تتبع فريق وكالة الأنباء السعودية في الطائف للمسارات التاريخية التي سلكها الحجاج، انطلاقا من بركة «الخرابة»، وبركة «زبيدة»، مرورا بدرب الحجاج القديم صوب مكةالمكرمة، قطع خلالها الفريق عددا من الأودية أشهرها «وادي العقيق» وصولا إلى محطة التقاء درب الحاج الكوفي والبصري بمنطقة «أوطاس» أو ما يعرف ب«حزم الصريم»، ووقفوا على بركتها المعروفة باسم «بريكة» مع وادي «الضريبة» حتى أشرفوا على ميقات «ذات عرق». أهمية تاريخية كشفت الجولة عن فصل من فصول تاريخ معالم دروب الحجاج التي كانت تسلكها قوافل أبناء الهلال الخصيب قبل أكثر من 1277 عاما في طريقهم لأداء مناسك الحج عبر ما يعرف بدربي «زبيدة» الذي ينطلق من الكوفة، و«الحاج البصري» الذي ينطلق من البصرة، ويشقان الجزيرة العربية في تواز مستمر من أقصى شمالها مرورا بوسطها حتى يلتقيان في مكان يُسمّى «أم خرمان» المعروف ب«أوطاس» في مركز المحاني شمالي الطائف. وشاهد الفريق خلال الجولة عددا من المعالم والمواقع التاريخية والأثرية والبرك والآبار والنزل القديمة التي ما زالت محتفظة بهيئتها وجمال تصميمها، واستمعوا من رئيس مركز عشيرة معيض المالكي، ومن اثنين من المهتمين بالتاريخ من أبناء الطائف عايش المقاطي، وخالد المقاطي، على تفاصيل هذه المواقع وأهميتها التاريخية. سرية أوطاس قال المؤرخ عاتق بن غيث البلادي: «عقيق عشيرة: واد فحل من أودية الحجاز الشرقية يأخذ أعلى مساقط مياهه من شمال الطائف حيث يسيل وادي قرّان من شمال حويّة الطائف ثم يتّجه العقيق مشمّلا بين حرّتي بسّ غربا ثمّ حرّة الروقة وحرّة كشب شرقا حتى يدفع في قاع حاذة جنوب مهد الذهب»، مضيفا بالقول: «لعقيق عشيرة روافد كثيرة منها: الغميم وقرّان والحسك وسدحة والرصن وغيرها». بعد محطة «الغمرة»، يظهر «أوطاس» أو ما يعرف بجبل «أُم خرْمَان»، وهي ملتقى حجاج طريقي البصرة والكوفة، وتبعد عن محطة «الغمرة» ما يقارب العشرة كيلومترات، وينحرف الطريق من محطة «الغمرة» ناحية الجنوب الغربي متجها نحو وادي «الضريبة» وطريقها في منطقة خفيفة التضاريس إلى الغرب من وادي العقيق وصولا إلى بركة «أوطاس» التي تعرف أيضا ببركة «البريكة»، و«أوطاس» تقع على أحد أذرع وأكبر روافد وادي العقيق وهو «وادي سلحة»، الذي ينبع من حرة «بِسْ الأسفل» المتاخم لعشيرة من الغرب مرورا بوادي «الرانة»، وهذه البركة هي واحدة من سلسلة البرك التي حفرت على «درب زبيدة». وشهد «أوطاس»فصولا من معارك الرسول صلى الله عليه وسلم ضد هوازن، فبعد أن انتصر جيش المسلمين عليهم في معركة «حنين» في السنة (8) للهجرة، أرسل الرسول سرية عرفت بسرية «أوطاس»، بقيادة أبي عامر الأشعري، عم أبي موسى الأشعري إلى أن توجه إلى «أوطاس» من فلول جيش هوازن فلحق بهم وقاتلهم في هذا الموقع حتى انتصر جيش المسلمين. أشهر دروب الحج القديمة في الطائف * من القرن الهجري الأول إلى القرن الثالث، الفترة الذهبية لهذين الطريقين 1 - درب الحاج الكوفي المعروف ب«درب زبيدة» يبدأ من العراق وينتهى في مكةالمكرمة وطوله 1500 كلم من أهم طرق الحج والتجارة خلال العصر الإسلامي سمي نسبة إلى السيدة زبيدة بنت جعفر المنصور، زوج الخليفة هارون الرشيد يحوي قنوات مياه عدت مشروعا هندسيا أذهل كبار المهندسين المعماريين يمتد من الكوفة بالعراق مرورا بشمال المملكة ووسطها إلى أن يصل إلى الأماكن المقدسة في المدينةالمنورة ثم إلى مكةالمكرمة تتوزع على طول الطريق الآبار وخزانات المياه والبرك بمسافات لا تزيد على (40 كيومترا) استخدم بعد فتح العراق وانتشار الإسلام في بلاد المشرق
2 - درب الحاج البصري * الطريق القديم الموازي «لدرب زبيدة» ينطلق من البصرةبالعراق * يمر بشمال شرق الجزيرة العربية عبر وادي الباطن يخترق صحراء الدهناء * يمر بالقصيم، وبعدها يسير الطريق محاذيا ل«درب زبيدة» * يلتقي الطريقان في أم خرمان «أوطاس» بمركز المحاني شمال الطائف. ميقات ذات عرق * من مواقيت الحج الخمسة * ميقات أهل العراق * يبعد عن مكة (92) كيلومترا باتجاه الشمال * «عرق» قمة جبل مرتفع يتميز عما حوله بلون يميل إلى السواد، ممتد من الشرق إلى الغرب بطول 2000 متر.