أعادت قناة الجزيرة القطرية إلى الأذهان، وزير الإعلام العراقي السابق محمد سعيد الصحّاف الذي عُرف ببياناته الكاذبة إبان غزو العراق عام 2003، وجسدت القناة الصحّاف مرة أخرى في صورة تصريحات لمسؤوليها، زعمت أن الجزيرة قناة الرأى والرأي الآخر، بينما أكدت الأحداث أنها تعبر عن رأي الحكومة فقط. افتراءات صحّافي الدوحة الادعاء بحرية الرأي في قناة الجزيرة رفض استضافة المعارضة القطرية تغافل القناة عن تجاوزات الداخل الزعم بنقل الجزيرة للحقائق
كشف غزو العراق عام 2003 الدور الخطير الذي لعبته قطر عبر ذراعها الإعلامية «قناة الجزيرة» في سقوط العراق، إذ دأبت القناة القطرية على التركيز على وزير الإعلام العراقي السابق محمد سعيد الصحاف، ونقل مقاطع وتصريحات للوزير على مدار اليوم تتعلق بسير العمليات العسكرية وما صاحب هذه التصريحات من مبالغات وأكاذيب، بينما تعمدت عدم بث ما ذكره الصحاف عنها وعن دورها في تلك الفترة، إذ قال «أرجوكم لا ترددون كذب الكاذبين، فتصبحون مثل أوصافهم، وألوم قناة الجزيرة أنها تسوق للأميركان، أرجوكم لا تلعبوا هذا الدور». ورغم أن المشاهد العربي لم يتابع هذا المقطع للصحاف عبر الجزيرة، التي يزعم أصحابها أنها «قناة الرأي والرأي الآخر»، غير أن الواقع أكد أنها «قناة رأي الحكومة القطرية فقط»، وأن هذا ديدنها وسلوكها. العراق أول الضحايا أربعة عشر عاما مرت على هذه الوقائع التي راح ضحيتها العراق ويعاني منها حتى الآن، بينما استمرت قطر وقناتها في سلوكها المشين، غافلة عن «صحّافين» آخرين على أرض الدوحة، أشد خبثا وخطرا على مسمع الناس «الحمدين- حمد بن خليفة وحمد بن جاسم- وتميم ووزير خارجيته محمد آل ثاني»، حيث يشكل هذا الرباعي صورة مطابقة لصحّاف العراق، إذ يرددون يوميا مقولة أن الجزيرة قناة «الرأي والرأي الآخر»، وأن لديها الحرية في نقل أي حدث خارج وداخل قطر، بينما الواقع أكد أن الرأي الآخر في الخارج تم تكريسه لمن تستهدفهم الدوحة، كما أن الداخل القطري غاب تماما ولم نشاهده حتى اللحظة.
جهلاء يرسمون الإعلام حسب مراقبين، فإن الجزيرة، منذ انطلاقها عام 1996، تجاهلت كل الأحداث داخل قطر، حيث لم تبث بعد صدورها وتحديدا عام 1997 المحاكمات الخاطفة التي تعرض لها مئات القطريين المتهمين بتأييد مشروع الانقلاب الذي نفذه حمد الابن على والده الشيخ خليفة آل ثاني، ولم تستعرض تلك المحاكمة التي ذهب ضحيتها أكثر من 120 من الضباط والعسكريين، في الجيش والحرس الأميري وحتى بعض أفراد الأسرة الحاكمة، كما تجاهلت على مدى ستة أعوام مطاردة الأجهزة الأمنية لمعارضين قطريين واعتقال كثير منهم كانت جريمتهم فقط الولاء للأمير الأسبق ورفض حكم الانقلابي حمد. إشعال الفوضى قال مراقبون إن قناة الجزيرة التي أشعلت الفوضى في ليبيا واليمن وسورية والعراق، وكادت أن تفعلها في مصر، غابت عن مظاهرات 2012 في طهران وفضائح أخرى في إيران، وكذلك تجاهلها لجرائم بشار الأسد ودعمها لحزب الله وتجاهل جرائمه في لبنان وسورية، فضلا عن لجوء القناة إلى التدليس علنا أمام المشاهد بتحريف وتزوير تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشكل مغاير للحقيقة، حيث وجه ترمب اتهاماته إلى قطر مباشرة بقوله «إنها دولة لها تاريخ طويل في تمويل الإرهاب وعلى مستويات عالية»، فيما تعمدت القناة كعادتها تغيير التصريح وفق أهوائها.
ذاكرة متقلبة فيما تقوم قناة الجزيرة بفتح ملفات سياسية سنوية تحت عنوان «الذاكرة السياسية»، إلا أن هذه الذاكرة متقلبة وتنتعش حسب بوصلة الحكومة القطرية، حيث تتجاهل دائما حدثا تاريخيا شهدته قطر لتتجاوز يوم 27 يونيو من كل عام، دونما إشارة إلى حدث العام 1995، الذي شهد انقلاب حمد بن خليفة، على والده الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني، بل تحرص على تكميم الأفواه ومعاقبة كل من يحاول تناولها أو استعراضها. وقال المعارض القطري، خالد الهيل: إن قناة الجزيرة خصصت لتقويض الرأي العام القطري، ولكن أكبر كذبة تمارسها هذه القناة شعارها المزيف «منبر الرأي والرأي الآخر»، لافتا إلى أنه لو كان هذا الشعار صادقا لكان «الهيل» ضيفا على القناة منذ عام 2013 كممثل للمعارضة. وأضاف أن مدير قناة الجزيرة خرج في لقاء تلفزيوني في تلك الفترة وتحدث عن أن القناة رفضت استضافة خالد الهيل، للتعبير عن آرائه، وتلك شهادة واضحة وصريحة من مدير القناة وليس من جهة أخرى، لاسيما أنه أكد أن هناك تعليمات واردة مباشرة من مجلس الإدارة بذلك. التركيز على دول الجوار أشار الهيل إلى أنه على مدى 21 عاما منذ انطلاق القناة لم تتطرق لأي حدث داخلي من قطر، بل ركزت على دول الجوار والدول الشقيقة والعربية الأخرى، لزراعة الفتن والقلاقل وتضليل الرأي العام، وترويج الإرهاب والأيديولوجيات المتطرفة التي تتبناها القناة. وأوضح أنه من بين الملفات التي تشير إلى تورط قطر في الإرهاب، اللقاءات التي أجرتها قناة الجزيرة مع مخططي هجمات 11 سبتمبر في الولاياتالمتحدة، كذلك لقاؤها مع زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن والذي لم يكن أحد يعرف مقره سوى القطريين، فضلا عن ذلك لقاءات الجزيرة بزعيم جبهة النصرة المصنفة إرهابية والترويج لها.
قطع رواتب موظفين أضاف الهيل أنه من بين الأحداث الداخلية التي تجاهلتها قناة الجزيرة، ما قام به وزير الخارجية السابق حمد بن جاسم عام 2009 عندما اقتطع رواتب موظفي «كهرما» إلى النصف، وحدثت أزمة كبيرة داخل قطر بل خرجت احتجاجات ومظاهرات، وهناك صور لها في الإنترنت، بينما لم تتطرق لها قناة الجزيرة بتاتا، مشيرا إلى مثال آخر لم تتطرق له القناة، وهو سحب جنسيات أكثر من 5 آلاف شخص من قبيلة المرة، إضافة إلى أحد الكتاب الصحفيين.
عمولات أسلحة وفق الهيل فإن الحدث الأهم الذي تجاهلته الجزيرة هو الانقلاب الذي حدث على خليفة بن حمد آل ثاني عندما كان أميرا لقطر، من قبل وزيره حمد بن جاسم عندما تورط الأخير في الحصول على عمولات أسلحة مشبوهة عن طريق إحدى الشركات التي تدير ثلاثة من حساباته بجزيرة «جيرسى» وهي من جزر الأوفشور، حيث تلقت الحسابات الثلاثة ما يزيد على 200 مليون جنيه إسترلينى في صورة رشاوى شركات أسلحة مقابل عقود سخية من قطر كمشتريات طائرة «هوك» المقاتلة البريطانية، وأيضا المداهمات التي تمارسها الحكومة على بعض المواطنين بطريقة همجية. فساد مالي أشار الهيل إلى قضية بنك باركليز، حيث رفعت الحكومة البريطانية قضية، وتم تحويل الموظفين المتورطين إلى القضاء بسبب التواطؤ مع قيادات قطرية في إعطائهم قروضا غير شرعية واستفادة مسؤولين من قطر من تلك القروض، ومنهم حمد بن جاسم. وقال الهيل «إن سياسة قناة الجزيرة واضحة، وهي الهجوم المباشر على الدول المجاورة، ومعظم الأشخاص الذين خصصوا حياتهم للإساءة إلى السعودية موجودون في قطر يوقعون على صور تميم، هؤلاء المرتزقة الذين جلبهم النظام القطري ويعول عليهم كثيرا».
كشف التآمر قال رئيس رابطة الإعلاميين اليمنيين فهد الشرفي، إن قناة الجزيرة انكشفت حقيقتها في اليمن، وإنه بعد اتخاذ الدول الداعية لمكافحة الإرهاب «السعودية ومصر والإمارات والبحرين» قرارها بقطع العلاقات مع الدوحة، ظهر جليا أن قناة الجزيرة مجرد تابع وناطق باسم الأمير وأسرته، ولا علاقة لها بالشعب القطري ولا مصالحهم. وأشار إلى أن الجزيرة تمثل مصالح وتوجهات قيادة الدوحة وتعمل على نشرها، وعندما قامت الدوحة برعاية ما يسمى بالربيع العربي كانت القناة هي الذراع الأيمن للقيادة القطرية، وطريقة نقلها للأحداث كان أمرا مرتبا لغايات الحكومة، حيث لم تستضف أي وجه معارض لتوجهات قطر، بينما استضافت أطرافا معارضين للسعودية واليمن ومصر وتونس وغيرها. الجزيرة ترفض الرأي الآخر لليمنيين قال الشرفي إن القناة تابعت الأحداث اليمنية منذ اللحظة الأولى، وكانت الصوت الأول للحوثيين قبل أن تنشئ وتدعم وتدرب وتؤسس لهم قناة المسيرة، وكانت تغطي الحروب لمصلحة الحوثيين، كما لم يشعر اليمنيون أن القناة تغطي احتياجاتهم أو رغباتهم. وروى الشرفي واقعة تؤكد غياب حرية الرأي في قناة الجزيرة القطرية، وقال إنه وأشخاص من صعدة ذهبوا إلى مدير قناة الجزيرة في اليمن للتذمر مما تنقله القناة حيال اهتمامها بالحوثيين المدمرين والقتلة، وطلبوا نقل وجهة النظر الأخرى، والنقل المحايد لما يدور في صعدة، لاسيما أن القناة تزعم أنها قناة الرأي والرأي الآخر. وأضاف الشرفي أن مدير القناة قال لهم إنه تواصل بالإدارة في الدوحة ورفضت، مبديا دهشته من شعار قناة الجزيرة الكاذب، مشيرا إلى أن هذا الموقف أكد عدم حيادية قطر في الحرب الدائرة باليمن، وأنها شريكة في الدمار وفي دعم الانقلابيين وسفك الدماء وتدمير اليمن. إيران أكثر المستفيدين أشار الشرفي إلى أن المستفيد الأول من كل ما قامت به قطر هو إيران، فما فعلته الدوحة بجيرانها العرب كان لخدمة الأجندة الإيرانية وباللغة العربية من داخل قناة الجزيرة، مضيفا أنه للأسف لايزال القطريون مصرون على تلك السياسة التدميرية، من خلال رفض الاتفاقات التي وقعت عليها سابقا مع دول الخليج، مبينا أن هذا السلوك جاء بهدف دمار المجتمعات العربية وتفكيك الدول وجيوشها، مؤكدا أن قناة الجزيرة وقيادتها تتحمل مسؤولية كل هذه الأحداث والأمور. أبرز تصريحات صحّافي الدوحة حمد بن خليفة خلال احتفال شبكة الجزيرة بالذكرى العشرين لانطلاقها منذ عقدين من الزمان قررنا في دولة قطر تأسيس منبر إعلامي عربي يتيح لشعوب هذه المنطقة رؤية نفسها، ورؤية العالم بعيونها، ونشر الحقيقة بين الناس ورفع مستوى الوعي بينهم، واليوم ونحن نحتفل بمرور 20 عاما على ميلاد الجزيرة، أهنئ مجلس إدارة شبكة الجزيرة وقياداتها وكافة موظفيها بهذه المناسبة. ميلاد الجزيرة أعظم تجربة إعلامية عربية، ولو أننا أردنا أن نعدد منجزات الجزيرة لتعذر علينا حصرها، وسأكتفي بالأمور التالية: أولا: حررت الجزيرة المشاهد العربي من الاعتماد على الإعلام الأجنبي المنحاز ضد المصالح العربية، وأثبتت الثقة بإعلام عربي يبث من أرض عربية. ثانيا: كانت الجزيرة ولاتزال شاهد حق، ولسان صدق لا يجامل، وقد حرمت الجزيرة القتلة من التستر على القتل، وحرمت الفشلة من التستر على الفشل وانحازت للحقيقة والإنسان ووقفت مع الشعوب العربية في تطلعاتها للكرامة والحرية كما رأينا أثناء ثورات الربيع العربي. ثالثا: تحولت الجزيرة إلى عالم توحيد للوطن العربي معززة الصلات بين الشعوب العربية الشقيقة، واهتمت بهم جميعا على اختلاف طوائفهم ووصلت الأرحام الإنسانية والاجتماعية والثقافية فيها، وعمت المشاركة بالآمال ووحدة المصير. رابعا: حققت الجزيرة المجد الإعلامي في فترة وجيزة، وحصلت على مكانة عالمية لم تحققها قناة إخبارية بهذه السرعة من قبل. خامسا: فرضت قناة الجزيرة الإنجليزية نفسها في الفضاء العالمي منافسا قويا وصوتا ذا مصداقية.
وزير خارجية قطر محمد عبدالرحمن آل ثاني عن الجزيرة قناة الجزيرة تمثل منصة للحرية والرأي الآخر، وهي مصدر فخر لقطر، ومن يريدنا أن نغلق قناة الجزيرة فعليه أن يوجد ويؤسس قناة تضاهيها. الجزيرة دورها كبير في نقل كافة وجهات النظر دون استثناء، ومنحت منبرا لوجهات نظر معارضة في كافة الدول العربية، بما فيها قطر، وإننا نؤمن بأهمية أن تبقى الجزيرة، ومصيرها سيكون قرارًا داخليًا. مطلب الدول المقاطعة للدوحة بإغلاق قناة الجزيرة أمر غير قابل للتطبيق، ويمثل انتهاكا لسيادة الدولة، وهذا المطلب ضد حرية الرأي والتعبير.
تجاهل قضايا الدول المقربة: إيران مظاهرات ضد السلطة عام 2012 لقاءات المعارضة الإيرانية في الخارج الإعدام الجماعي للمعارضين قمع المطالبين بحقوقهم أحداث تجاهلتها الجزيرة معارضة قطر في الخارج قطع نصف رواتب موظفي شركة كهرما سحب جنسيات 5000 من قبيلة المرة الانقلاب على الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني تورط حمد بن جاسم في عمولات أسلحة مشبوهة اعتقال رافضي الانقلاب اتفاقيات قروض مع بنك باركليز البريطاني