تسود حالة من الخوف الشديد وسط ميليشيات الحوثيين الانقلابية في مدينة الحديدة، بسبب اقتراب قوات المقاومة الشعبية والجيش الوطني، بإسناد من طائرات وقوات التحالف العربي لدعم الشرعية من المدينة، بعد اكتمال الاستعدادات اللازمة لاستعادتها من المتمردين. وقالت مصادر مطلعة إن خلافات شديدة، وصلت حد تبادل التهم والتهديد بالقتل، بين قيادات الانقلاب في المدينة، لاسيما بعد بروز أصوات تطالب بإخلاء الحديدة، والتحصن في صنعاء، لحقن دماء المقاتلين، بعد ورود معلومات بأن أعدادا كافية من مقاتلي الشرعية يزحفون لبدء المعركة، فيما يرى طرف آخر أن الهزائم في الحديدة تعني عمليا خنق الميليشيات ومحاصرة صنعاء، داعين للدفاع عنها. وأضافت المصادر أن قوات الشرعية مصممة على استعادة الحديدة، بسبب موقعها الاستراتيجي، إلى جانب وجود الميناء الرئيسي الواقع تحت سيطرة الميليشيات، التي تستفيد منه في الحصول على الأسلحة المهربة، في وقت أشارت فيه مصادر داخلية إلى أن محافظة صعدة تعيش أجواء حرب واستنفار عسكري مكثف، استعدادا لأي هجوم طارئ يربك مخططات التمرد. من جانب آخر، أبان عدد من الناشطين على شبكات التواصل الاجتماعي، وجود حالات اختطاف للشباب اليمني في محافظة ذمار، بعد انتقادهم لممارسات الميليشيات في المحافظة. وأوضح الناشطون أن العناصر المسلحة الموالية للحوثيين اختطفت أول من أمس ثلاثة شبان من أحد المقاهي، على خلفية نشاطهم الرافض للانقلاب.
المعركة الفاصلة أشار محللون إلى أن معركة الحديدة تعتبر من أهم المحطات الفاصلة في عمر الانقلاب، حيث تشير المصادر إلى وجود عمليات انسحاب كبيرة من قبل مسلحي الحوثي وتراجعهم لمحافظات أخرى ذات طبيعة جبلية، مثل البيضاء، وتعز، والضالع، وإب، ولودر وغيرها، في وقت يتعين على القوات الشرعية تكثيف ضرباتها على الجبهات الخلفية، من أجل خنق المتمردين في المحافظات الداخلية الشمالية. كما يؤكد خبراء آخرون أن الانقلابيين يخططون للضغط على القوات الشرعية من خلال استخدام ورقة تنظيم القاعدة في أبين، لعرقلة أي تقدم تجاههم، في وقت تعتبر فيه الحديدة مدينة ساحلية ذات أرض مستوية يسهل على الجيش الوطني والتحالف اقتحامها وطرد العناصر المتمردة منها، وإحكام خنق العناصر المسلحة في الميناء. كما تشير بعض المصدر العسكرية المطلعة إلى وجود انسحاب حوثي تكتيكي من الحديدة وترك الميليشيات الموالية للمخلوع علي صالح تواجه القوات الشرعية بمفردها.
القيادات المتورطة أسفرت عملية تحرير مدينة المخا الساحلية من قبل قوات الجيش الوطني وقوات التحالف العربي مؤخرا، عن مقتل قياديين بارزين في الحركة الحوثية، متهمين بتفجير دار للقرآن الكريم في منطقة الصرم بمحافظة عمران الشمالية، وذلك بعد سيطرة الميليشيات الانقلابية عليها في يوليو 2014. وأكدت مصادر ميدانية أن القياديين في الحركة، علي الزلب، ورضوان القوزعي، قد قتلا أثناء المعارك التي دارت في مدينة المخا بمحافظة تعز جنوب غرب اليمن، وذلك بعد الخسائر التي منيت بها الميليشيات في المدينة، وتراجعت إلى مدينة الحديدة التي تعتبر آخر معاقل الانقلابيين الساحلية.
معركة الحديدة 1- تحتضن ميناء رئيسيا 2- موقع استراتيجي بحري 3- سهولة تحريرها لطبيعتها المستوية 4- انسحابات مكثفة لعناصر الحوثي 5- التراجع نحو المحافظات الجبلية 6- ترك ميليشيات صالح تقاتل بمفردها