فيما تشهد مفاوضات جنيف بشأن الأزمة السورية تطورات عدة أبرزها قبول النظام السوري مناقشة مرحلة الانتقال السياسي، وثقت مجموعة «العمل من أجل فلسطينيي سورية» مقتل 459 لاجئا فلسطينيا داخل البلاد، جراء التعذيب داخل السجون التابعة للنظام السوري. وأوضحت المجموعة أن النظام قتل 459 فلسطينيا وفلسطينية تحت التعذيب، وذلك بعد اعتقالهم تعسفا لفترات متفاوتة، مشيرة إلى أن العدد قد يتجاوز المرصود باعتبار الاختفاءات القسرية للاجئين الفلسطينيين. وتشير إحصاءات المجموعة إلى وجود 1169 فلسطينيا داخل سورية لا يزالون قيد الاختفاء، متهمة سجون الأمن والمخابرات السورية بالتجاوزات والعمل على إخفاء مصيرهم، وداعية المجتمع الدولي إلى التحرك وإنقاذ من تبقى من المختفين. وبحسب تقارير الأممالمتحدة، لا يزال يعيش نحو 450 ألف لاجئ فلسطيني من أصل 550 ألفا في سورية، على الرغم من الحرب الأهلية التي تشهدها البلاد، مشيرة إلى أن 95% منهم يحتاجون لمساعدات طبية عاجلة. استمرار القصف أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان استمرار غارات النظام السوري أمس على مناطق تابعة للمعارضة المسلحة في حي القابون ودوما والغوطة الشرقية وريف دمشق. وأشار المرصد إلى أن النظام يسعى لفرض التسويات العاجلة، سواء كانت عسكرية أو عبر تسوية الأوضاع، ليكرر بذلك ما جرى في مناطق قدسيا، والهامة، ووادي بردى، وسرغايا، والتل، وريف دمشق الغربي، والغوطة الغربية، تزامنا مع مفاوضات جنيف المستمرة حاليا، لافتا إلى أن حي القابون استقبل أكثر من ثمانية صواريخ منذ صباح يوم أمس يعتقد أنها من نوع أرض - أرض، فيما لا تزال معلومات الضحايا غير معلومة. انتقال السلطة أكد رئيس وفد الهيئة العليا للمفاوضات نصر الحريري أن المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا، أبلغهم بأن النظام وافق على تناول القضايا المطروحة في القرار الدولي رقم «2254» الذي ينص على تحقيق الانتقال السياسي. ووفق مصادر مطلعة داخل المعارضة، فإن مفاوضي النظام تعرضوا لضغوط من الحلفاء الروس، للقبول والتطرق إلى مسألة الانتقال السياسي، في وقت يصر فيه وفد المعارضة على عدم وجود مكان للأسد في المرحلة الانتقالية. ولا تزال جولة جنيف تجري ضمن قرار مجلس الأمن الدولي الذي ينص على ضرورة إجراء عملية انتقال سياسي تتضمن صياغة دستور جديد لسورية، وإجراء انتخابات جديدة تحت إشراف الأممالمتحدة، ونظام حكم يتسم بالعدل ويخضع للمساءلة. تمويل الإرهاب نشرت صحيفة «لوموند» الفرنسية أمس، بيان اعتراف لشركة أسمنت سويسرية فرنسية تدعى «لافارج هولسيم»، كشفت فيه عن وجود تمويل مباشر لمصانع تملكها داخل سورية، لصالح جماعات متطرفة أبزرها تنظيم داعش المتشدد. وبحسب الصحيفة، فإن الشركة المذكورة قامت بتقديم أموال لصالح أطراف ثالثة من أجل عمل ترتيبات مع الحركات المسلحة، وذلك هربا من الملاحقات القانونية والسياسية التي يمكن أن تطالها. ورفضت الشركة اتهامات سابقة بتمويل عمليات المتطرفين في سورية بين عامي 2013 و2014، إلا أن التحقيقات الأخيرة أكدت تورط هذه الشركة في عمليات دعم لوجستي ومادي لبعض العناصر المرتبطة بتنظيم داعش. ويأتي ذلك في وقت أعلن فيه جيش النظام السوري أمس إحكام سيطرته على مدينة تدمر الأثرية، بدعم من الطيران الحربي الروسي، بعد إخلاء عناصر داعش القسم الأكبر من المدينة خلال الأيام الماضية.