يا ست الدنيا... أجوب الدنيا أغزو مدناً وأفتح بلاد أغوص في بحور العيون أخرج منها اللآليء والمرجان أرقى الجبال... أجوس الوهاد أحاول مس النجوم أغازل ورد البستانين ألوَن ريش العصافير أنقش فوق الغيم قلب وعين أنشد للمدى مواويل عشق قديم أردد شدو الحداة وأنين قوافل الراحلين وأتمتم ابتهالات التائبين وكنتُ السندباد... أجوب معاقل الحب والجمال أسرج خيلي نحو فضاءات لا حدود لها أبحث عن الدنيا... وعنك... عن عالم مسحور أبحث عن امرأة تلملم عبثي... اشتياقي... نزقي وجنوني... عن امرأة تعيدني إلى مدارج العمر ومراتع الطفولة والصبا تأخذني من عيون الليل من عيون الناس... تحيطني سياجاً من ذهب وأمان امرأة مثل النساء الحور كنت السندباد... رحلت إلى الشرق والغرب عبرت المحيطات... سافرت إلى آخر نقطة فوق قطب الأرض باحثاً عن ماء في غور أو نهر عن فضاء بالغربة ممهور وعن جوهرة مصقولة في عقد منضود وعن در مكنون... وقلب مهجور وجدت السمراء والشقراء البيضاء والصفراء النحيلة والممتلئة الطويلة والقصيرة الجميلة والدميمة الجريئة والمترددة ووجدت... المتمردة لكني لم أجدك... فآثرت السكينة والكف عن الترحال حتى ظهرتِ أنتِ ... نسمة عطَرت يباب عمري ولمعة ومضت في عتمة ليلي المهجور وكنت السندباد أخيراً أركض بين الأبواب الخلفية والأزقة الخالية من الصبية والساحات الوردية وكنت السندباد... أبحث عن هوىٌ يجتبيني إليك وعن صورة تشبه ملامح أمي عن أم تشبه أمي... نحكي حكايات الزمان المنسية وتخبرني عن ابنة الجيران تلك الصبيَة الصبية عن خدودها الورد وعيونها السحرية يا حنان العمر... تعبتُ من السفر الطويل وتعبت من هذا الترحال العتيق أضعت جواز سفري وفقدت شهادة ميلادي تهت بين الموانيء والمراكب مارست الضياع في المطارات فقدت عنواني تلففت بأشرعة الماء غفوت فوق سفح الماء غصت في قاع الماء وعدت كمحارب قديم مهزوم حول نفسه يدُوُر أحمل بندقيتي الصدئة على كتفي وأحمل فوق ظهري خيبات عمر حافل بالمرارة الإنكسار ألعق الصبر... أرتشف الغصة... الدمعة تسبقني قبل الكلام والكلام يغدو فوق الشفاة كالبللور المكسور هاكِ أنا يا أميرة البحر أعود إليك متكدَس فوق مركب متقوس كانحناء الزمان وهاكِ أنا القي نفسي فوق سناك البدر كهالة من نور (البستاني)