تمكن حاجان من جنوب إفريقيا من قطع قرابة (11) ألف كيلو متر مستخدمين دراجتين هوائيتين لتأدية مناسك الحج لموسم هذا العام 1431ه في رحلة استغرقت قرابة (9) أشهر زارا فيها (12) دولة. ويؤكد الحاج امتياز أحمد هارون (25سنة) ورفيقه الحاج نظيم كيرن كروس (28سنة) وهما من حجاج مكتب الخدمة رقم (1) والذي يرأسه الدكتور طارق قطان والتابع لمؤسسة مطوفي حجاج الدول الإفريقية غير العربية، أنهما خاضا هذه التجربة رغبة منهما في التعرف على ظروف الحج القديمة، وكيف كان الحجاج المسلمون من قبل يؤدون هذه الفريضة سواء سيراً على الأقدام أو باستخدام الدواب للحضور للحج وتلبية نداء المولى عز وجل. وأشار هارون وكروس إلى أنهما استخدما الدراجات الهوائية من النوع المستخدم في المسابقات الرياضة العالمية في رحلة قاربت تكلفتها المالية (10000) ريال سعودي حيثُ كانا يسيران من بعد صلاة الفجر وحتى منتصف النهار بعدها يرتاحان حتى طلوع شمس فجر اليوم الجديد وهكذا طيلة فترة الرحلة. وأشارا إلى أنهما تعرضا لكثير من المواقف الطريفة في الدول التي زاراها حيث كانت تعلو الدهشة وجوه الناس، فيما كان هناك فريق آخر يشجعنا على صنيعنا ويتمنون لنا السلامة والوصول بأمان إلى الديار المقدسة، وهذا ما كان ولله الحمد حيثُ تمكنا من دخول حدود المملكة عبر منطقة تبوك ثم المدينةالمنورة قبل وصولنا إلى مكةالمكرمة قبل يوم الوقوف بمشعر عرفات بعشرة أيام وتم استقبالنا بحفاوة وكرم من رئيس وأعضاء مجموعة الخدمة الميدانية رقم (1). وقال الحاجان الإفريقيان إنهما أصرا على الذهاب إلى المشاعر المقدسة يوم التروية وكذلك إلى مشعر منى وهما يستخدمان دراجتيهما الهوائيتين. وأضافا أنهما صعدا أيضاً إلى مشعر عرفات الطاهر ووقفا على صعيده للمرة الأولى في حياتهما وهما أيضاً يستخدمان دراجتيهما. وأشارا إلى أنهما توجها كذلك إلى مشعر مزدلفة بهاتين الدراجتين الهوائيتين ثم لمشعر منى وقضيا طيلة فترة أيام التشريق وهما محط أنظار طائفة كبيرة من الحجاج الذين اندهشوا من العمل الذي قاما به. ولفت الحاجان الإفريقيان إلى أنهما يعتزمان توثيق رحلتهما عبر المواقع الإلكترونية على الشبكة العنكبوتية (الإنترنت) وأنهما يريدان تدوينها في كتاب وثائقي يحكي قصة هذه الرحلة. وكشف الحاجان الإفريقيان في تصريحهما إلى "الوطن" أنهما يعتزمان تكوين فريق من الدراجات الهوائية للقدوم للحج في العام المقبل بأمر الله، حيثُ وجدا ترحيبا كبيرا من شباب من دول عديدة يرغبون في خوض تجربتهما التي جابا فيها عددا من الدول سواء الدول الأفريقية والأوروبية ومنها أيضاً دول عربية. كما أكدا أنهما يستشعران من هذه الرحلة الدعوة إلى الله والدعوة إلى اعتناق الإسلام وإظهار تعاليم الإسلام الحنيف ولم يجدا غير القليل من المشاكل التي تمثلت في التواصل عبر اللغة وتغير المناخ والطقس واضطرارهم لركوب الطائرة أثناء عبورهم لثلاث دول طيلة الرحلة والتي كلفتهم أموالا طائلة لشراء تذاكر تلك الرحلات الجوية وبعض المشاكل الناتجة عن الأمراض التي أصيبا بها خلال الرحلة. يذكر أن هذين الحاجين غير متزوجين وأحدهما طالب في كلية الاقتصاد والآخر رجل أعمال، ودخلا المملكة في التاسع والعشرين من شهر ذي القعدة الماضي.