فيما تواصلت، أمس، اجتماعات مؤتمر جنيف5، دون إحراز تقدم حقيقي، كشفت مصادر سورية، أن التقدم السريع الذي أحدثته قوات المعارضة السورية في جبهتي حماة ودمشق يؤكد الضعف الشديد لقوات النظام السوري، وعجزها عن حماية العاصمة، وعدم قدرتها على الوقوف في وجه تقدم الثوار. وهو ما دفع النظام إلى استقدام قوات طائفية عراقية لحماية دمشق، كما دفع روسيا إلى توجيه انتقادات علنية نادرة لجيش الأسد، واتهامه بالضعف وعدم القدرة على الصمود. جمود وتصلب تواصلت أمس، أعمال الجولة الخامسة من مفاوضات جنيف بين أطراف الأزمة السورية، حيث أكد المبعوث الدولي الخاص إلى سورية، ستيفان دي ميستورا أهمية بحث المشاركين للعناوين الأربعة التي يتضمنها جدول الأعمال. كما عقد جولة مباحثات جديدة مع وفد النظام، الذي تمسك ببحث قضية مكافحة الإرهاب قبل بقية القضايا. فيما شدد وفد المعارضة لدى لقائه المبعوث الأممي على بحث قضية الانتقال السياسي. وقال دي ميستورا في مؤتمر صحفي، أول من أمس، إنه لا يتوقع تحقيق اختراق خلال هذه الجولة أو حصول معجزات، مشيرا إلى أنه يسعى فقط للبناء على ما تحقق في الجولة الماضية، مشيدا بحضور الوفود إلى جنيف «رغم أن المحادثات تتزامن مع هجمات وهجمات مضادة وظروف معقدة على الأرض». ودعا روسيا وتركيا وإيران إلى الاهتمام بالوضع «المقلق» لوقف إطلاق النار في سورية، وعقد اجتماع آخر في أستانة بأقرب وقت. نجاحات المعارضة حققت المعارضة المسلحة تقدما كبيرا على صعيد جبهة حماة، رغم وصول تعزيزات كبيرة لقوات النظام إلى مطار حماة العسكري. إلا أن الثوار يركزون على تعدد محاور القتال، وهم ما مكَّنهم بحسب مراقبين عسكريين من تحقيق تقدم كبير على الأرض، وتشتيت جهود قوات النظام، التي عجزت عن صد هجوم الثوار، فيما لاذ المئات منهم بالفرار. وأضاف المراقبون أن تزامن معركة حماة مع ما يحدث من تقدم للمعارضة المسلحة في دمشق، وهو ما أثبت عمليا أن قوات الأسد لا تملك القدرة على صد هجمات الفصائل العسكرية. وكشفت هشاشة تلك القوات، رغم ما تتمتع به من دعم روسي وإيراني، إضافة إلى عشرات الفصائل الطائفية. وقالت مصادر إن فصائل المعارضة سيطرت بالكامل على قرية الصخر، في ريف حماة الغربي، عقب معارك عنيفة مع قوات النظام.