«لعلك يا عبدالله خير المتحدثين عن الصداقة والصديق، وتذكرت أبا حيان التوحيدي الذي لا تشبهه في التشاؤم، ولكنك تشبهه في تفتيق القول والمقابسات، والوفاء عملة نادرة لا تزال تحتفظ بها على رغم تذبذب سعرها في أسواق البيع والشراء، وما عليك إن أنت انحزت إلى ما تراه صائباً، وإن تجمهر بعض الناس ضده ففي آخر الأمر لا يصح إلا الصحيح»، ذلك ما قاله الدكتور منصور الحازمي عن صديقه ورفيق دربه الأديب عبدالله الشهيل، في ندوة نظمها نادي الرياض الأدبي مساء أول من أمس، وشارك فيها أيضاً الدكتور محمد الربيع والباحث والأديب محمد القشعمي. وأضاف الحازمي قائلاً: «...وأراك شغلتك الرئاسة عن الدراسة، وفي جعبتك الكثير الذي يمكن أن يرفد ما قدمته سابقاً، وأخصه الصور الأندلسية وفترة تأسيس المملكة، وربما فكرت في التفرغ تماماً للبحث عن الدكتوراه، ولكن أين الدكتوراه وقد كبرت بعلمك وفضلك على كل الألقاب»؟! متطرقاً إلى كتاب الشهيل «محطات العمر»، مشيراً إلى أنه يحوي مسيرة حياته في أكثر من سبعين عاماً. وفي ختام حديثه قال الحازمي: «ماذا أستطيع أن أقول إذاً عن هذه الشخصية الكبيرة، التي تحدثت عن نفسها وتحدث عنها كثيرون، وقد جمعتني بعبدالله الشهيل مناسبات كثيرة ومؤتمرات داخل الوطن وخارجه، وكان نعم الرجل المثقف المحب لوطنه وأمته، أتمنى له ولنا نحن الرواد الصحة والعافية وحسن الختام». في حين قدم الدكتور الربيع ورقة عنوانها: «خواطر في ليلة التكريم»، ذكر فيها أنه عرف الشهيل من خلال قراءاته ما يصدر من كتب ومقالات وما يقدم من برامج، وما يشارك به في المنتديات، وما يمثله مسؤولاً عن الشأن الثقافي في المملكة، لافتاً إلى أن العلاقة ترسخت عندما عين رئيساً لمجلس إدارة النادي الأدبي بالرياض عام1422، ووجد الشهيل نائباً للرئيس، وهنا دخلت علاقتهما بأحدهما الآخر مرحلة جديدة قائمة على التعاون والتشاور في إدارة النادي وتنفيذ برامجه. وركز الربيع على تكوين الشهيل الثقافي والعوامل المؤثرة في ثقافته، وأيضاً توجهاته الفكرية، من خلال نتاجه العلمي والثقافي المتمثل بكتبه ومقالاته. وتوقف الربيّع عند مكونات ثقافة الشهيل ومصادر المعرفة، «حيث كان يتنقل في حدائق المعرفة من فنون الأدب إلى تحليلات التاريخ ورصد حركيته وسبر أسرار الأحداث العربية والعالمية». وتناول المحاضر إصدارات الشهيل في مجال التاريخ: فترة تأسيس الدولة السعودية المعاصرة 1407، والتطور التاريخي للدولة السعودية في دورها الأول، الذي صدر عام 1423، وقد بين الربيع بأن الشهيل، بوصفه كاتباً عروبياً وصاحب مواقف واضحة من أحداث العالم العربي والصراع العربي الإسرائيلي، جعله يصدر كتاباً مهماً بعنوان: «إسرائيل وتحديثات المستقبل» عام 1423. أما القشعمي فذكر أن معرفته بالشهيل تعود إلى قبل أكثر من ثلاثة عقود منذ تولي إدارة الأندية الأدبية بالرئاسة العامة لرعاية الشباب، وسافر معه مرتين؛ الأولى منذ 30 عاماً إلى جامعة الإمارات العربية في مدينة العين، لحضور ندوة عن الهوية الوطنية، بتنظيم من مكتب التربية العربي لدول الخليج، وقال: «أعتقد أنني أعرف الشهيل عن قرب، لكوني كنت أعمل في إدارة الشؤون الثقافية، وهو مدير الأندية الأدبية بالرئاسة»، مضيفاً أن من يرى الشهيل المرة الأولى «يعتقد بأنه متعالٍ ومتكبر، ولكنه بالعكس بسيط وسهل، لكنه معتد برأيه لا يتنازل عنه بسهولة، وإن احتد النقاش يشير بيده بمعنى الاستهانة بما يسمع». وقال القشعمي إنه كان من المحظوظين عندما حصل على نسخة من كتاب «محطات العمر» فور صدوره قبل شهر، واستمتع بسرد الشهيل لمحطات حياته وتنقله مع والده وبقية أفراد الأسرة حيث يعمل، من مكة إلى الطائف فحائل فالمنطقة المحايدة بين العراق والمملكة، واستعراضه بدايات تكون مراكز الحدود والمحطات المحدثة لضخ النفط في ما يسمى «خط التابلاين» شمال المملكة. يلي ذلك تحدث المحتفى به عبدالله الشهيل، شاكراً النادي «على هذا الوفاء الجميل في هذه الندوة» وشاكراً الحضور والمشاركين في الندوة، التي شهدت في ختامها تكريم الأمير الوليد بن بدر وأخيه الأمير حسام والدكتور عبدالله الحيدري وفالح العنزي للأديب الشهيل، قبل تدشين «محطات العمر».