لم تمض سوى ساعات على انطلاقة شارع الفن الذي يعد أحد أبرز فعاليات مهرجان أبها يجمعنا، حتى اجتذب ركن فنانة ضريرة زوار الشارع، لتكون جزءا من حديثهم. نورة حمود البالغة من العمر 24 عاما التي شاركت في الفعالية بدعوة من الفنان سعد البشري، بعد أن قرأ عن إبداعها ومعارضها التي أقامتها في جدة ودبي. تقول الفنانة نورة: «إن لدي رسالة خاصة لمشاركتي في الفعالية، تتمثل في عدم نظر المجتمع إلى من يسمونهم «الاحتياجات الخاصة» بطريقة قاصرة، فنحن لسنا بحاجة للعطف، بل للدعم، وإن فاقدي البصر لا يفتقدون الحس الجمالي، وقادرون على التعبير الفني عن مشاعرهم وخيالهم خلال الإحساس»، مبدية سعادتها بالوجود في أبها، ومتمنية تقديم لمسة فنية ورسالة للمبصرين. وتطرقت إلى بدايتها، قائلة: إنها بدأت في الرسم منذ أن كان عمرها 9 سنوات بدعم من والدتها، لأن معاهد النور للمكفوفين لا تقدم حصصا فنية، ولكن والدتها هي التي عوضتها عن عدم وجود هذه الخدمة. وأضافت في الصدد ذاته «كل شيء صعب كنت أتجاوزه، كي لا يتخلف إبداعي عن المبصرين، وكان الجميع يستغرب إمكانية الرسم من ضريرة، وبعد الرسم لايف وجدت إقبالا ودعما كبيرين، إذ أُطلق علي اسم رسامة الظلام». بدورها، قالت شقيقتها عائشة: إنها ترسم دون أن ترى خلال تحسس الألوان، مستنبطة الأفكار من خيالها، وخلال وصف والدتها. وأضافت «قمنا بتثقيفها حول المدارس التجريدية والسيريالية والتشكيلي والطبيعي والواقعي، وكانت ترسم البورتريه، خصوصا العيون، كما تميزت برسم المجرات الكونية، وحصلت على جوائز في الإمارات والنادي التشكيلي في الرياض».