شبه الدكتور منصور الحازمي في وصف لطيف عبدالله الشهيل، بأبي حيان التوحيدي في تفتيق القول والمقابسات والوفاء، حيث قال «لعلك ياعبدالله خير المتحدثين عن الصداقة والصديق، وتذكرت أبا حيان التوحيدي، الذي لا تشبهه في التشاؤم، ولكنك تشبهه في تفتيق القول والمقابسات، والوفاء عملة نادرة لا تزال تحتفظ بها رغم تذبذب سعرها في أسواق البيع والشراء»، جاء ذلك في ندوة «المؤرخ والكاتب عبدالله الشهيل» التي نظمها أدبي الرياض أول أمس بحضور عدد كبير من المثقفين والأدباء، وشارك فيها إضافة إلى الدكتور الحازمي كل من الدكتور محمد الربيّع ومحمد القشعمي وأدارها محمد العميري. تكوين ثقافي مؤثر تحدث الدكتور محمد الربيّع بورقته وعنوانها «خواطر في ليلة التكريم»، وقال: إن معرفتي بأخي العزيز الأستاذ عبدالله الشهيل من خلال قراءاته لما يصدر من كتب ومقالات وما يقدم من برامج وما يشارك به في المنتديات وما يمثله مسؤولا عن الشأن الثقافي في المملكة، وذكر الربيّع أن العلاقة ترسخت عندما عين رئيساً لمجلس إدارة النادي الأدبي بالرياض، عام1422ه، ووجد الشهيل نائباً للرئيس، وهنا دخلت علاقة جديدة قائمة على التعاون والتشاور في إدارة النادي وتنفيذ برامجه، وركز الربيع على مسارين في حياته وإبداعه، وهما تكوينه الثقافي والعوامل المؤثرة في ثقافته، والثاني توجهاته الفكرية من خلال إنتاجه العلمي والثقافي المتمثل في كتبه ومقالاته، ووقف الربيّع عند مكونات ثقافة الشهيل ومصادر المعرفة، حيث كان يتنقل في حدائق المعرفة من فنون الأدب إلى تحليلات التاريخ ورصد حركيته، وسبر أسرار الأحداث العربية والعالمية، متناولا إصدارات الشهيل في مجال التاريخ، إذ أصدر كتابين وهما: فترة تأسيس الدولة السعودية المعاصرة 1407ه، والتطور التاريخي للدولة السعودية في دورها الأول، الذي صدر عام 1423ه، مبينا أن الشهيل بوصفه كاتباً عروبياً وصاحب مواقف واضحة من أحداث العالم العربي والصراع العربي الإسرائيلي، أصدر كتابا مهما بعنوان (إسرائيل وتحديثات المستقبل) عام 1423ه.. ذكريات العمر ذكر محمد القشعمي أن معرفته بالشهيل تعود إلى قبل أكثر من ثلاثة عقود منذ تولى إدارة الأندية الأدبية بالرئاسة العامة لرعاية الشباب، وسافر معه مرتين الأولى منذ 30 عاماً إلى جامعة الإمارات العربية بمدينة العين لحضور ندوة عن الهوية الوطنية، بتنظيم من مكتب التربية العربي لدول الخليج، وقال أعتقد أنني أعرف الشهيل عن قرب لكوني كنت أعمل في إدارة الشؤون الثقافية وهو مدير الأندية الأدبية بالرئاسة، وأضاف: من يرى الشهيل لأول مرة يعتقد أنه متعال ومتكبر، ولكنه على العكس من ذلك فهو بسيط وسهل، لكنه معتد برأيه لا يتنازل عنه بسهولة، وإن أحتد النقاش يشير بيده بمعنى الاستهانة بما يسمع. وذكر بأنه كان من المحظوظين عندما حصل على نسخة من كتابه فور صدوره قبل شهر (محطات عمر)، واستمتع بسرد الشهيل لمحطات حياته وتنقله مع والده وبقية أفراد الأسرة، حيث يعمل من مكة إلى الطائف فحائل فالمنطقة المحايدة بين العراق والمملكة، واستعراضه لبدايات تكون مراكز الحدود، والمحطات المحدثة لضخ البترول فيما يسمى خط «التابلاين» شمال المملكة.