تحوّل أحد "الدوّارات" شمال العاصمة الرياض، من وسيلة لتنظيم انسيابية حركة مرور السيارات إلى مصيدة دفعت السكان لتسميته ب"دوّار الموت" بسبب عدم معالجة وضعه الذي يشكّل خطوره بالغة على مرتاديه ويتسبّب في العديد من الحوادث المرورية بسبب عدم إنارته وضعف اللوحات الإرشادية التي تنبه السائقين بوجوده خاصة في الفترة المسائية التي يخيّم فيها الظلام على الموقع المحيط بالدوّار فيتسبب في حوادث مروريّة حصدت أرواح العديد من السائقين وأسرهم. وتلقت "الوطن" شكاوى عدد من سكان شمال الرياض كحيي الياسمين والخزامى وغيرهما مع معاناتهم مع دوار تقاطع طريق أبو بكر الصديق رضي الله عنه مع طريق الثمامة شمال الرياض، وبزيارة الموقع رصدنا آثار العديد من الحوادث المرورية التي "كسّرت" أرصفة الدوّار وخلّفت قطعا حديدية وزجاج وزيوت متناثرة من المركبات التي تعرضت للحوادث في الدوار، إلى جانب تهشّم العديد من اللوحات الإرشادية التي اصطدمت بها السيارات في أوقات سابقة وما زالت على حالها دون أن يعاد تركيبها وإزالة بقايا الحوادث المرورية. وقال المواطن أيمن الباتلي ل"الوطن" إنه يسكن قريبا من الدوار الذي وصفه ب"دوّار الموت" لما يحدث فيه من حوادث مرورية مميتة بسبب الإهمال في الدوار من ناحية الإنارة حيث لا يوجد سوى بضعة من أعمدة الإنارة البعيدة عن الدوّار ولا تصل إنارتها إليه، والقريبة منه لا تعمل إضاءتها، كما أنه لا يوجد به حزام إنارة دائري كما هو في دوارات أخرى تقع في أحياء راقية. وأضاف أن الدوار يعاني أيضا من ضعف فاعليّة الأنوار العاكسة المسماة ب"عيون القطط" مما أسهم في تحويل الدوار إلى ظلام دامس ليلا ويتفاجأ السائقون بوجود الدوار أثناء قيادتهم فتعانق سياراتهم أرصفته ويتعرضون لحوادث مرورية مميتة ساهمت في إزهاق أرواح العديد من قائدي السيارات ومرافقيهم حين يشاهدهم بين الحين والآخر نظرا لقرب سكن من الدوار وارتياده له باستمرار، مشيرا إلى أنه اشتكى للجهات المختصة منذ سنتين عن الوضع الخطير للدوار لكنه لم يجد استجابة حقيقية وأن كل جهة ترمي باللوم على أخرى ليكون الضحايا قائدي السيارات. "الوطن" توجهت بأسئلتها للمتحدث الرسمي بمرور الرياض المقدم حسن الحسن ونقلنا له شكوى السكان من خطر الحوادث المرورية بسبب عدم إنارة الدوّار وعدم وجود لوحات إرشادية تنبّه السكان بوجوده، فأجاب بقوله "الطريق يوجد فيه إنارة، وقبل الوصول للدوار يوجد لوحات إرشادية وكذلك "عيون قطط" وأضاف أن عددا من الجهات كالبلديات والأمانة ووزارة النقل والهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض يشتركون في بعض المسؤوليات عن الطرق حسب موقع الطريق أو المواقع التي تقع ضمن حدود مسؤولياتهم وهم المسؤولون عن وضع الإنارة فيها وتركيب اللوحات الإرشادية والتحذيرية في الطرقات وفق المعايير والمقاييس، وكذلك عمل الصيانة على هذه الطرقات. وبسؤاله عن الإجراءات التي يمكن اتخاذها لإنهاء هذه الإشكالات في الدوّار، قال الحسن: إنه تم الرفع من قبل إدارة مرور الرياض عن العديد من المواقع التي تحتاج زيادة للوحات ووسائل السلامة المرورية ومنها الدوار المذكور إلى الجهات المختصة لمعالجة ما يحتاجه.