اندلعت معارك عنيفة، أول من أمس، بين رجال القبائل وميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية، في مديرية المطمّة بمحافظة الجوف، شمال شرقي اليمن. وأوضح المتحدث باسم المنطقة العسكرية السادسة، العقيد عبدالله الأشرف، أن الاشتباكات اندلعت بين جماعة الحوثي، ومقاتلين يتبعون للشيخ صالح بن أحمد درمان، مشيرا إلى أن المعارك لا تزال مستمرة بصورة عنيفة، بعد أن هبت قبائل الشولان لنجدة قبائل آل درمان. وأكد الأشرف أن الانقلابيين باتوا يعانون الأمرين بين الهزائم الميدانية، وانتفاضة المشايخ الرافضة لسياسة نهب الأراضي والممتلكات والاعتداء على الأعراض، في وقت كثفت القوات الشرعية وطيران التحالف من قصفها على مواقع المتمردين في جبهة الساقية بمديرية الغيل. وتابعت أن أجواء من التوتر تسود بين الجانبين، لاسيما بعد رفض كثير من مشايخ القبائل لتصرفات الحوثيين. التمييز في المعاملة دأب شيوخ القبائل خلال الفترة الأخيرة على رفض التعاون مع الميليشيات الانقلابية، وأكد عدد كبير منهم التزامهم بالعمل في صفوف الشرعية، بعد الخسائر الكبيرة التي تسبب فيها الانقلابيون، لاسيما على صعيد الأوضاع الاقتصادية التي تردت خلال الأشهر الماضية بشكل غير مسبوق، وسياسة التمييز التي تتبعها الميليشيات مع المواطنين اليمنيين، حيث تهتم بتقديم المساعدات والعون لمنسوبيها، في الوقت الذي تحجم فيه حتى عن تسديد رواتب بقية فئات الشعب. كما تستولي تلك الميليشيات على كافة المساعدات الإنسانية التي ترسلها الدول المانحة والمنظمات الدولية لمساعدة الشعب، وتقوم بتوزيعها على عناصرها، حتى الفائض منها ترفض توزيعه على المواطنين، وتقوم بتحويله للبيع في السوق السوداء بأسعار مضاعفة. وأشارت مصادر ميدانية إلى أن معظم مشايخ وزعماء القبائل رفضوا إرسال أبنائهم للقتال في صفوف الميليشيات، ولم يستجيبوا للرجاءات والوساطات التي قامت بها الجماعة الانقلابية، كما رفضوا محاولات الترهيب التي تمارسها الميليشيات بحقهم. نفوذ رئاسي أشارت مصادر إلى أن الجهود التي يبذلها نائب الرئيس اليمني، الفريق علي محسن الأحمر، واستغلاله نفوذه الكبير بين معظم مشايخ القبائل، لاسيما في المنطقة المحيطة بحزام صنعاء، كان لها أكبر الأثر في تغير موقف مشايخ اليمن، حيث أقنعهم بضرورة العودة إلى حضن الشرعية، مؤكدا أن الحكومة أصدرت عفوا عاما عن كافة الذين تورطوا بالقتال في صفوف الميليشيات، وكان لهذا النداء أثره الكبير في عودة مئات المقاتلين إلى منازلهم ورفضهم استمرار المشاركة في صفوف الميليشيات، كما سارع آخرون إلى الانضمام للمقاومة الشعبية والجيش الوطني، بكامل عتادهم. واضطر مسلحو الميليشيات إلى اختطاف مئات الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 سنة للقتال في صفوفهم، وتعويض النقص الذي حدث. وأضافت المصادر أن الحوثيين خسروا بسياسات التمييز التي يتبعونها معظم القبائل، وذلك بسبب معاملتهم لمن يطلق عليهم «أبناء الأسر الهاشمية» معاملة خاصة، تختلف عن معاملة بقية المقاتلين، حيث يضعونهم في الصفوف الخلفية ولا يتعرضون للخطر، ورغم ذلك يحظون بمعاملة خاصة، ويحصلون على كميات كبيرة من الأغذية.