على وقع التصعيد الأميركي من لهجته ضد النظام الإيراني، ومواصلة تشديد العقوبات الاقتصادية عليه في إطار تحجيم نفوذه بالمنطقة، أكدت مصادر أن إيران أوكلت إلى الجنرال في فيلق القدس قاسم سليماني، طوال السنوات الثلاث الماضية، مهمة تأمين ممرين بريين عبر العراق وسورية، لإيصالها إلى ضفاف البحر المتوسط، مشيرة إلى أن هذه الخطوة قد تكلفها تجنيد ميليشيات قوامها بين 150 إلى 200 ألف عنصر، منهم عناصر متشيعة من أفغانستان وباكستان ومسيحيون، وأقليات درزية، وغيرها. وحذر مراقبون من إمكان حدوث تصادم بين واشنطن وحلفائها في دول المنطقة مع هذه الميليشيات التي تستعين بها إيران لتقاتل عنها بالوكالة، دون استنزاف قدراتها العسكرية، مشيرين إلى أن الممرين البريين اللذين تريد إيران الحفاظ عليهما، ربما يمتدان إلى نحو 1400 كيلومتر من غرب الحدود الإيرانية، ومرورا بواديي دجلة والفرات بالعراق، والصحراء السورية، ووصولا إلى حزب الله في لبنان، وهضبة الجولان السورية. إمكان التصادم بحسب مراقبين، تأتي هذه الخطة الإيرانية متفقة مع ما أوردته كثير من الميليشيات التي تقاتل في العراق وسورية، عن عزمها نقل مقاتلين على طول الطريقين البريين، في وقت أعلنت ميليشيا الحشد الشعبي العراقية أنها مستعدة لنقل معاركها إلى سورية، بعد الانتهاء منها في العراق. وتشير المصادر إلى إمكان وجود تصادم بين القوات التركية والميليشيات الموالية لإيران من جهة، وبين القوات الكردية من جهة أخرى، خاصة في محافظة كركوك ومنطقة جبل سنجار، إذ إن الميليشيات الإيرانية يمكن أن تصل إلى المناطق الكردية الموالية لنظام الأسد، في مواجهة القوات التركية التي تسعى إلى دحر الفصائل الكردية على حدودها الجنوبية. تصعيد اللهجة التركية وفيما يرى المراقبون أن تصعيد اللهجة التركية ضد إيران مؤخرا، ربما ينضوي في سياق التصدي لهذه التحركات الإيرانية، شددت تقارير إعلامية أميركية على ضرورة تحرك إدارة ترمب لقطع أطماع إيران في تأمين هذين الممرين اللذين يضمنان لها مصالحها التوسعية في المنطقة، باعتبارهما الشريان الرئيسي للتجارة التركية الصادرة إلى العالم العربي، وهو ما يعني إمكان تهديد المصالح التركية في حال لو قطعت الميليشيات طرق الإمداد، فيما سيكون التعاون مع روسيا حلا مساعدا آخر لإجهاض مساعي إيران.