انطلق معرض الرياض الدولي للكتاب في نسخته الحالية بعدد من الفعاليات والمبادرات التي تُعنى بدور الشباب وأهمية تأهيلهم وإعداد جيل جديد من القيادات والنخب، وذلك تحقيقا لتطلعات رؤية المملكة 2030، التي تهدف إلى بناء قيادات شابة، وتعزيز قيم المواطنة، ورفع المستوى المعرفي والثقافي لديهم. وتسلط المبادرات الضوء على فعاليات شبابية تستهدف رفع المستوى الثقافي، وإثراء المحتوى العربي عبر منصات إلكترونية متنوعة. اهتمامات الشباب قال رئيس اللجنة الثقافية بمعرض الرياض الدولي للكتاب الدكتور صالح المحمود «إن البرنامج الثقافي الذي أصدرته اللجنة يتميز بتنوع فعالياته وأنشطته المصاحبة من شبابية وثقافية، وجناح الطفل، وكذلك المسرحيات والأمسيات الشعرية». موضحا أن البرنامج الثقافي في هذه الدورة سيوجد سجالا إيجابيا نظرا لعوامل متعددة أسهمت في تجويده وإبعاده عن النمطية والتكرار في المتحدثين، وصنعت توازنا جيدا في المعطى العام للفعاليات التي تراوحت بين ندوات ثقافية تتمازج مع الوجدان الجمعي والوطني، وبرامج تخترق اهتمامات الشباب، وعروض مسرحية للطفل وذويه تغرس الكثير من القيم. وأشار إلى أنه وللمرة الأولى في تاريخ المعرض يستأثر الشباب بنسبة كبيرة من برامج المعرض، حيث استحدثت هذه النسخة الجديدة برامج (المبادرات الشبابية)، التي تستجيب لاهتمامات الشباب وتطلعاتهم الثقافية سواء في الفعل القرائي أو الكتابي أو عوالم الفضاء الشبكي وغيرها، مؤكدا أن رهان النجاح في هذه المبادرات ينطلق من كون الشباب أنفسهم هم الذين سيقدمون هذه الفعاليات ويصنعونها. العلاج بالقراءة من أبرز المبادرات الشبابية التي يطرحها معرض الرياض للكتاب هذا العام منصة «كتبجي»، وهي منصة إلكترونية عربية، محور فكرتها هو العلاج بالقراءة، وإثراء المحتوى العربي عبر التجارب والبحوث والمشاركات المفتوحة، وتجمع كل الأدوات والتقنيات والأفكار التي تنمي شغف الشباب في القراءة. وعلى اعتبار أن «من يمرض بكلمة يشفى بكلمة أطلق معرض الرياض الدولي للكتاب في دورته لهذا العام متجرا إلكترونيا معتمدا، عن طريق موقع «بوكس.كوم»، التابع للشركة الوطنية للتوزيع، والذي يوفر جميع الكتب المعروضة في المعرض بالأسعار ذاتها، وتوصيلها لجميع مناطق المملكة والعالم على حد سواء، برسوم شحن رمزية. متجر إلكتروني عدّ الرئيس التنفيذي للشركة الوطنية للتوزيع حمد البكر المتجر الإلكتروني معرضا افتراضيا متكامل الأركان، لافتا في ذات الصدد إلى إمكانية الحصول على توقيع المؤلفين للزوار في شتى دول العالم، في خدمة تعدّ الأولى من نوعها في معارض الكتاب على مستوى العالم.ولفت البكر إلى أن التطور التقني الذي تخطوه إدارة معرض الرياض الدولي للكتاب 2017 يأتي مواكبا مع رؤية المملكة 2030؛ إذ تعدّ التقنية أحد أبرز مواردها الاقتصادية. ووفقا للبكر، يحتوي المتجر على قرابة المليون عنوان من شتى الفنون والأذواق التي تستهوي القُراء، مع التركيز على كتب الأطفال والكتب منخفضة القيمة، ومجموعات لكتب قصصية وحصرية في الوطن العربي. يشار إلى أن المتجر الإلكتروني أطلق في شهر أكتوبر الماضي، ورغم عمره القصير إلا أنه حصل على مكانة مميزة في عالم التجارة الإلكترونية، وتوجته هذه المكانة، ليصبح متجرا معتمدا لمعرض الرياض الدولي للكتاب في دورته الحالية بكلمة، فقد استلهمت المنصة فكرتها من معالجة العيوب الشخصية ورفع مستوى وعي الأشخاص بأنفسهم عبر القراءة، باعتبارها وسيلة تقلل من التوتر، وتوفر مساحة للقارئ بأن يجد ذاته ويتواصل مع عالمه الداخلي، ففي مقابل كل مشكلة هناك كتاب يساعد على تجاوزها، إذ تعد هذه الفكرة هي الأولى من نوعها في العالم. باص سياحي يسير الباص السياحي عددا من الرحلات السياحية إلى مقر المعرض، بالتعاون بين الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في منطقة الرياض ومجموعة الحكير. وتشمل الرحلة انطلاق الباص السياحي من مكتبة الملك فهد الوطنية وسط العاصمة ونقل الزوار إلى موقع المعرض، وتبدأ الرحلات من الساعة الرابعة عصرا إلى التاسعة مساء، فيما تستمر الرحلات حتى 18 من مارس الجاري. ويجوب الباص أشهر المعالم في العاصمة الرياض، حيث يتضمن هذا البرنامج الترفيهي زيارة أهم المواقع والمزارات الحضارية والتاريخية والسياحية والأثرية والتراثية والثقافية بالرياض، في وجود مرشد سياحي وتوافر 8 لغات رئيسية ضمن رحلات الباص. ويهدف مشروع الباص السياحي لتسويق والتعريف بأهم مواقع الجذب السياحي بمدينة الرياض للمواطنين والمقيمين والزوار، وإبراز الرياض كوجهة رئيسية للسياحة وبناء التصور الإيجابي لها كمدينة سياحية، بالإضافة إلى تسهيل مهمة السياح بالبحث عن المواقع السياحية بالمدينة، إضافة إلى ربط ماضي الرياض بحاضره من خلال زيارات المعالم والتاريخية والتراثية والتجارية والمرافق العامة التي تزخر بها المنطقة.
لوحة ماليزية تشارك الروائية والفنانة التشكيلية الماليزية «سيتي إسماعيل» في المعرض، بلوحة فنية حملت عنوان «بلاتين الأبيض»، وذلك ضمن جناح مملكة ماليزيا، كضيف شرف للمعرض لهذا العام. وتعتبر اللوحة آخر أعمالها التي ابتعدت فيها عن التصوير المباشر للشكل البشري في الوضع الطبيعي، ففضلت أن تتخذ طابع الألم والعاطفة، التي يتم ترويضها عند لقاء الله عز وجل. والتشكيلية الماليزية سيتي إسماعيل من مواليد العام 1949، حازت على جائزة (ماليزيا وجنوب شرق آسيا) في الكتابة والشعر والفنون التشكيلية، وبدأت تعليمها العالي في إندونيسيا، فحصلت على درجة البكالوريوس في الفنون التشكيلية، وآخر في الآداب، ونالت بعدها درجة الدكتوراه في الفلسفة، كما برزت في مجال كتابة الروايات، والقصص القصيرة، والشعر، والكتابة الإبداعية، والمجلات المؤلفات والبحوث الأكاديمية، والمقالات النقدية، والتحليل. وتأتي مشاركة الوفد الماليزي في معرض الرياض الدولي للكتاب 2017 تأكيدا لأهمية التعاون والمشاركة والتبادل الثقافي بين البلدين، حيث تشمل المشاركة في الفعاليات والأنشطة الثقافية.