علمت "الوطن" من مصادر مطلعة أن الأندية الأدبية ستشهد إعادة تكييف لجمعياتها العمومية اعتبارا من نهاية شهر جمادى الأولى الجاري، وذلك طبقا للائحتها الجديدة التي اعتمدها وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل الطريفي أمس، ومن ثم سيتم انتخاب مجالس إدارات جديدة لجميع الأندية الأدبية التي تم التمديد لها 6 أشهر. وكرست اللائحة المعدلة للأندية الأدبية مفهوم "النادي الأدبي" فلم تضف له كلمة "الثقافي" التي تبرز في أسماء بعض الأندية وتختفي في أخرى مثل "نادي مكة الثقافي الأدبي" و "النادي الأدبي الثقافي بجدة"، وهو ما توقف عنده رئيس اللجنة الثقافية بمحافظة العرضيات التابعة لأدبي جدة محسن السهيمي حيث قال: "إن اللائحة عرفت النادي ب"النادي الأدبي" ولم تُضف له مسمى "الثقافي" وهو ما يؤكد بوضوح وجلاء أن مهمة الأندية أدبية. من خلال الأهداف الثمانية للأندية الأدبية نجد أن مفردة "الأدب ومشتقاتها" تكررت ثماني مرات، ولم ترد مفردة الثقافة إلا مرة واحدة". وكان الجدل حول تنظيم فعاليات ثقافية عامة لا تتعلق بالأدب أثار الكثير من الجدل حول دور الأندية الأدبية خلال السنوات الماضية، حيث كان ينظم بعضها دورات في تنمية الذات على سبيل المثال. وفي رصد سريع ل"الوطن" يبدو أن التفاؤل يعم الوسط الثقافي بعد اعتماد اللائحة التنظيمية الجديدة قبل انتهاء مهلة التمديد الأخيرة "6 أشهر"، وهذا يبدد التكهنات التي سرت في الوسط الثقافي بعد التمديد لمجالس إدارات الأندية التي انتهت مددها النظامية، حيث شاع وقتها أن هذا التمديد قد يكون المرحلة الأخيرة لطبيعة عمل النادي الأدبي، وتوقع البعض وقتها تحول الأندية الأدبية إلى مؤسسات جديدة. الحازمي: اللائحة الجديدة أخذت بآراء المثقفين أكد المستشار والمشرف على وكالة وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية سعود نصار الحازمي، أن لائحة الأندية الأدبية التي اعتمدها وزير الثقافة والإعلام تضمنت عدة مواد شملت تنظيمات وتشريعات إدارية ومالية تنظم عمل الأندية الأدبية. وقال: اللائحة الجديدة تعالج كثيرا من المواد الواردة في اللائحة السابقة إما بالإضافة أو التعديل، بعد أخذ كل الملاحظات والاقتراحات الواردة من مجالس إدارات الأندية الأدبية والمثقفين والأدباء والمهتمين، ودراستها خلال اللجان المختلفة، وقد حظيت باهتمام بالغ ومتابعة مستمرة من الوزير، وشكره لكل من أسهم في اللائحة الجديدة بالرأي والمشورة والإعداد، ونرجو أن تحقق الهدف المنشود في تذليل كل العقبات التي تواجه الأنديه الأدبية في أداء رسالتها. استقرار ثقافي أوضح المدير العام لإدارة الأندية الأدبية "سابقا" الدكتور أحمد قران الزهراني في تصريح إلى "الوطن"، أن اللائحة التنظيمية الجديدة للأندية الأدبية مرت بمراحل عدة حتى وصلت للنهاية، وتم رفعها للوزير الذي كان للتو استلم زمام الوزارة، حيث قام بتأجيل اعتمادها للنظر فيها ودراستها وطرح فترة التمديد لحين الانتهاء منها بشكل دقيق. وعلق الزهراني بالقول: "إن صدور اللائحة قرار مفرح، وهذا يعني أن هناك مرحلة جديدة بعد أن عملت عليها لجنة مكونة من مديرين سابقين والكثير من المثقفين منذ 3 سنوات، إذ ستؤدي إلى استقرار وتنمية ثقافية حقيقية تنبئ باختيار الثقافيين الحقيقيين لقيادة الأندية" بدوره، يرى رئيس اللجنة التي كُلفت سابقا بالعمل على تعديل اللائحة رئيس أدبي الأحساء الدكتور ظافر الشهري في تصريح ل"الوطن"، أن التنظيم الجديد هو اعتماد للائحة السابقة، وقد حصل عليها بعض التعديلات من خلال استفتاء لآراء المثقفين، ويتضح من خلالها تشكيل جمعية عمومية وإجراء انتخابات وبانتظار الخطوة القادمة من الوزارة. وأبدى الشهري تفاؤلا واضحا، معيدا سببه إلى أن هذا العمل من أجل الثقافة في ظل وجود المشكلات والنقاشات المستمرة التي تجاوزتها الأندية الأدبية.
حل الخلافات يعود للوزارة حددت اللائحة الجديدة عمر العضو العامل ب"ألا يقل عن 25 عاما"، بعد أن كانت اللائحة السابقة قد حددته ب"ألا يقل عن 24 عاما". وكان لافتا في اللائحة الجديدة أيضا إلغاء منصب نائب الرئيس، مع الإبقاء على مكافأة رئيس النادي "5000 ريال" شهريا. ورفع مكافأة عضوي الهيئة الإدارية وهما المسؤول الإداري والمسؤول المالي إلى "4000 ريال" شهريا، بعد أن كانت "3000" ريال شهريا. وبعد أن كانت اللائحة السابقة تشترط في العضو العامل أن يكون حاصلا على مؤهل علمي يحدد مستواه مجلس الإدارة، اشترطت اللائحة الجديدة أن يكون حاصلا على مؤهل علمي يتصل باللغات وآدابها. وفيما يتعلق بالخلافات، ذهبت اللائحة الجديدة إلى أن "المرجعية في حال ظهور أية خلافات بشأن هذه اللائحة وتطبيقاتها، ورأى الوزير أنها تؤثر على سير أعمال النادي فتشكل لجنة لا تقل عن ثلاثة أشخاص لحل هذه الخلافات وتصدر قرارها بالأغلبية ويصادق عليه الوزير"، ولم تحدد اللائحة طبيعة هذه اللجنة أو صفتها وممن تشكل، مكتفية ب"وفي حال رأت اللجنة ضرورة انعقاد الجمعية العمومية لتعذر حل الخلاف، فتقوم الوزارة بدعوة الجمعية العمومية لاجتماع استثنائي لحل هذا الخلاف خلال مدة لا تتجاوز شهر من تاريخ اعتماد توصية اللجنة". كما خفضت اللائحة الجديدة مكافأة أعضاء مجلس الإدارة من غير أعضاء الهيئة الإدارية عن كل جلسة يحضرها العضو من "750" للجلسة الواحدة إلى "600" ريال، بينما رفعت مكافأة المشاركين في المحاضرات والندوات والأمسيات للمشارك من داخل المملكة من "1500" إلى "2000"، ومن "3500" إلى "6000" ريال بالنسبة للمشارك من خارج المملكة إضافة إلى الضيافة والنقل.