قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو اليوم (الأحد) إن مفاوضات السلام السورية التي تقودها الأممالمتحدة في جنيف هي «الإطار الوحيد لبحث الحل السياسي وانتقال السلطة»، وأن «آستانة لم تكن أبداً بديلاً لها». وتابع أن المحادثات «كانت إجراءً معقولاً لبناء الثقة والحفاظ على وقف إطلاق النار، خطوة جيدة للإمام، لكن الآن نحن في حاجة إلى استئناف محادثات جنيف التي تمثل الركيزة الأساسية للحل السياسي وانتقال السلطة». وأكد مبعوث الأممالمتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا أن محادثات آستانة هي «فقط لوقف الاعتداءات، ومفاوضات جنيف التي من المقرر استئنافها في 23 الشهر الجاري، يجب أن تبحث ما إذا كانت هناك فرصة لإجراء محادثات سياسية». وتساءل دي ميستورا عن مدى التزام إدارة الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب البحث عن تسوية سياسية للنزاع في سورية قائلاً: «أين هي الولاياتالمتحدة من كل ذلك؟ لا يمكنني أن أجيبكم، لأنني لا أعرف»، مشيراً إلى أن الإدارة الجديدة لا تزال تعمل على وضع أولوياتها في هذا الصدد، وأن «على أميركا (التي تقود تحالفاً دولياً لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية) فهم أن هزيمة التنظيم تتطلب حلاً سياسياً شاملاً ومعقولاً في سورية». وفي شأن نجاح المحادثات قال المبعوث الدولي: «لا يمكنني أن أقول لكم إن كانت ستنجح، ولكن علينا أن نعمل على أن تكون هناك قوة دفع حتى إذا لم يكن من الممكن أن يصمد وقف إطلاق النار طويلاً إن لم يكن هناك حل سياسي». ونقلت «رويترز» عن قيادي في المعارضة السورية لم تذكر اسمه قوله: «سنتوجه إلى محادثات جنيف ونحن ملتزمون تماماً حلاً يمهد الطريق أمام انتقال للسلطة». ميدانياً، تواصل قوات النظام السوري لليوم الثاني على التوالي تصعيدها للقصف على أطراف العاصمة دمشق، والذي أدى إلى مقتل 16 شخصاً وإصابة العشرات، في هجوم هو الأكبر منذ عامين على حي القابون إلى الشمال الشرقي للمدينة. واستهدفت القوات النظامية منذ الصباح بأكثر من عشرة صواريخ يعتقد أنها من نوع أرض - أرض، مناطق في حي القابون الدمشقي وأطرافه والمزارع المحيطة به، تزامناً مع القصف بقذائف مدفعية وقذائف «الهاون»، وفق ما ذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان». وأضاف «المرصد» أن هذا التصعيد رافقه توتر في المناطق الخارجة عن سيطرة قوات النظام، على خلفية قيام الأخير باستقدام تعزيزات عسكرية ونشرها على الحواجز المحيطة بمنطقة برزة وحواجز منتشرة عند الأطراف الشرقية للعاصمة، حيث يسود تخوف لدى المواطنين، من بدء قوات النظام عملية عسكرية، تهدف إلى إنهاء تواجد مقاتلي الفصائل في أطراف العاصمة ومحيطها، وتتجه نحو الغوطة الشرقية من محور شرق العاصمة، وذلك بعد سلسلة «المصالحات» والتهجير الذي قامت به قوات النظام في داريا ومعضمية الشام وخان الشيح ووادي بردى وقدسيا والهامة والتل ومناطق أخرى في ريف دمشق الغربي، في محاولة لتأمين محيط العاصمة دمشق.