رغم الاعتراضات الواسعة التي أبدتها المعارضة السورية، على تصريح المبعوث الدولي إلى سورية، ستيفان دي مستورا، باحتمال اضطراره إلى تشكيل وفد المعارضة إلى مفاوضات جنيف، إذا أخفقت الأخيرة في ذلك، إلا أن الأمين العام للأمم المتحدة أعلن تأييده للمبعوث الدولي، مشيرا إلى أن هذا قد يكون الحل الوحيد لتجاوز خلافات الفصائل السورية. وأعلن منسق الهيئة العليا للمفاوضات، رياض حجاب، رفض الهيئة لتصريحات دي مستورا، مشيرا إلى أن الأخير مخول فقط بتحديد أجندة المفاوضات، وأن تسمية الوفد المعارض ليس من اختصاصاته، مؤكدا عدم القبول بمفاوضات جنيف، ما لم تضمن انتقال السلطة لهيئة انتقالية. ووصف تصريحات المبعوث الدولي بأنها "غير مقبولة"، متسائلا ما إذا كان الأخير يستطيع التدخل في تشكيل وفد النظام. كما أصدر وفد المعارضة المشارك في مفاوضات أستانة بيانا، أكد فيه أن الحل السياسي لا يمكن أن يتحرك خطوة للأمام، ما لم تلتزم روسيا والنظام السوري والميليشيات بتثبيت وقف شامل لإطلاق النار ووضع آليات دقيقة لمراقبته. وأشار البيان إلى أن فصائل المعارضة التزمت بالاتفاق، وتلقت وعودا من روسيا بالضغط على النظام وميليشياته، إلا أن ذلك لم يتحقق. التناقضات الروسية فيما قررت الأممالمتحدة، تأجيل مفاوضات جنيف التي كانت مقررة الأربعاء المقبل إلى 20 فبراير، لإعطاء قوى المعارضة المزيد من الوقت للاستعداد، يشير مراقبون إلى ارتباك روسي ظهر في الفترة الأخيرة، فقد سعت موسكو إلى تحقيق انفراجة في مشاورات أستانة، وفشلت في ذلك، إضافة إلى طرحها مسودة دستور مصاغة بواسطة خبراء روس، وهو ما لاقى انتقادات واسعة، محليا ودوليا. ورغم محاولاتها الاستفادة من فترة انشغال الولاياتالمتحدة بانتقال السلطة للإدارة الجديدة، وفرض حلول عاجلة وسريعة، إلا أن إعلان الرئيس ترمب عزمه إقامة مناطق آمنة في سورية بعثر الجهود الروسية، وتباين موقف موسكو من تلك الخطوة بين رفضها في البدء، ثم الموافقة عليها بشروط، قبل أن تعود لاحقا وتنتقد الخطوة، وتعلن تفعيلها آلية مراقبة وقف إطلاق النار، وهو ما ينفي الحاجة إلى إقامة مناطق آمنة. تقاعس الالتزام أكد خبراء عسكريون أن إقامة منطقة آمنة سيساعد على حماية المدنيين من القصف الجوي الذي طال القرى والبنى التحتية في البلاد، كما ستفرض على النظام وروسيا الالتزام بوقف إطلاق النار، لافتين إلى أن روسيا ستضطر إلى الضغط على النظام وميليشياته من أجل الالتزام بوقف إطلاق النار حتى دخول مفاوضات جنيف حيز التنفيذ، وما يمكن أن تترتب عليه مستقبلا. وتبقى مشكلة مراقبة وقف إطلاق النار مغيبة بشكل كامل، حيث أشار لافروف أول امس إلى أن نظام وقف إطلاق النار ما زل صامدا، وأن الآلية التي أنشأتها كل من تركياوإيرانوروسيا خلال مفاوضات أستانة بشان مراقبة وقف إطلاق النار بدأت مهامها، دون تحديد وقت زمني واضح لهذه الآلية وفي أي المناطق يمكن تطبيقها.
غموض الموقف الروسي - الارتباك حول المناطق الآمنة - التظاهر باستمرار الهدنة - عدم الضغط على النظام - السماح بوجود ميليشيات إيران - طرح مسودة دستور مرفوضة - فشل توحيد المعارضة