كشفت مصادر دبلوماسية داخل البيت الأبيض، عن وجود خلافات واضحة بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب وأعضاء فريق الأمن القومي، الذي أبدوا معارضة شديدة لمنهجية ترمب المتساهلة في التعامل مع روسيا.وأوضحت المصادر أنه على الرغم من تغريدات ترمب في موقع «تويتر»، التي وعد فيها بتحسن العلاقات بين بلاده وروسيا بما يخدم المصالح الثنائية، أبدت كبرى القيادات داخل فريق الأمن القومي في إدارته مواقف شرسة تجاه الروس، حيث تتمركز هذه الخلافات حول الطريقة التي يجب التعامل بها مع روسيا، مشيرة إلى أن موقف ترمب يعتبر معزولا عن توجهات إدارته. اختلاف المواقف بحسب وسائل إعلام أميركية، سعى ترمب منذ الحملة الانتخابية لرئاسته، إلى بعث رسائل ودية للروس تفيد برغبته في إعادة العلاقات الثنائية لأفضل حالاتها، إلا أن الخطابات التي يلقيها أعضاء إدارته تعد شاذة عن مواقفه، حيث تواصل سفيرة واشنطن إلى الأممالمتحدة نيكي هالي، إيكال التهم والانتقادات للروس حول دعمهم للنظام السوري وعدم الاكتراث بجرائمه الدموية، فيما أبدى وزير خارجيته ريكس تيلرسون أول أمس، لهجة حادة لحليفة النظام الأولى إيران، واتهمها بتمويل الأنشطة الإرهابية في المنطقة، مشيرا إلى أن روسيا قد تكون متواطئة في الهجوم الكيماوي بمحافظة إدلب مطلع الشهر الجاري. كما رأى مراقبون، أن تغريدات ترمب أصبحت تتناقض مع تصريحات كبار مسؤولي البيت الأبيض، وهو الأمر الذي أنتج حالة من الارتباك، وأوقع الكثير من المسؤولين في حالة حرج، فيما يرى آخرون أن سوء فهم تصريحات ترمب إزاء روسيا دائما ما يراد تحويرها وإخراجها عن سياقها. وكانت تقارير قد أشارت إلى أن عدم إدانة ترمب لروسيا في مجزرة الكيماوي التي جدت في سورية مؤخرا، فاقم الشكوك لدى المراقبين، وأحدث حرجا لدى أعضاء إدارته لدرجة أن بعضهم اتهم روسيا مباشرة بالتواطؤ في هذا الهجوم.