شهد معرض الرياض الدولي للكتاب منذ ظهر الأربعاء مروراً بيوم أمس (الخميس) توافد عدد كبير من الزوار سواء من مدينة الرياض أم المدن الأخرى، وخصوصاً أن انطلاقة المعرض تزامنت مع بداية نهاية الأسبوع، وعلى رغم أن الساعات الأولى في كل يوم من أيام المعرض مخصصة لطلاب المدارس إلا أن الأمر لم يخل من مهتمين بالكتاب ويبتكرون طريقاً ويتحايلون على الحراس من أجل أن يدخلوا المعرض ويظفروا بما يريدون من كتب قبل ازدحام المكان. وبدا الناشرون متفائلون بإقبال كبير على كتبهم، منوهين بالخطوة التي أتاحت للمرة الأولى في تاريخ المعرض البيع منذ ظهر الأربعاء وليس انطلاقاً من يوم أمس. وعد ناشرون تلك الخطوة مهمة في توطيد العلاقة بين الكتاب والزوار، مشددين على أهمية كونهم ليسوا مجرد باعة كتب إنما أيضاً مثقفين وصناع كتاب يدرسون توجهات القراء ويتفهمون رغباتهم وحاجاتهم من الكتب وأقنية المعرفة، ثم يعملون على تلبيتها بأسعار منصفة للجميع. واعتبر هؤلاء الناشرين في حديث إلى «الحياة» أن الحركة الشرائية جيد جداً، ويتوقعون تصاعدها خلال أيام المعرض، موضحين أن معرض الرياض الدولي للكتاب هو أكبر وأهم معارض الكتب الدولية، وأن لا غنى عن المشاركة فيه، متوقعين تعويض خسائرهم طوال العام من خلال المشاركة فيه. إلى ذلك يشارك الجناح الماليزي ضيف شرف هذا العام ب19 دار نشر، تعرض حوالى 500 عنوان ضمنها ما يمكن عده ابتكاراً ماليزياً يعرض للمرة الأولى وهو الكتب المضادة للماء، إضافة إلى برامج تتضمن ألواناً فولكلورية، ومعرضاً فنياً تشكيلياً يشارك فيه أربعة فنانين. ويعج الجناح الماليزي بالزوار من الجنسين وفي مختلف الأعمار، الذين قدموا للتعرف على جوانب من الثقافة الماليزية، ملتقطين الصور التذكارية بجوار بعض المعالم أو المعروضات. وضمن المشاركين في فعاليات ضيف الشرف، الروائية والفنانة التشكيلية الماليزية سيتي إسماعيل بلوحة فنية حملت عنوان «بلاتين الأبيض»، التي تعتبر آخر أعمالها التي ابتعدت فيها عن التصوير المباشر للشكل البشري، إذ فضلت، كما تقول، أن تتخذ طابع الألم والعاطفة، التي يتم ترويضها عند لقاء الله عز وجل. والتشكيلية الماليزية سيتي إسماعيل من مواليد 1949، حازت على جائزة (ماليزيا وجنوب شرقي آسيا) في الكتابة والشعر والفنون التشكيلية، وبدأت تعليمها العالي في إندونيسيا، فحصلت على درجة البكالوريوس في الفنون التشكيلية، وأخرى في الآداب، ونالت بعدها درجة الدكتوراه في الفلسفة، كما برزت في مجال كتابة الروايات، والقصص القصيرة، والشعر، والكتابة الإبداعية، والمجلات والمؤلفات والبحوث الأكاديمية، والمقالات النقدية، والتحليل، مشيرة إلى أن مشاركة الوفد الماليزي في معرض الرياض تأتي تأكيداً على أهمية التعاون والمشاركة والتبادل الثقافي بين البلدين، إذ تشمل المشاركة في الفعاليات والأنشطة الثقافية. من ناحية، قدم معرض الرياض للكتاب عدداً من التسهيلات، منها المتجر الإلكتروني، المعتمد من طريق موقع «بوكس.كوم» التابع للشركة الوطنية للتوزيع، والذي يوفر جميع الكتب المعروضة في المعرض بالأسعار ذاتها، وتوصيلها إلى جميع مناطق المملكة والعالم على حدٍ سواء، برسوم شحن رمزية. وعدّ الرئيس التنفيذي للشركة الوطنية للتوزيع حمد البكر المتجر الإلكتروني «معرضاً افتراضياً متكامل الأركان»، لافتاً في الصدد ذات إلى إمكان الحصول على توقيع المؤلفين للزوار في شتى دول العالم، في خدمة تعدّ الأولى من نوعها في معارض الكتاب على مستوى العالم، موضحاً أن التطور التقني الذي تخطوه إدارة معرض الرياض الدولي للكتاب 2017 يأتي متواكباً مع رؤية المملكة 2030؛ إذ تعدّ التقنية أحد أبرز مواردها الاقتصادية. ووفقاً للبكر، يحوي المتجر نحو مليون عنوان من شتى الفنون والأذواق التي تستهوي القُراء، مع التركيز على كتب الأطفال والكتب منخفضة القيمة، ومجموعات لكتب قصصية وحصرية في الوطن العربي. وكان المتجر الإلكتروني أطلق في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، وعلى رغم عمره القصير إلا أنه حصل على مكانة مميزة في عالم التجارة الإلكترونية، وتوجته هذه المكانة ليصبح متجراً معتمداً لمعرض الرياض الدولي للكتاب. ومن الأفكار التي يشهد معرض الرياض وانطلاقاً من أهمية دور الشباب وتأهيلهم وإعداد جيل جديد من القيادات والنخب، انطلقت المبادرات الشبابية منذ اليوم الأول تحقيقاً لتطلعات رؤية المملكة 2030، التي تهدف إلى بناء قيادات شابة، وتعزيز قيم المواطنة، ورفع المستوى المعرفي والثقافي لدى الشباب. وتسلط المبادرات الضوء على فعاليات شبابية تستهدف رفع المستوى الثقافي، وإثراء المحتوى العربي عبر المنصات الإلكترونية، ومن أبرز هذه المبادرات الشبابية منصة «كتبجي»، وهي منصة إلكترونية عربية، محور فكرتها هو العلاج بالقراءة، وإثراء المحتوى العربي عبر التجارب والبحوث والمشاركات المفتوحة، وتجمع كل الأدوات والتقنيات والأفكار التي تنمي شغف الشباب في القراءة. وعلى اعتبار أن «من يمرض بكلمة يشفى بكلمة»، استلهمت المنصة فكرتها من «معالجة العيوب الشخصية ورفع مستوى وعي الأشخاص بأنفسهم عبر القراءة، باعتبارها وسيلة تقلل من التوتر، وتوفر مساحة للقارئ بأن يجد ذاته ويتواصل مع عالمه الداخلي، ففي مقابل كل مشكلة هناك كتاب يساعد في تجاوزها»، إذ تعد هذه الفكرة هي الأولى من نوعها في العالم العربي. ومن الخدمات التي تقدمها لجنة الإعلام والمعلومات في المعرض، نصائح للزوار حول العثور على الإصدارات والكتب التي يبحثون عنها بكل يسر وسهولة، ووحدت اللجنة ثلاث خطواتٍ للعثور على الكتاب، وهي: أولاً: الموقع الإلكتروني، إذ يسهم دليل المعرض الإلكتروني الذي أطلقته وزارة الثقافة والإعلام مع انطلاقة معرض الكتاب في التعرف على دور النشر المشاركة والكتب التي تعرضها، وكذلك أسماء المؤلفين، كما يمكن الاستعانة بآلات الاستعلامات الموجودة داخل أروقة المعرض. ثانياً: حدد قائمة اختياراتك: بعد انتهاء الاطلاع على دليل المعرض، حدد قائمة الكتب التي تنوي شراءها، وحدد أماكنها. ثالثاً: خريطة المعرض: تشكل خريطة المعرض التي جهزتها وطبعتها وزارة الثقافة والإعلام عاملاً حيوياً ومساعداً في تحرك الزائر صوب وجهته، إذ تساعده في معرفة موقع كل جناح وكيفية الوصول إليه، وكذلك مواقع جميع دور النشر، ومن شأن هذه الخطوات أن تقلل الجهود التي يبذلها الزائر في البحث عن الكتب التي ينوي شراءها، وتقليل ساعات من البحث بين آلاف العناوين.