أفردت الصحف البريطانية، أمس، مساحات واسعة للحديث عن الأزمات المتعددة التي تتعرض لها إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، منذ وصوله إلى البيت الأبيض، مذكرة بالأزمة التي أطلق عليها «روسيا جيت»، وراح ضحيتها مستشار الأمن القومي السابق، مايكب فلين، الذي اضطر إلى تقديم استقالته، بعد أقل من أسبوعين على تسلمه مهام عمله، بعد انكشاف أمر اتصالاته بالسفير الروسي في موسكو، وما ترتب على ذلك من ضغوط مشددة، دفعته في الآخر إلى الإقرار بالخطأ، وتقديم الاستقالة. وأشارت عدد من الصحف البريطانية إلى أنه لم تكد الأزمة السابقة تنجلي، بعد تعيين مستشار جديد للأمن القومي، هو الجنرال إتش ماكماستر، حتى برزت أزمة جديدة، كان بطلها هذه المرة وزير العدل، جيف سيشنز، الذي يواجه اتهامات بالكذب بشأن اتصالات مع السفير الروسي في واشنطن، وهو ما يمثل مخالفة شبيهة بالتي ارتكبها فلين، مما دفع قادة الحزب الديمقراطي إلى انتهاز الفرصة، ومطالبة سيشنز بالاستقالة، «من أجل الصالح العام للبلاد». عقبات متكررة قالت صحيفة فايننشال تايمز، إن أزمة سيشنز وغيرها من العقبات التي تتعرض لها إدارة ترمب، تقوض من قدرته على الإمساك بزمام الأمر. ورجحت الصحيفة عدم إمكان خروج ترمب من تحت الظل الروسي، وأنه رغم ثبوت مخالفة سيشنز، فإن احتمالات استجابته لمطالب الديمقراطيين بالاستقالة تكاد تكون منعدمة. وأضاف كاتب المقال، إدوارد لوس، أنه تبين أن سيشنز كان قد التقى السفير الروسي، سيرجي كيسلياك، مرتين قبل نوفمبر، لكن إثبات أنه كذب عمدا بعدم مقابلته أمر بالغ الصعوبة ومن شبه المؤكد أنه لن يحدث. ورأى الكاتب أن هذا السيناريو سيجعل واشنطن محاطة بتحقيقات متعددة في ارتباطات حملة ترمب بروسيا، وحتى إذا نأى سيشنز بنفسه عن الإشراف على مكتب التحقيقات الفيدرالية، فإن تبرئة المكتب له ستكون محاطة بالشكوك بتهمة التحيز. استمرار القلق أكدت صحيفة إندبندنت في افتتاحيتها، ضرورة أن يهتم مجتمع الاستخبارات الأميركية بمختلف هيئاته بالوصول إلى تحديد مشكلة ترمب مع روسيا، وإجراء تحقيقات كاملة بصورة نزيهة وعلنية. وقالت الصحيفة إن روسيا تظل القضية التي لها أكبر قدرة على تقويض الإحساس بالهدوء الذي وجده الرئيس مؤخرا، وسيسعى الديمقراطيون لمعارضته في أي عدد من مسائل السياسة. أما فيما يتعلق باحتمال وجود صلات بين فريق حملة ترمب والمسؤولين الروس الفترة السابقة للانتخابات، فالخطر المتربص بالرئيس هو أن كل الجمهوريين لن يقفوا في صفه، لأن ولاءهم الأوسع للحزب القديم. وسيكون أمامهم خيار واحد هو الانحياز للحزب على حساب الرئيس، وختمت الصحيفة بالقول إن علاقات مسؤولي الإدارة مع روسيا، قبيل تنصيب ترمب رسميا، سيكون ملفا مقلقا للإدارة الجديدة في مقبل الأيام.