أوضحت صحيفة «لوبوان» الفرنسية أن قرارات الرئيس الأميركي دونالد ترمب الصادرة بمنع مهاجرين من دخول الولاياتالمتحدة، ومن ضمنهم الإيرانيون، أعطت فرصة للمتشددين داخل طهران لاستغلاله والتقرب أكثر للشعب، مع اقتراب جولة الانتخابات الرئاسية. وأوضح التقرير أن قرار ترمب الجديد حول الهجرة، استثنى العراق في هذه المرة، ولم يستثن إيران، حيث لم يغير ترمب نظرته تجاه الأخيرة، ولا يزال يعتبرها المصدر الأول للإرهاب الدولي، فيما يوجد عدد من الإيرانيين الذي يحافظون على مصالح الولاياتالمتحدة، وقد يجدون طرقا ملتوية لدخول الأراضي الأميركية. نهاية التقارب قالت الصحيفة إن فترة التقارب التي استمرت بين طهرانوواشنطن إبان حكم باراك أوباما، وانعكست على فرحة الشارع الإيراني بتوقيع الاتفاق النووي، في طريقها إلى الانتهاء، حيث شهدت العلاقات الثنائية توترا حادا منذ تنصيب ترمب، مشيرة إلى أن التوترات الأخيرة ذكّرت المراقبين بالسنوات الماضية التي مرت بها علاقات البلدين، إبان حكم الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الابن، والرئيس الإيراني المتشدد، أحمدي نجاد، فور قيام حكومة الأخير بإجراء تجارب صاروخية. وبحسب بعض المراقبين الذين تنقل عنهم الصحيفة، فقد أشاروا إلى أن مرسوم ترمب الجديد أحبط مساعي حكومة حسن روحاني، التي تزعم بحثها نحو الإصلاح، وزاد من مصالح المتشددين من أجل استغلاله لكسب الانتخابات الرئاسية المقبلة. وأشارت الصحيفة إلى أن الإيرانيين أصبحوا يرون ترمب عدوا لدودا لهم، بعد أن كانت آمالهم ترقى إلى فتح علاقة جديدة مع الغرب عقب توقيع الاتفاق النووي عام 2015. فشل الإصلاحيين تطرقت الصحيفة إلى المنعرجات التي مرت بها علاقة أميركا مع إيران في السنوات الماضية، حيث أكدت أن الاجتياح الأميركي لأفغانستان بعد أحداث 11 من سبتمبر، كان بدعم استخباراتي من إيران التي أعطت معلومات ثمينة للأميركيين لتعقب عناصر حركة طالبان، قبل أن ينقلب الرئيس الأميركي جورج بوش الابن ويدرج حكومة طهران التي كان يحكمها الرئيس الأسبق محمد خاتمي في «محور الشر» بعد عام واحد فقط. كما مر برنامج النووي الإيراني بعدة فترات، بعد أن وافقت طهران على تعليقه عام 2003 عقب اتفاق مع الدول الأوروبية، مقابل جملة من التنازلات لصالح طهران، إلا أن الضغوط التي مارستها واشنطن دفعت أوروبا إلى عدم تطبيق كامل وعود الاتفاق، الأمر الذي أتاح الفرصة أمام المتشددين ليفوز أحمدي نجاد بالرئاسيات عام 2005.