استعاد الإندونيسيون، أمس، ذكرى مؤسس دولتهم الحديثة، وأحد صُنَّاع الاستقلال، أحمد سوكارنو، وشبهوه بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، مشيرين إلى القواسم المشتركة التي تجمع بين الزعيمين، وفي مقدمتها العطاء المتواصل، وحرصهما على رفاه شعبيهما. ويتمتع الملك سلمان بن عبدالعزيز، بشعبية جارفة في إندونيسيا، كشفتها مشاعر الحب الكبير، والتي طوقته منذ وصوله إلى مطار جاكرتا، إذ اصطف مئات الآلاف من الطلاب، وسائر قطاعات الشعب لتحيته، وهي تلوح بأعلام البلدين. وتعود شعبية خادم الحرمين إلى عطائه المستمر لخدمة الإسلام، ومساعيه المتصلة لوحدة الشعوب الإسلامية. وطنية مبكرة الرئيس سوكارنو «1901 – 1970» هو أول رئيسا لإندونيسيا بعد استقلالها، ونال شهرة واسعة بسبب نضاله من أجل الاستقلال، اعتقل في سجن الاستعمار الهولندي أكثر من مرة، ليخرج في النهاية منتصرا بتوليه منصب رئاسة إندونيسيا. ولد في جزيرة جاوا عام 1901، وتلقى تعليمه العالي في معهد باندونج للتكنولوجيا، وتخصص في الهندسة المدنية، وبدأت اهتماماته السياسية منذ سنواته الأولى في ذلك المعهد، فاعتبر أحد زعماء الطلبة البارزين المنادين بالاستقلال، وكان عضوا في الحزب الوطني الإندونيسي الذي أسهم في تأسيسه، بالتعاون مع زملائه من أعضاء رابطة الطلاب الإندونيسيين في هولندا، ليصبح بعد ذلك زعيما له. إنجاز الاستقلال في عام 1928 اعتقلته السلطات الهولندية للمرة الأولى، وفي عام 1933 ألقي القبض عليه من جديد، ونفي إلى جزيرة فلورز، ثم إلى جزيرة سومطرة حتى عام 1942، إذ أطلقت قوات الاحتلال الياباني سراحه. بعد هزيمة اليابانيين في الحرب العالمية الثانية أعلن الثوار الإندونيسيون استقلال دولتهم، وانتخبوا سوكارنو رئيسا، وظل يشغل هذا المنصب خلال الفترة من 1945 حتى 1968. من أشهر الأعمال السياسية التي قام بها سوكارنو في السنوات الأولى لحكمه الدعوة إلى مؤتمر باندونج الذي عُقد خلال الفترة من 18 إلى 24 أبريل 1955، وحضره قادة ورؤساء 29 دولة من قارتي آسيا وإفريقيا، وكان من نتائج المؤتمر ظهور المجموعة الآفروآسيوية في الأممالمتحدة، ثم كتلة عدم الانحياز بعد ذلك.