد فيها مخرجا دستوريا لأزمة الاستفتاء الكردي غير أن حكومة بارزاني ربما تخشى أن يرفض البرلمان العراقي الذي تشكل فيه كتلة التحالف الوطني الشيعي وائتلاف رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، الكتلة الأكبر، رفض فقرة تعديل الدستور إلى الكونفدرالية، كما أن أربيل قد لا تتضمن ثلثي الأصوات من الشعب العراقي في تأييد التعديل عندما يعرض للتصويت العام. مضمون البيان السعودي تقدير المخاطر والتحديات التي تواجه المنطقة الحرص على تجنب أزمات جديدة قد ينتج عنها تداعيات سلبية مواصلة مكافحة التنظيمات الإرهابية والأنشطة المرتبطة بها عدم تشتت الجهود الرامية إلى تحقيق الاستقرار والأمن بالمنطقة التركيز على الحوار بما يضمن وحدة وسلامة العراق الحفاظ على مكتسبات العراق وعدم التسرع في اتخاذ أي مواقف أحادية