تسلم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، أمس، من إمبراطور اليابان، أكيهيتو، الوسام السامي «زهرة الأقحوان»، تقديرا لدوره الكبير في العالم. وأبدى خادم الحرمين لدى لقائه إمبراطور اليابان في قصره بطوكيو أمس، سروره بزيارة اليابان، فيما أعرب الإمبراطور أكيهيتو عن ترحيبه بالملك سلمان، ورغبة بلاده في تقوية علاقاتها مع المملكة في كافة المجالات، الاقتصادية والصحية والإنسانية. وأكد وزير الدولة للشؤون الخارجية، الدكتور نزار عبيد مدني، أن الزيارة تأتي انطلاقا من روابط الصداقة المتينة بين البلدين، وتهدف إلى ترسيخ العلاقات وتطويرها إلى آفاق أوسع وأرحب لخدمة المصالح المشتركة. واستعرض مدني في مؤتمر صحفي عقده أمس، على هامش الزيارة، لقاءات خادم الحرمين الشريفين باليابان، ولقاءه الإمبراطور أكيهيتو، وكذلك جلسة المباحثات التي عقدها مع رئيس الوزراء، شينزو آبي، فضلا عن لقاءاته بوزيري الخارجية والتجارة والاقتصاد، مشيرا إلى أن المحادثات التي أجراها اتسمت بعمق التفاهم، وتبادل وجهات النظر، حول سبل تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين وتكثيف التعاون في المجالات كافة. قضايا المنطقة أوضح مدني أن المباحثات التي جرت أول من أمس، بين خادم الحرمين الشريفين، ورئيس الوزراء الياباني، شملت الأوضاع الراهنة في منطقة الشرق الأوسط، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، والأزمة السورية والنزاع في اليمن، حيث كان هناك توافق في وجهات النظر بين الجانبين، حول أهمية التوصل إلى حلول سلمية لهذه النزاعات. كما أكدت على أهمية المساهمة في إيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية لشعوب الدول المتضررة من هذه الأزمات، مبينا أن المباحثات تطرقت كذلك إلى ظاهرة الإرهاب، حيث اتفق الجانبان على ضرورة تكثيف الجهود المشتركة لمحاربته، وإزالة جميع الأسباب التي تؤدي إلى زعزعة الأمن والاستقرار على المستوى الدولي أو الإقليمي، مثل الإرهاب، والتدخل في الشؤون الداخلية للدول. مذكرات التفاهم أبان وزير الدولة للشؤون الخارجية أن المملكة واليابان تمتلكان العديد من الإمكانات التي من شأنها ترجمة أهداف هذه الزيارة إلى نتائج ملموسة، سيكون من شأنها تكريس المصالح المتبادلة بين البلدين، وزيادة الاستثمارات المشتركة، واستكشاف الفرص المتاحة في ضوء رؤية المملكة 2030، لافتا إلى أن الزيارة شهدت توقيع العديد من الاتفاقيات والمذكرات الثنائية، شملت مذكرة التعاون في مجال الثورة الصناعية الرابعة، ومذكرة تعاون حول تنفيذ الرؤية السعودية اليابانية 2030، ومذكرة تعاون في المجال الثقافي، ومذكرة تعاون بين حكومتي البلدين في شأن تنظيم وتسهيل إجراءات منح مواطني البلدين تأشيرات الزيارة. وكشف عن توقيع مسؤولي البلدين على مذكرة تفاهم في التعاون في مجال الرعاية الصحية، ومذكرة تفاهم في مجال العمل، وملحق مذكرة تفاهم في مجال الرياضة، مشيرا إلى تنوع الاتفاقيات ومذكرات التفاهم وشموليتها العديد من المجالات. رؤية المملكة 2030 أكد مدني أن رؤية المملكة 2030 تتضمن ثلاثة محاور أساسية هي: مجتمع حيوي، واقتصاد مزدهر، ووطن طموح، وتحمل محددات نهضة المملكة في مجالات عدة، منها التعليم، والاقتصاد، ومجالات أخرى، وهي تعد بداية عملية لنهضة المملكة بالاعتماد على الإنسان الذي صدرت هذه الرؤية في الأساس من أجله. وأوضح أن منطلقات الرؤية لا تعتمد على النفط كمصدر وحيد للثروة، وتعمل على تنويع مصادر الثروة، وتحويل صندوق الاستثمار العام إلى صندوق للثروة السيادية، تبلغ أرصدته 2.5 تريليون دولار، وبهذه القيمة سيكون هذا الصندوق أكبر صندوق سيادي في العالم، مشيرا إلى أن رؤية المملكة 2030 تهدف إلى زيادة العائدات غير النفطية إلى ستة أضعاف. الرؤية السعودية اليابانية 2030 أما عن رؤية السعودية - اليابان 2030، فقد قال إنها تهدف إلى إرساء رؤية مشتركة للشراكة، والتعاون معا في تنفيذها، لتحقيق الرؤى الاقتصادية والاجتماعية الوطنية للبلدين، بناء على فهم القواسم المشتركة، وتفعيل العلاقة التكاملية، وتعظيم شراكات التعاون بين البلدين. وأفاد بأن قصة الرؤية تعود إلى سبتمبر من العام الماضي 2016، حينما قام ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بزيارة رسمية لليابان، كان الهدف منها بحث فرص تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين، حيث تم خلال تلك الزيارة التوقيع على سبع مذكرات تفاهم حكومية، كما عبر رئيس الوزراء الياباني عن ترحيب بلاده برؤية المملكة 2030، وأبدى الرغبة في بحث مجالات الشراكة بشأنها. مبادرات يابانية اختتم وزير الدولة للشؤون الخارجية بالإشارة إلى أنه في أكتوبر الماضي عرضت 38 شركة يابانية 36 فرصة للتعاون في مجالات الطاقة، والصناعة، والطاقة المتجددة، والبنية التحتية، والترفيه، ضمن مبادرة من اليابان للإسهام في تحقيق رؤية المملكة 2030. ولفت إلى أنه في وقت لاحق من الشهر نفسه تم عقد الاجتماع الأول للجنة السعودية اليابانية المشتركة، لبحث آلية تعاون تقوم على الممازجة في الفرص التي تتوافق مع أهداف رؤية المملكة 2030، وبرنامج الإصلاح الاقتصادي الياباني، حيث اتفق الطرفان على تطوير رؤية مشتركة تحمل اسم الرؤية السعودية اليابانية 2030، فيما شهد 20 فبراير من العام الحالي، موافقة مجلس الوزراء على التباحث مع الجانب الياباني في شأن مذكرة تعاون حول ذلك. وأضاف أن زيارة خادم الحرمين الشريفين لليابان شهدت تتويج كل هذه الجهود والتوقيع على عدد من مذكرات التفاهم بين حكومتي البلدين لتنفيذ الرؤية السعودية اليابانية 2030.