شهدت جبهة نهم، شرق العاصمة صنعاء، خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية انهيارات متتالية لعناصر التمرد الحوثي، في ظل مواصلة الجيش الوطني والمقاومة تقدمهم، بإسناد قوي وفّرته مقاتلات التحالف العربي لدعم الشرعية. إذ دارت بالأمس معارك عنيفة، حقق الثوار فيها انتصارات متلاحقة، وشهدت مقتل كثير من عناصر الانقلاب واستسلام البعض الآخر، فيما أكد مصدر أن الحوثيين حاليا يعانون نقصا كبيرا في إعداد المجندين الملتحقين بصفوفهم، نظرا لرفض مشايخ القبائل إرسال أبنائهم إلى جبهات القتال، وتمسكهم بالسلطة الشرعية، مضيفا أن أعدادا كبيرة من المسلحين فروا إلى داخل مديرية صنعاء، هربا من نيران المقاومة، فيما شهدت العاصمة تجول سيارات تابعة للميليشيات تطالب المواطنين عبر مكبرات الصوت بالتدافع للقتال في نهم، وهو ما أثار سخرية المواطنين. هروب المتمردين أكد المتحدث باسم المقاومة الشعبية في صنعاء، عبدالله الشندقي، في تصريح إلى "الوطن" أن الجيش الوطني والمقاومة الشعبية واصلوا انتصاراتهم في جبهة نهم، مشيرا إلى أن الغارات العنيفة التي شنتها مقاتلات التحالف العربي لدعم الشرعية، أحدثت فوضى كبيرة وسط صفوف الانقلابيين، ودفعتهم إلى الفرار، مما أتاح الفرصة أمام قوات المقاومة الشعبية وعناصر الجيش الوطني إلى التقدم على الأرض، إذ تمكنوا من تحرير منطقة "كيال الرباح" ونتج عن ذلك مقتل 17 من عناصر التمرد وإصابة 22 آخرين، معظمهم في حالة حرجة. وفي المقابل، استشهد اثنان وجرح 5 من أبطال الجيش. مضيفا أنه تم تدمير 3 أطقم عسكرية ومدرعة، بقصف طيران التحالف العربي، مؤكدا أن المعركة ما تزال قائمة ومستمرة، إذ تقوم قوات المقاومة بمطاردة الانقلابيين، وتمشيط المنطقة، وسط تقدم مستمر لقوات الشرعية. محاولة فاشلة أشار الشندقي إلى أن الانتصارات المتتالية التي تحققها القوات الموالية للشرعية، والهزائم الساحقة التي منيت بها الميليشيات في نهم، دفعت معظم المسلحين إلى إلقاء أسلحتهم والهرب من ميادين القتال، إضافة إلى تزايد الإصابات في صفوفهم وإقدام العشرات على تسليم أنفسم لقوات الجيش الوطني، وهو ما اضطر قيادة الحوثيين إلى طلب الدعم من المواطنين في صنعاء، وحثهم على الالتحاق بصفوف القتال، وقابل المواطنون تلك الدعوات بالسخرية الشديدة، وأعرضوا عن التجاوب مع الانقلابيين، إذ تزداد النقمة الشعبية على الميليشيات، لا سيما بعد التدهور الكبير الذي تشهده الأوضاع المعيشية للمواطنين في الوقت الحالي، نتيجة السياسات الخاطئة، وامتناع التمرد عن تسديد رواتب الموظفين لعدة أشهر متتالية، إضافة إلى نهب العناصر الحوثية معظم ميزانية البلاد، وتحويلها إلى منفعتهم الشخصية. وأشاد الشندقي بموقف المواطنين ومقاطعتهم الميليشيات، ودعا قيادة الجيش الوطني والمقاومة الشعبية إلى تسريع العمليات العسكرية في كل المحافظات لاستئصال الانقلابيين وإعادة الشرعية إلى اليمن.