يعاني طريق الجنادريةبالرياض، أو طريق الموت كما يسميه مرتادوه وسكان الأحياء المجاورة له، من الإهمال والظلام الدامس ليلا مما يتسبب في إزهاق أرواح الأبرياء ويهدد سلامتهم. ظلام دامس وقفت «الوطن» على الطريق الممتد من تقاطع طريقي خريص والدمام المحاذي لاستاد الملك فهد جنوبا حتى مقر المهرجان الوطني للتراث والثقافة على طريق الثمامة شمالا، وكذلك امتداد الطريق الذي يربط الثمامة بوسط الرياض مرورا بطريق التخصصي، وكانت الزيارات نهارية وليلية للوقوف على وضع الطريق، إذ يعاني الطريق من الظلام الدامس ليلا لعدم توفر الإنارة في محيطه، وعدم وضوح حارات الطريق ومساراته، وعدم وجود الأنوار العاكسة التي تحدد المسارات واتجاهاتها، عطفا على تكسّر أجزاء متعددة من الطريق، ووجود تصدعات وحفر مر عليها سنوات دون صيانة، إضافة لوجود حواجز خرسانية توضع لمنع المخالفين من تجاوز الأرصفة وإغلاق بعض الفتحات بطريقة بدائية وعشوائية مما يتسبب في حوادث مرورية مميتة.ولم تقف معاناة السكان ومرتادي الطريق عند هذا الحد، إذ يقوم باعة الأعلاف وحبوب الماشية والباعة الجائلين بعرض بضائعهم بمحاذاة بعض أجزاء الطريق مما يسبب ازدحاما وارتباكا للمركبات فتتسبب في حوادث شنيعة خاصة وأن الطريق سريع وعادة ما يشهد تهوّر الكثير من قائدي السيارات. طريق رعب قال المواطن خالد العنزي، إن أقل وصف يمكن أن يطلق على طريق الجنادرية شمال شرق الرياض بطريق الأشباح والرعب حيث إنه مظلم ليلا بسبب عدم صيانة الإنارة منذ عدة سنوات، كما أنه يفتقر لصيانة المسارات الأرضية التي مسحت تماما مع مرور الزمن، وأصبحت الأرصفة متداخلة وغير واضحة لقائدي المركبات ولا يوجد عليها لون عاكس يحدد اتجاهات الطريق وتقاطعاته، كما لا توجد القطع البلاستيكية العاكسة التي تحدد لكل مركبة مسارها مما يؤدي لتداخل المركبات والشاحنات فتتسبب في حوادث مميتة. وأضاف العنزي أن حوادث الدهس والتصادم وقفز الأرصفة وصدم أعمدة الإنارة أصبحت مشهدا مألوفا دون أن تحرك الجهات المسؤولة ساكنا. تقاطعات خاطئة قال المواطن عبدالله العتيبي، إن تصميم الطريق وتقاطعاته خاطئة من الأساس، حيث تسير السيارات في ثلاثة مسارات وفجأة يضيق الطريق دون مقدمات ويتحول إلى مسار أو مسارين مما يسبب حوادث مرورية شنيعة، كما أن الطريق يفتقد للمطبات الصناعية التي تحول دون تهور السائقين حيث يشهد دائما حوادث دهس للأطفال والعمالة المرتادين لضفتي الطريق.
أعمال صيانة من جهته، قال مدير عام إدارة الطرق بمنطقة الرياض المهندس سلمان الضلعان إنه تم اعتماد أعمال صيانة وقائية لإعادة سفلتة الطريق خاصة المنطقة المحاذية لاستاد الملك فهد حتى موقع مهرجان الجنادرية وذلك لمعالجة سطح الطريق الأسفلتي ومعالجة عدم وضوح المسارات وضمان عوامل السلامة على الطريق، كما تمت معالجة بعض المناطق بطول 2 كلم في المنطقة الواقعة قبل مهرجان الجنادرية، إضافة لانتهاء أعمال صيانة الطريق في بداية العام الحالي للجزء الواقع شمال مهرجان الجنادرية. وبخصوص الظلام للطريق قال الضلعان: «إنه تم اعتماد الميزانية الخاصة بإنارة الطريق، لكنهم ينتظرون إيصال التيار الكهربائي للمحطات من شركة الكهرباء»، مشيرا إلى أن حالات الدهس تؤخذ بعين الاعتبار وتمت دراسة الطريق بطلب من الإدارة العامة للمرور لتفادي الحوادث الناتجة عن تجاوزات السرعة على الطريق، وكان المقترح أن يتم عمل سياج طولي لكامل الطريق في الجزيرة الوسطية لتفادي تلك التجاوزات، وهو ما سيتم العمل عليه خلال الفترة المقبلة، مؤكدا أن الطريق يحظى باهتمام الإدارة العامة للطرق بمنطقة الرياض وسيكون ضمن أولوياتها لهذا العام.