كشف رئيس فرع هيئة المهندسين السعوديين بالجبيل المهندس مزيد الخالدي عن أسباب عدة تحد من نمو الصناعات التحويلية بالمملكة، معتبرا أن الصناعات القائمة حاليا صناعات تقليدية، غير متطورة، ولا تنافس على الجودة العالمية. وحدد الخالدي في لقاء مع «الوطن»، سبعة أسباب تحد من نمو الصناعات التحويلية وتطورها، ما جعلها تدور في فلك الصناعات التقليدية، غير المتطورة فنيا أو تقنيا، ولا تنافس تقنيا، ولا على الجودة عالميا، وتنتج منتجات موجودة في السوق والمنافسة فيها كبيرة، ما يعني جليا ضعفها أمام المنتجات الصينية والماليزية والكورية وغيرها، المتقدمة كثيرا في هذا المجال. تسهيل الإجراءات يطالب الخالدي بضرورة تقديم حزمة من الدعم لهذه الصناعات، تتمثل في تسهيل الإجراءات الحكومية للاستثمار في هذه الصناعات، ودعم وسائل البحث العلمي والتطوير الذي يستهدف إيجاد منتجات جديدة، ذات جودة وتقنيه عالية، تحقق التنافسية في السوق، ويمكن تصديرها، من خلال هيئة تنسيقية في المجال البحث العلمي والتقني، تسهّل الحصول على التقنية، والعمل بها في المجال الصناعي، إضافة إلى وجود مركز معلومات موحد للصناعات التحويلية، يستهدف إجراء دراسات الجدوى الاستثمارية الناجحة، وتوفير المعلومات حول الفرص الاستثمارية، وكافة المعلومات الخاصة بهذا المجال الحيوي، فغياب المعلومة في هذه الصناعات من أسباب تأخرها وعدم نموها. كما أن هذه الصناعات بحاجة إلى الحماية من الإغراق من أجل المنتج المحلي، وذلك عن طريق فرض رسوم على المنتجات العالمية المنافسة في السوق المحلي، كما يجب أن يكون هناك تصنيف للمنتجات المستوردة التي تنافس المنتج المحلي. توطين التقنية يرى الخالدي أنه من أجل نجاح الصناعات التحويلية يجب إنشاء معهد متخصص لنقل التقنية وتطويرها وصولا لتوطينها، ويضمن التسويق للمنتج، ويرتكز عمل المعهد على إعادة هندسة منتج عالمي التصنيع والجودة، وإنتاج قطع الغيار له، ما يؤدي إلى قيام عدد من الصناعات حوله، وذلك يعني ضمان التسويق للمنتج المحلي. فمشاريع وزارة الإسكان تعتبر فرصة ذهبية لإنشاء صناعات تحويلية متقدمة، نظرا للحاجة الكبيرة لمواد البناء، والأصباغ والعوازل، والأنابيب وغيرها. أعداد المهندسين أوضح الخالدي أن أعداد المهندسين المنضمين لعضوية الهيئة في تزايد مستمر، حيث قفز من 9 آلاف إلى أكثر من 20 ألف خلال عام ونصف العام، من بينهم عدد جيد من المهندسات السعوديات، يعمل أغلبهن في فروع الهندسة المختلفة، منها هندسة التصاميم، والعمارة، ويوجد عدد منهن بالجبيل لوجود الكلية الجامعية والتي تخرج مهندسات، حيث يعمل عدد منهن في بعض شركات البتروكيماويات في شركة «سابك» وشركة «صدارة» وشركة «ساتورب» وبعض الشركات الأخرى والمكاتب الهندسية. ومن المتوقع ارتفاع العدد لأكثر من الضعف خلال السنوات القليلة المقبلة. رؤية المملكة 2030 قال الخالدي إن عدد المهندسين غير السعوديين العاملين بالمملكة يقدر بأكثر من 180 ألف، بينما يبلغ عدد المهندسين السعوديين نحو 40 ألفا، وقد يزيد حيث لا توجد إحصاءات دقيقه حتى الآن، وهذا يعني أن السوق وخطط التنمية بحاجة إلى أعداد أكثر للمهندسين السعوديين، والتي ستحقق لهم رؤية 2030 فرص عمل مميزة، يجب استقطابهم لشغلها. فخطط التنمية بحاجة إلى المهندس السعودي المدرب، وكذلك الاستعانة بغير السعودي، ولكن بشرط أن يكون من ذوي الكفاءة، والخبرة العالية، والتخصص الدقيق الذي من شأنه إكساب المهندسين السعوديين الخبرة على أن يكون مبدأ عمل المهندس غير السعودي مبني على عملية الإحلال حتى في القطاع الخاص، بحيث تأخذ أعداد المهندسين غير السعوديين في التناقص مع مرور الزمن وليس العكس كما هو حاصل الآن. المهندس السعودي أوضح الخالدي أن المهندس السعودي يتمتع بميزة (كفاءته في إدارة المشاريع) لأنه تعلّم وتدرب وفق أحدث الأنظمة المتطورة لإدارة الكفاءة، وهذه ميزة لا تتوفر في غيره من زملاء المهنة غير السعوديين في السعودية. وأصدق دليل على هذا، جدارة المهندسين السعوديين في إدارة مشاريع صناعة النفط والغاز والبتروكيماويات وصناعة المعادن، فنسبة 70 – 80 % من القياديين في هذا المجال سعوديون، وهذا دليل نجاح باهر يفتخر به. وانطلاقا من استراتيجية الرؤية 2030 بادرت الهيئة في إطلاق مبادرة (الوصول لمليون متطوع) لخدمة المجتمع في كافة المجالات، بهدف إبداء المشورة الهندسية للجهات الحكومية والجمعيات الأهلية، والمجالس البلدية والمجالس المحلية بكافة المناطق. كذلك الإشراف التطوعي على بعض المشاريع، وطرق تنفيذها ومدى مطابقتها للمواصفات والمعايير الهندسية الصحيحة. حلول هندسية أوضح الخالدي أن الهيئة أنشأت شعبة متخصصة في هندسة المواد وبالتعاون مع شعبة الهندسة الميكانيكية وفرع الجمعية الأميركية لحماية التآكل تتولى نشر المعرفة، والعلم الهندسي، والاطلاع على كل ما هو جديد في التقنيات الحديثة المستخدمة في الحماية من التآكل، والطرق العلمية في التعامل معها، فالمهندسون السعوديون يؤدون دورا هاما في حماية شركات صناعة النفط والغاز والبتروكيماويات والصناعات التحويلية من التآكل، حتى لا يتسبب في خلل في خطوط التصنيع، أو فقدان للإنتاج، أو صعوبة في الصيانة مستقبلا. وهناك حلول هندسية كثيرة، وتقنيات جديدة يتم تطبيقها في منظومة الصناعات الأساسية، والخدمات البحرية؛ لحماية المعادن من التآكل، باعتبار أن تلك المعادن تشكل الهياكل الرئيسة للمصانع سواء في الأنابيب، أو الخزانات أو المداخن أو خطوط الإنتاج المختلفة.