استنكرت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) أمس نشر ويكيليكس "الطائش" لعدد هائل من الوثائق السرية لوزارة الخارجية الأميركية وقالت إنها تتخذ خطوات لدعم أمن الشبكات العسكرية الأميركية السرية. وأشار المتحدث باسم البنتاجون، بريان وايتمان، إلى خطوات للحيلولة دون تحميل معلومات كمبيوتر سرية على وسائط تخزين نقالة قائلا "وزارة الدفاع قامت بسلسلة من التصرفات للحيلولة دون وقوع مثل هذه الأحداث في المستقبل". وأفادت وثيقة نشرها موقع ويكيليكس وأعاد الموقع الإلكتروني لصحيفة لوموند الفرنسية نشرها أمس أن إسرائيل أكدت للولايات المتحدة في ديسمبر 2009 أن المفاوضات مع إيران "لن تنجح". وتعرض برقية أميركية محادثة في الأول من ديسمبر 2009 بين مدير الشؤون السياسية والعسكرية في وزارة الدفاع الإسرائيلية عاموس جلعاد ومساعدة وزيرة الخارجية الأميركية إيلين تاوشر. وكتبت المسؤولة الدبلوماسية الأميركية أن "جلعاد قال إنه غير واثق من أن إيران قررت صنع سلاح نووي، لكن إيران مصممة على أن يتاح لها خيار صنع هذا السلاح". وأضاف جلعاد وفق هذه البرقية التي حصل عليها ويكيليكس ونشرتها لوموند أن دبلوماسية الرئيس باراك أوباما التي تقوم على التفاوض "فكرة جيدة، ولكن من الواضح جدا أنها لن تنجح". وفي برقية أخرى مؤرخة في 18 نوفمبر 2009، أبدت المسؤولة الدبلوماسية الأميركية الملاحظات الآتية "أكد ممثل للموساد (الاستخبارات الإسرائيلية) أن طهران تدرك أنها بتقديم رد إيجابي على المبادرة الأميركية فإنها تستطيع الاستمرار في ممارسة لعبة الوقت". وأضافت البرقية "من وجهة نظر الموساد فإن إيران لن تقوم إلا باستخدام المفاوضات لكسب الوقت. وبذلك، ستتمتع إيران بين العامين 2010 و2011 بالقدرة التكنولوجية على صنع سلاح نووي". ويقول عرض للوثائق نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، إن وثائق ويكيليكس تكشف أن وزير الدفاع الأميركي روبرت جيتس يعتقد أن أي ضربة عسكرية لإيران لن تؤدي إلا إلى تأجيل سعيها لامتلاك سلاح نووي لفترة تتراوح بين عام وثلاثة أعوام. وأضافت الصحيفة أن البرقيات تشير أيضا إلى حصول إيران على صواريخ متطورة من كوريا الشمالية قادرة على إصابة غرب أوروبا وأن الولاياتالمتحدة قلقة من استخدام إيران لهذه الصواريخ كوحدات بناء لصنع صواريخ أطول مدى. وقالت الصحيفة إن هذه الصواريخ المتطورة أقوى كثيرا من أية أسلحة سبق أن أعلن مسؤولون أمريكيون امتلاك إيران لها في ترسانتها. وكانت الحكومة الإسرائيلية سعت للحصول مسبقا على ما ستتضمنه الوثائق من أجل تحضير الرد عليها غير أن جهودها بهذا الشأن باءت بالفشل، وفقا لما ذكرته صحيفة"يديعوت أحرونوت". وقالت الصحيفة "في إسرائيل يعتقدون بأن ما سيكشف النقاب عنه لا يتعلق فقط بحكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بل وبحكومة إيهود أولمرت أيضا". وقالت وزارة الخارجية البريطانية "ندين أي نشر غير مسموح به لهذه المعلومات السرية، كما ندين أي تسريب لوثائق سرية في بريطانيا". وأكد صحفي في "الغارديان" البريطانية أن صحيفته ستنشر مقتطفات طويلة من هذه الوثائق التي يتوقع أن تكشف رأي الإدارة الأميركية غير الجيد في رئيس الوزراء البريطاني السابق جوردون براون وأيضا في رئيس الوزراء الحالي ديفيد كاميرون. وقالت الخارجية البريطانية "تربطنا علاقة قوية جدا بالحكومة الأميركية وهذا الأمر سيستمر". وأفادت وثائق دبلوماسية مسربة نشرتها صحيفة "جارديان" البريطانية أن الولاياتالمتحدة اشتركت في حملة تجسس ضد قيادة الأممالمتحدة. وجاء في المدونة أن تعليمات صدرت تحت اسم هيلاري رودهام كلينتون العام الماضي، تأمر دبلوماسيين أميركيين بالحصول على تفاصيل بشأن كل من نظم اتصالات الأممالمتحدة والتفاصيل الشخصية لأبرز مسؤوليها. ونشرت الصحيفة ووسائل إعلام أخرى في الولاياتالمتحدة وألمانيا وفرنسا وإسبانيا مقتطفات مما يزيد على 250 ألف برقية حصل عليها "ويكيليكس".