أقر مجلس الوزراء في جلسته الإثنين الماضي، وأُعلن عنها اليوم، الترتيبات التنظيمية للهيئة العامة للثقافة، والتي شملت 11 مادة تنظيمية، تصدرها التأكيد على الشخصية الاعتبارية للهيئة الجديدة، واستقلالها المالي والإداري، ويكون ارتباطها تنظيميا برئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، وتتخذ من الرياض مقرا رئيسيا لها، ويعين رئيسها بأمر ملكي، على أن تنشئ فروعها ومكاتبها داخل المملكة العربية السعودية بحسب حاجتها إلى ذلك. على أن يكون هدف الهيئة الرئيسي هو تحفيز قطاع الثقافة في المملكة وتطويره، والارتقاء بجميع عناصره ومقوماته وإمكاناته، والإسهام في رعاية المواهب الثقافية، وتعزيز التنوع الثقافي والتلاحم الاجتماعي، على ألا يخلو عملها باختصاصات ومسؤوليات الجهات الأخرى. تأجيل رابع أكد المتحدث الرسمي لوزارة الثقافة والإعلام هاني الغفيلي، أن التنظيمات الخاصة بهيئة الثقافة سيتم توضيحها لاحقا، وتحديد المؤسسات الثقافية التي ستنضم للهيئة، وكذلك بالنسبة للموظفين، حيث ستجرى اجتماعات لاحقة لتبيين ذلك، مشيرا إلى أن الأمر المهم الآن تشكيل مجلس الإدارة، وبعد ذلك سيتم النظر في التنظيمات الداخلية، وعن سبب تأجيل انتخابات مجالس إدارات الأندية الأدبية، ويؤكد الغفيلي أن السبب الحقيقي خلف هذا التأجيل هو انتظار ما ستسفر عنه تنظيمات الهيئة، وتوزيع الصلاحيات بينها وبين وكالة الوزارة للشؤون الثقافية. مسؤولية الثقافة تحدث رئيس أدبي أبها الدكتور أحمد آل مريع قائلا، لا شك أن قرار إنشاء هيئة للثقافة وصدور تنظيم خاص بها قفزة مهمة إلى الأمام في خدمة قطاع الثقافة بما فيه من حركة ومؤسسات وفاعلين، لأن الهيئة تكون أكثر قدرة على الحركة والاستجابة للمتغيرات المختلفة، وسيكون تواصلها مع المثقفين والاحتياجات الموضوعية التي يفرضها الواقع أكثر كفاءة ومرونة، لا سيما أن تنظيم الهيئة التي صدرت الموافقة عليه ينص على استقلاليتها وانفتاحها على قطاع الأعمال والاستثمار، وإسناد مهمة إدارتها إلى المتصلين بالقطاع الثقافي، وهم الأعرف بواقع الثقافة وتحدياتها وإشكالات العلاقات التي تربط بين مفاصلها المختلفة. كما أن طبيعة الهيئة ستجعلها -بحكم الوظيفة والاختصاص- مهمومة بمسؤولية الثقافة، وهذا ما يوحد قدراتها وأجهزتها المختلفة، ويكفيها مؤونة التشتت وتوزع الاهتمامات. ولا شك أن الكفاءات الثقافية المهمومة بالعمل الثقافي فعلا وحقيقة ستؤثر على مناخ العمل في قطاع الثقافة بشكل عام، وتحفزه لأداء الدور المنوط به في بناء وعي المجتمع وتحقيق رؤية 2030 التي تشكل الثقافة جزءا مهما منها. متفائلون بالهيئة قال رئيس مجلس إدارة أدبي الأحساء الدكتور ظافر الشهري، اطلعت على ما تداولته بعض وسائل الإعلام بخصوص الترتيبات التنظيمية للهيئة العامة للثقافة التي تمت الموافقة عليها، وقد أسعدني الخبر كثيرا، بل وأسعد المثقفين والمثقفات في المملكة، ونحن متفائلون جدا بهذه الهيئة التي نأمل أن تلمّ شتات المثقفين في جميع المؤسسات والمحاضن والجمعيات التي لها صلة بالثقافة والمثقفين، وأن تعمل على وضع رؤية وإستراتيجية واضحة فيما يتعلق ببرامجها وتمويلها، أما فيما يتعلق بمصير الأندية الأدبية في ظل إقرار نظام الهيئة العامة للثقافة، فأنا متفائل جدا بمستقبل هذه الأندية مثلها مثل الجمعية السعودية للثقافة والفنون وجمعية المسرحيين السعوديين والمصورين والمكتبات وغيرها، هذه كلها محاضن ثقافية أصبحت لها مرجعية متخصصة يزيد في قوة هذه المرجعية ارتباطها بالمجلس الاقتصادي الأعلى، وهذا يسهل كثيرا على هذه المؤسسات ويمنحها النجاح في مهامها والقيام بواجباتها متى وفقت -كما قلت- في رجال ونساء أكفاء يديرونها بروح المسؤولية والوطنية المخلصة.