لامنتمٍ، يسير في طريق خلاص لذيذ، بدأ بخيبة وانتهى باستبشار، يسير الآن في طريق نفذ بين الشقوق.. يفكر بالعودة بعد أن رأى ما تركه خلفه.... صدفة كحلم لا تتمنى أن تصحو منه.. كنسيم قبّل خدك عند مروره العابر.. كنجمة بعيدة يخفت لمعانها عندما تدير بصرك نحوها وكأنها لا تراك! لم أتكهن مكان وجودها ولم أترقب حضورها. اصطدمت بها بباب مطعم فبادرتني بالسؤال.. لماذا تأخرت؟! عُش سقطت قشة.. هبط مسرعا فالتقطها سقطت قشة.. هبطت مسرعة فالتقطتها سقط قش.. تلاقت أعينهما وأدارا أجنحتهما اهتز العش، فغادره، وبقيت تنتظر عودته أمل أسقط الليل قضبانه، نثرها حوله.. عقد بينها بسياج غياب يدفعه للوراء كلما همّ بالتقدم! يزرع أسياجه بلا اهتمام بما سيكون، في ظنه أنه قد هيأ ليلته ونثر أزهارا حمراء على سريره وأضاء الشموع، وفي ظنه أنه أسرج قناديل الروح مضيئا العتمة للقادمين.. ما بالهم يرزحون تحت العتمة؟! يرون النور ولا يسيرون إليه! فقد توزع الليل كما تشتهي، تهبه الموت والحياة..وهبتني غرفة ضيقة وموتا كبيراً ورحلت! رفعت أصبعي في التفاتتها الأخيرة...عادت وهمست، لست الحياة كما تظن...لست كما تظن..... رؤية الحقيقة امرأة بارعة الجمال، لعوب بعض الأحيان، تختارك بعناية وسط حشود غوغائية.. تنتصر نفسك.. تأخذك إليها فتتبعها.. تتحسس جسداً مصقولا باهتمام بالغ.. تهمس لك «لقد خلقت من أجلك».. تنام على صدرها.. تسمع نبض قلبها يناديك، وبازدياد النبض تتوقع وصولك إليه وامتلاك النشوة وحدك، وبانخفاضه تعود أدراجك غير مؤمن بها ولو كنت تنام إلى صدرها.. يتحول الحب إلى شك يجذبك لزنزانته، إذ تكتشف أنها لم تكن سوى لعوب، توهم كل شخص أنه الأفضل، وهو أولى بامتلاكها! ملاحظة: وجدت هذه القصاصة بجانب معتقل سابق مدفون تحت الأرض، وقد تحول الآن إلى حديقة ترفيهية، تقام عليها بعض الفعاليات الثقافية، معلومة أخرى سمعتها من أحد الأصدقاء (….............) أن المعتقل مازال ينبض بالحياة! عبدالله عقيل