انتقد مسرحيون أول عروض مسرح الجنادرية الذي انطلق أول من أمس بالطائف، واصفين العرض بأنه جاء دون المأمول، وأن هناك مشكلات في الأداء والنص، وتعود مسرحية «الصندوق المجنون» التي قدمت في العرض لجمعية الثقافة والفنون بجدة، وتتحدث عن مجموعة من المجانين في مصحة نفسية يرون بأنهم غير مجانين رغم المواقف والمشاهد والأحدث التي يتضمنها الحوار، يثبت في النهاية حين مشاهدتهم للتلفاز «الصندوق المجنون» لتسلية زميلهم الحزين بعد اتهامه بالجنون، ويرون أحداث التفجير والقتل والنحر والإبادة ليقولوا أن هذا هو الجنون. أفكار مستهلكة أكد الناقد المسرحي عبدالله عقيل أن أول العروض المسرحية في نشاط الجنادرية المسرحي، مسرحية الصندوق المجنون، كانت دون المأمول، وقال توقعت أن يكون العمل مقدما للطفل، وذلك لأني قرأت عددا من النصوص تحمل نفس الاسم قدمت للأطفال. وأضاف عقيل في قراءته النقدية للمسرحية أن النص كتب بثقافة شعبوية عامية، لم يحمل في طياته أي فلسفة عميقة تجعلني كمتلق أعيد هذه الفلسفة في نصي، وأن المكان مصحة مجانين مليئة بالملاءات البيضاء الموجودة في كل مكان، وكنت أتوقع أن يظهر هذا النقاء في صفات المجانين خلال العمل، لكن ما حدث أنهم لم يكونوا مجانين ولكنهم محبطين، لافتا أن أفكار النص مستهلكة، وافتقدنا لشاعرية اللغة. مشيرا إلى أن حركة الممثلين مقننة وواضحة ولم يكن لها معنى، والموسيقى التي وضعت مع دخول الممثل الثالث لم تكن في مكانها، وهناك انفصال في الشخصية عن الدور الذي قدمه الممثل، مشددا على التدريب الجاد للممثلين على الصوت والحركة والتنفس ونطق الكلام. تركيز التدريبات أشاد الكاتب المسرحي فهد ردة الحارثي في المداخلات التي تلت العرض، بإمكانات المخرج صالح إمام، وقال إن مشكلته تكمن في أنه يعود بفريق جديد في كل مرة، وهذا يحتاج جهدا كبيرا للتدريب، كما أن العمل به كثير من الإشكاليات في الأداء والنص، لافتا أن المخرج مغرم بخيال الظل. وقال المخرج المسرحي فهد الأسمر إنه من الإيجابيات في العمل المقدم هو صعود هؤلاء الشباب على خشبة المسرح، والنقد يعتبر درسا مجانيا في المسرح، وقال الفنان عبدالله الصايغ الممثلون جدد ويحتاجون إلى الوقت وإلى تدريب طويل ليستطيعوا أن يسيطروا على أنفسهم ويسيطر المخرج عليهم.