عشية انطلاق جولة جديدة من مفاوضات جنيف4 التي تواجه معوقات عدة، مما يحد من إمكانية تحقيق اختراق لإنهاء النزاع المستمر منذ ست سنوات، تحدث رئيس الدائرة الإعلامية في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، أحمد رمضان، عن أهم هذه المعوقات التي تتمثل في فشل تثبيت وقف إطلاق النار المعمول به منذ ديسمبر الماضي، وعدم وضوح موقف واشنطن من العملية السياسية، مشيرا إلى فشل روسيا ومحادثات أستانة التي أقيمت برعاية روسيا وإيران وتركيا في تطبيق الإجراءات التمهيدية التي تشمل وقف الأعمال العدائية والعسكرية، وإطلاق سراح المعتقلين، ودخول المساعدات إلى المناطق المحاصرة، لافتا إلى أن الدول الضامنة لم تنجح في تحقيق تقدم في أي من هذه الملفات، مما سينعكس سلبا على مسار مفاوضات جنيف. وتحدث رمضان عن عدم وجود توافق أميركي - روسي حول استئناف العملية السياسية، فضلا عن عدم وضوح مواقف إدارة الرئيس ترمب بشأن سورية والشرق الأوسط، مشيرا إلى أن ذلك يجعل الموقف الدولي ضبابيا بعض الشيء فيما يتعلق بحماسة الأطراف الإقليمية للدفع باتجاه إنجاز حل سياسي عادل في سورية. من جانبه، أكد يحيى العريضي، أحد أعضاء فريق الاستشاريين المرافق لوفد المعارضة، على أولوية وقف إطلاق النار خلال المفاوضات، مضيفا أنه لا يمكن إنجاز أي شيء من الأمور المطروحة على المسار السياسي، بدون إنهاء وقف إطلاق النار. وقال العريضي إن النظام «أخذ على عاتقه منذ البداية أن يحكم سورية أو يدمرها، وهذا المبدأ يعرقل بشكل أساسي أي فرصة أو إمكانية لحل سياسي». آمال محدودة أشارت مصادر إلى أن جولة المفاوضات الحالية ستركز على عملية الانتقال السياسي في سورية، بما فيها وضع دستور وإجراء انتخابات، لافتة إلى أن عملية الانتقال السياسي شكلت نقطة خلافية بين النظام والمعارضة خلال جولات التفاوض الماضية، إذ تطالب المعارضة بتشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات، تضم ممثلي النظام والمعارضة، مشترطة رحيل الأسد، في حين يرى النظام أن مستقبل الأسد ليس موضع نقاش وتقرره فقط صناديق الاقتراع. وفيما وصل وفد النظام جنيف أمس، قالت المصادر إن وفد المعارضة الأساسي سيضم ممثلين عن الفصائل السياسية والعسكرية، يرافقه فريق من المستشارين والتقنيين. ويترأس الوفد المؤلف من 22 عضوا القيادي في الائتلاف، نصر الحريري، وتم تعيين المحامي محمد صبرا كبيرا للمفاوضين. تحذيرات روسية فيما تواصل قوات نظام دمشق انتهاكاتها توصيات أستانة بوقف إطلاق النار، حذرت موسكو مما أسمته «أي محاولات للخداع في سياق المفاوضات السورية في جنيف»، مشيرة إلى أن ذلك سيؤثر سلبا على العملية السياسة. وأكدت مصادر روسية أن هناك توجهات لاعتماد صيغة أستانة كبديل لجنيف في حال لم تحقق روسيا أهدافها السياسية، سواء بتثبيت مواقع بشار الأسد أو بفرض الدستور الذي أعدته لسورية. وقالت المتحدثة باسم خارجية موسكو «أي محاولات للخداع في مجال ما بهدف تحقيق مصالح ممن لا يروق لهم السلام في سورية ووحدتها، ستؤثر سلبا على العملية السياسية فيما يخص استقرارها ونتائجها».