طرحت الشركة العالمية المتخصصة بخدمات نقل الركاب عبر العالم «Uber» بيع جزء من أسهمها، ما جعل المجموعات الاستثمارية تتنافس على اغتنام فرصة تملك حصة في الشركة، وسط تكهنات حول الأسباب الدافعة للشركة نحو بيع جزء من أسهمها رغم سيطرة النزعة التفاؤلية على مستقبلها، ويتوقع أن تتجاوز قيمتها التقديرية ال 100 مليار دولار (375 مليار ريال). ولا تعدو عروض الاستحواذ الثلاثة، التي ترتكز في أغلبيتها على شراء أسهم «Uber» من المساهمين الحاليين بدلا من طرح أسهم جديدة، كونها عروضا أولية. ولعل أبرزها تترجم في محادثات شراء «سوفتبنك» حصة استراتيجية تمكنها من بسط يدها العليا على Uber. دراسة العرض بحسب المعلومات المنشورة في صحيفة «نيويورك تايمز»، فقد قرر مجلس إدارة «Uber» الاستمرار في دراسة العرض المقدم أيضاً من تحالف يقوده المستثمر في الشركة شيرفين بيشيفار، والذي يهدف لشراء جزء من حصة المستثمرين الحاليين. وكان المجلس صوت في وقت سابق على استئناف المحادثات بشأن المقترح المقدم من «Dragoneer Investment Group» لشراء جزء من حصة المساهمين. اللافت في عروض الاستحواذ هذه توقيت طرح عمليات الشراء لاسيما في ظل الظروف الإدارية الحساسة التي تمر بها شركة «Uber»، بعد استقالة المدير التنفيذي للشركة ترافيس كالانيك، بعد انتقادات لاذعة من أعضاء مجلس الإدارة والمستثمرين على حد سواء. ما يطرح مخاوف حقيقية أمام «Uber» في قبول بيع الأسهم بسعر خصم أقل من تقييم الشركة نفسه. غير أنه رغم ما تواجهه الشركة من مشاكل في سدة القيادة، فإنها لا تزال تشكل استثمارا جذابا، وتشهد نموا متسارعا في أنشطتها في مجال خدمات نقل الركاب عالميا. شركة غراب غير أن استثمارات «سوفت بنك» في شركة «غراب» لتأجير السيارات ومقرها جنوب شرق آسيا، بقيمة 2.5 مليار دولار (9.375 مليارات ريال) بمشاركة «ديدي شوكينج» الصينية، أثارت امتعاض مجلس إدارة «Uber» الذي حذر من وصول عرض سوفت بنك الاستحواذي إلى خواتيمه السعيدة، لما تلعبه الأخيرة من دور استراتيجي في دعم الشركة المنافسة لأوبر «غراب». أما في تفاصيل العرض الثاني المقدم من المستثمر «شيرفين بيشيفار»، يخطط بيشيفار إلى شراء 75% من الأسهم المملوكة من قبل «Benchmark» أحد أكبر المستثمرين في «Uber»، كشرط أساسي للاستحواذ، وهذا من شأنه أن يسهم في خسارة Benchmark «مقعده» على متن شركة النقل العملاقة «Uber». معارض ومؤيد مخاوف هيكلية دفعت أعضاء مجلس إدارة شركة «Uber» إلى الانقسام بين مؤيد ومعارض لاقتراحات الاستحواذ الثلاثة المطروحة، ففي حين يعتبر بعض المساهمين الحاليين أن بيع الأسهم في الوقت الراهن قد يعطي دفعاً قوياً للشركة في تأمين أرباح ضخمة في وقت تسيطر الضبابية على المستقبل المالي ل«Uber»، يعتقد البعض الآخر أن هذه الخطوة تصب في خانة إلحاق الضرر بشكل متعمد بالشركة. وبغض النظر عن خلفيات عروض الاستحواذ وانعكاساتها على أداء الشركة، غير أنه لا نستطيع أن ننكر أن «سوفت بنك» تصدرت قائمة المهتمين بشراء حصة ضخمة في «Uber» وظهرت مؤخراً نقاشات جدية في هذا الإطار من قبل الرئيس التنفيذي لشركة «سوفت بنك» ماسايوشي سون.