العصابات الحوثية عاثت في أرض اليمن فسادا بدعم إيراني خبيث لتحقيق الأطماع الفارسية في جزيرة العرب، ذلك الحلم القديم الذي يسعى له الساسة في إيران دون ما اعتبار لسيادة الدول واستقلاليتها. وقد حاولت المملكة العربية السعودية جاهدة الحفاظ على علاقات جيدة مع النظام في إيران لاستقرار المنطقة، ولكن هيهات هيهات.. لنظام لا يرى إلا موطئ قدميه مؤمن بسياسة التدخل في شؤون الآخرين ولا يستفيد من دروس الماضي، فأحدث الكثير من الفتن ودمر العديد من الدول، وما العراق وسوريا ولبنان والبحرين ونشاطهم اللامشروع في الكويت والسعودية إلا شاهد على تلك السياسات الحمقاء. وفي اليمن استغلت إيران الحوثيين لتنفيذ أجندتها بأسلوب حرب العصابات والميليشيا في أرض تتسم طبيعتها بالصعوبة وتصلح لمثل هذا النوع من الحروب، ووصل الحد إلى استباحة الدماء والقضاء على الشرعية واحتلال صنعاء والتوجه نحو عدن آخر معقل للحكومة الشرعية، مما دفع الرئيس هادي إلى الاستنجاد بدول الخليج العربي والعالم أجمع لحماية الشرعية في اليمن، وإنقاذها من الحرب الأهلية المنتظرة والقضاء على العصابات الحوثية وإعادة الاستقرار لليمن، وقامت دول الخليج بقيادة المملكة خلال الأيام الماضية بجهد سياسي جبار على مستوى العالم بهدف الوصول إلى إجماع دولي لحماية الشرعية في اليمن وإعطاء العمليات العسكرية الصفة الشرعية وفقا للقانون الدولي، وكان لدول الخليج ما أرادت، وأعلن التحالف الأولي بعشر دول وتأييد ودعم لوجيستي واستخباراتي أمريكي، وأصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز قرار الحرب على العصابات الحوثية (عاصفة الحزم) لإعادة الشرعية لليمن، واستمرار العمليات حتى تحقق أهدافها. وهو قرار جريء وموقوت اتخذه الملك سلمان بثقته بالله أولا، وقبل كل شيء ثم بشعبه ورجال أمنه وبحزمه وشجاعته المعروفة، وبما يمليه عليه دور ومكانة المملكة ومسؤولياتها تجاه حفظ الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، وحظي قرار الحرب الذي اتخذه خادم الحرمين الشريفين بدعم وتأييد ومباركة محلية ودولية، واستقبله الشعب اليمني بفرحة عارمة، وهو دليل على أن صناعة القرار السياسي والعسكري للحكومة السعودية تتم وفق رؤية استراتيجية تأخذ في الاعتبار نقاط القوة والضعف والفرص والمخاطر المتعلقة بالبيئة الداخلية والخارجية. وهنا يجب أن ندرك أن هذه العملية ستنجح بإذن الله تعالى في القضاء على هذه العصابات، واستعادة السيادة اليمنية الكاملة على أراضيها، وسيتطلب ذلك إضافة إلى استمرار العمليات الجوية مواكبة العمليات البرية على الأرض لتطهير جميع المواقع المحتلة، وليكن ذلك من خلال ما تبقى من الجيش اليمني النظامي والقبائل الموالية لضمان القضاء على تلك الفئة الباغية، والعمل بعد ذلك على جمع الفرقاء في اليمن على طاولة واحدة ومساعدتهم على إدارة شؤونهم بعد تطهير أرضهم من الحوثيين. ليس ذلك فحسب، بل وتقديم المسؤولين عن اختطاف اليمن وما ارتكب فيه من مجازر للمحاكمة العادلة وعلى رأسهم الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح الذي أعلن تحالفه مع الحوثيين. لقد آن الأوان لإيقاف عبث المد الإيراني البغيض في اليمن وغيرها لإعادة الاستقرار الإقليمي والتوجه نحو مظاهر التنمية، وعلى إيران أن تعي خطورة سياساتها على المنطقة وأنها لن تجني من ورائها أي فائدة تذكر في ضوء العلاقات الدولية المعاصرة القائمة على احترام الآخرين وعدم التدخل في شؤونهم. اللهم احرس جنودنا ومن أعانهم وثبت أقدامهم، وسدد رميهم، واحفظ وطننا وقيادته من كل سوء. والله من وراء القصد. رابط الخبر بصحيفة الوئام: عاصفة الحزم: قرار حازم لقائد "حازم"