توج أمير منطقة المدينةالمنورة الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أول من أمس الفائزين بجائزة «أمين مدني للبحث في تاريخ الجزيرة العربية»، في دورتها السادسة الذي نظمته الأمانة العامة للجائزة في فندق المريديان بالمدينة وحضره نخبة من المفكرين والأدباء والمهتمين بالبحوث التاريخية بالمملكة. مؤكدا في كلمته على أن دور المثقفين يعتبر محركا أساسيا في بناء وتطوير الوعي العام للمجتمعات وتقدم الأمم، ومشيرا إلى أن ديننا الحنيف يحثنا على التغيير وتطوير الذات بما يتوافق مع عقيدتنا السمحاء. ريادة مدني تحدث الدكتور سعد الراشد في كلمة اللجنة العلمية للجائزة عن الجوانب العلمية لإنتاج «أمين مدني» وطبيعة مؤلفاته وأثره وريادته البحثية. مضيفا أن الأمل كبير في أن تتوسع الجائزة في مسارها، لتحفيز الدارسين والباحثين في المجالات المختلفة من تاريخ الجزيرة العربية، لمواكبة ما تشهده المملكة من تحول كبير في الاهتمام بالآثار والتراث الحضاري، ومن ذلك صدور النظام الجديد للآثار والتراث الوطني، والموافقة السامية لبرنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري بالمملكة، الذي من أهدافه المهمة، إحداث نقلة أساسية في الآثار والمتاحف والتراث العمراني وإبرازها كبعد حضاري أساسي للمملكة والمحافظة على التراث الثقافي الوطني وتأهيله وتنميته. جهود الفائزين أشار الراشد إلى أن الأنصاري أسس جمعية للتاريخ والآثار وأصبحت جمعيتين إحداهما للآثار والأخرى للتاريخ، وأيضا قام بتأسيس قسم للآثار والمتاحف وأصبحت اليوم كلية للسياحة والآثار. مضيفا بأن الأنصاري هو وطلابه من قام باكتشاف آثار قرية الفاو، الحاضرة الكبرى لمملكة كندة في قلب جزيرة العرب وشجع تلامذته على قراءة الكتابات والنقوش العربية القديمة فأصبح اليوم لدينا كوكبة من العلماء العارفين بالكتابات الآرامية والنبطية واللحيانية والثمودية والصوفية والمعينية والقتبانية والسبيئة والحميرية. وذكر الراشد في كلمته أن الدكتور سعد الصويان وجه نشاطه البحثي في التاريخ الشفهي والشعر النبطي في الجزيرة العربية، فأبدع فيه، وأشرف على مشروع جمع الشعر النبطي من مصادره الشفهية بجامعة الملك سعود والذي تم تسجيل مئات الساعات من تسجيل مقابلات شفهية مع السنين من رواة البادية وجمع كل ما يتعلق بحياة البادية من أشعار وقصص وأنساب وأظهرها في بحوث علمية منشورة باللغتين العربية والإنجليزية. كلمة الفائزين ألقى الصويان كلمة عبر فيها عن اعتزازه بثقة اللجنة العلمية واختياره فائزا ب«جائزة أمين مدني للبحث في تاريخ الجزيرة العربية» في عامها السادس، مؤكدا أهمية البحث التاريخي وأهمية العناية بأقسام التاريخ في الجامعات ودعمها. شاكرا القائمين على الجائزة على تكريمه، مؤكدا على أهمية التعامل مع موروثاتنا الشفهية بتعاضد مع الآثار والحفريات لإعادة اكتشاف الماضي، وإبراز هويتنا، لافتا إلى أن أبحاثه تتصدى للنظرة السطحية الدونية تجاه موروثاتنا الشفهية وثقافتنا المحلية وإعادة الاعتبار لهذه الثقافة لتشكل أساسا يرتكز عليه وثقافة ننطلق منها لتعزيز هويتنا، داعيا إلى إحياء الفنون الشعبية وصقلها وتقديمها للعالم بأسلوب عصري كمظهر من مظاهر القوة الناعمة. فيما تضمنت كلمة الدكتور عبدالرحمن الأنصاري بالإنابة عرضا عن أبرز الإنجازات العلمية والعملية في مجالات البحث العلمي والدراسات وغيرها. تكريم المثابرين ألقى الأمين العام للجائزة إياد أمين مدني كلمة تناول فيها سيرة والده المؤرخ أمين مدني العلمية والعملية والشخصية. وقال إن الجائزة ظلت تحظى برعاية أمير منطقة المدينةالمنورة، للتأكيد على أهميتها، وتشجيع وتحفيز الباحثين والعلماء، وتكريم المثابرين والإشادة بالمتميزين ليكونوا قدوة ومثلا يحتذى به للجيل الصاعد من الشباب من أبناء هذا البلد. اهتمام الدولة بالعلم قال رئيس نادي المدينةالمنورة الأدبي الدكتور عبدالله عسيلان تعد هذه الجائزة التي تحظى برعاية أمير منطقة المدينةالمنورة تأكيدا على الاهتمام الذي توليه الدولة للعلم والعلماء ورجالات الفكر والأدب والتاريخ ومؤسساته الثقافية، حيث تقدم الجائزة إضافة مهمة لمسيرة الحركة الثقافية والأدبية في المملكة بشكل عام، وفي المدينةالمنورة على وجه الخصوص وتعطي هذه الجائزة زخما أدبيا ثقافيا وهي تكرم الفائزين بها وسط جو أدبي بهيج.