نقل ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب، الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، للمشاركين في اجتماعات الدورة الرابعة والثلاثين لمجلس وزراء الداخلية العرب، والتي بدأت فعاليتها أمس في العاصمة التونسية، تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وتطلعه إلى أن يسهم اجتماعهم في تعزيز مسيرة الأمن العربي المشترك، والمحافظة على استقرار ونماء شعوبنا ودولنا العربية. وعبر ولي العهد عن سروره لمشاركته في افتتاح أعمال الدورة الرابعة والثلاثين للمجلس، وقال لا يخفى على الجميع بأن الأمن مطلب كل فرد وغاية كل أمة وأساس كل تطور واستقرار، فالأمم والشعوب تحتاج على الدوام إلى ضمان أمنها السياسي واستقرارها الاجتماعي وازدهارها الاقتصادي، وأنه في غياب الأمن لن يتحقق شيء من ذلك، ويصبح الخوف والاضطراب مكبلين لخطواتها ومعيقين لتطلعاتها ومهددين لوحدتها الوطنية وهويتها الفكرية ومسيرتها الحضارية ومواردها الاقتصادية، مضيفا أنه لذلك أعلى الإسلام مكانة الأمن وجعله من أعظم النعم التي أنعم الله بها على الناس جميعا، والتي بدونها لن تستقيم الحياة ولن تصلح أحوال العباد والبلاد.
التعاون المشترك أضاف الأمير محمد بن نايف «نحن جميعا بإذن الله قادرون على ذلك انطلاقا من حقيقة أن المساس بأمن أي دولة من دولنا هو مساس بأمننا جميعا، هذه أيها الأخوة حقيقة قيام هذا المجلس الموقر الذي عمل بموجبها منذ نشأته، ويجب التأكيد هنا على أنه يتعذر إلى حد كبير على أي دولة بمفردها وبدون تعاون الدول العربية معها أن تدفع المخاطر عنها وأن تصون وحدتها وأن تحافظ على سيادتها وسلامة واستقرار شعبها، إن هذه الأهداف الأساسية لأمن وأمان المواطنين واستقرار الدول هو ما يجب أن يحكم تعاوننا جميعا». الإسلام وحقوق الإنسان كانت اجتماعات مجلس وزراء الداخلية قد انطلقت أمس تحت رعاية الرئيس التونس الباجي قايد السبسي، بحضور وزراء الداخلية العرب ووفود أمنية رفيعة المستوى، وممثلين عن الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية، ومجلس التعاون الخليجي، واتحاد المغرب العربي. ورأس وفد المملكة إلى الاجتماع ولي العهد الأمير محمد بن نايف، حيث افتتح بحضور رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية بدولة قطر الشقيقة، الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني، معرض «الإسلام وحقوق الإنسان» الذي تنظمه اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في قطر، حيث قص الأمير محمد بن نايف الشريط إيذانا بافتتاح المعرض، ثم اطلع على ما يحتويه المعرض من صور تحاكي الأهمية التي يبديها الإسلام لحقوق الإنسان. تهديدات خطيرة أوضح الأمير محمد بن نايف، أن أمننا العربي في واقعه بكل وضوح وبكل صراحة محاط بتهديدات خطيرة جدا، تهديدات داخلية وتهديدات خارجية تنامت وتيرتها بشكل متزايد وتباينت مظاهرها بما لم نعهده سابقا، مبينا أن «كل ذلك يحدث في ظل متغيرات وأحداث إقليمية وعالمية عديدة لا شك أنكم تعلمونها وتدركون أبعادها وتعرفون أسبابها، وقد باتت تهدد أمن دولنا وشعوبنا العربية مما يستدعي منا تعزيز مسيرة التعاون والتكامل الأمني بين دولنا لما فيه تحقيق أقصى درجات دحض وهزيمة شياطين الأرض من الإرهابيين ومرتكبي الجرائم ومروجي سموم المخدرات والخارجين عن النظام». حماية أمننا العربي قال ولي العهد «إننا نعمل من خلال هذا المجلس على حماية أمننا العربي والتصدي لكل ما يحيط به من مهددات داخلية أو إقليمية أو دولية، ونتطلع بكل أمل وطموح إلى قيام شراكة عربية دولية من خلال هذا المجلس تقود إلى تعاون دولي مثمر وبناء في مواجهة الإرهاب والجريمة بأنواعها، والعمل على سيادة الأمن والسلم الدوليين بدلا من تبادل الاتهامات وتحميل دين أو شعب بعينه تبعات جرائم الإرهاب والتطرف التي لم يعد لها حدود بكل أسف». موضوعات عديدة ذكر الأمير محمد بن نايف، أن الاجتماع حافل بالعديد من الموضوعات المهمة، مبينا أنه اجتماع محاط بتطلعات قادة دولنا وآمال شعوبنا وواجباتنا تجاه أمننا العربي ومحيطنا الإقليمي وعمقنا الدولي، داعيا الله أن تكون نتائج هذا الاجتماع على مستوى طموح وتطلع قادتنا وشعوبنا. ورفع ولي العهد جزيل الشكر وبالغ الامتنان إلى الرئيس التونسي وحكومته والشعب التونسي الشقيق لما لقيه من حسن استقبال وكرم ضيافة وما يلقاه مجلس وزراء الداخلية العربي من دعم ومساندة، كما قدم الشكر لوزير الداخلية التونسي الهادي المجدوب على ما وفره لهذا الاجتماع من أسباب النجاح، وللأمين العام للجامعة العربية، وأمانة المجلس على جهودهم في الإعداد والتحضير.
تكريم الأمير محمد بن نايف كانت الجلسة الافتتاحية لاجتماع وزراء الداخلية العرب، شهت تسلم الأمير محمد بن نايف، مجسما تذكاريا من الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب، الدكتور محمد بن علي كومان. كما سلّم الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية، هديةً تذكارية للأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، ثم أعلن عن تسلّم وزير الداخلية التونسي الهادي المجدوب رئاسة الدورة الرابعة والثلاثين للمجلس، خلفا لوزير الداخلية البحريني الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، رئيس الدورة الثالثة والثلاثين للمجلس. إثر ذلك، ألقى وزراء الداخلية العرب كلمات توجهوا خلالها بالشكر الجزيل للأمير محمد بن نايف، على جهوده المتواصلة ودعمه الدائم لمسيرة المجلس، بما يعزز آفاق التعاون الأمني العربي ليواكب المستجدات والتحديات الأمنية الراهنة. وأكد الوزراء أهمية بذل مزيد من الجهود وتنسيق العمل الأمني العربي المشترك، واتخاذ مزيد من التدابير العربية والإقليمية والدولية الفاعلة، وتفعيل الاتفاقيات الدولية، من أجل دعم العمل الأمني المشترك. إلى ذلك، غادر ولي العهد أمس، بعد أن رأس وفد المملكة المشارك في اجتماعات وزراء الداخلية العرب في العاصمة التونسية. وبعث الأمير محمد بن نايف، باسمه ونيابة عن وزراء الداخلية العرب في ختام اجتماعات دورتهم ال34 في تونس، برقية شكر وتقدير إلى الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، أكد خلالها تقديرهم البالغ للدور البنّاء الذي تقوم به تونس، لتعزيز التعاون العربي على مختلف الأصعدة. من كلمة ولي العهد 01 خادم الحرمين الشريفين يتطلع إلى أن يسهم الاجتماع في تعزيز مسيرة الأمن العربي المشترك 02 الأمم والشعوب تحتاج إلى ضمان أمنها السياسي واستقرارها الاجتماعي وازدهارها الاقتصادي 03 نعمل على حماية أمننا العربي والتصدي لكل ما يحيط به من مهددات داخلية أو إقليمية أو دولية 04 الأهداف الأساسية لأمن وأمان المواطنين واستقرار الدول هو ما يجب أن يحكم تعاوننا جميعا