حذر تقرير صادر عن مؤسسة "كويليام" البحثية البريطانية، من خطر تجنيد تنظيم داعش المئات من الشباب والفتيان المتجهين إلى أوروبا، خاصة طالبي اللجوء إلى بريطانيا، في وقت تشدد القوات العراقية الخناق على التنظيم في آخر معقل له بالعراق. وأكد التقرير أن التنظيم يتربص بالشباب الضعفاء، من أجل تجنيدهم وإرسالهم إلى أوروبا عبر مياه البحر المتوسط، انطلاقا من دول شمال إفريقيا، خصوصا ليبيا، التي تكثر فيها شبكات التهريب والاتجار بالبشر، حسبما أكدته عدة جهات حقوقية دولية، مشيرا إلى أن عناصر متشددة تغري الشباب والصبية بمبالغ مالية، تعينهم على بلوغ الدول الأوروبية، مقابل تجنيدهم للعمل معه، وتكوين خلايا نائمة هناك. وأضاف التقرير أن المتطرفين يحاولون شراء ذمم الشباب المهاجرين إلى أوروبا، وينسقون مع المهربين المتواطئين لتمويل سفرهم، مقابل تجنيدهم وتغيير أفكارهم إلى التطرف، لافتا إلى أنه بعد وصول أولئك الشباب إلى بريطانيا، يتجهون للإقامة في مناطق بعيدة عن أنظار السلطات، من أجل تفادي إعادتهم إلى أوطانهم، قبل أن يعاودوا الاتصال بأصحاب شبكات التجنيد، ويخططوا لشن الهجمات الإرهابية. ظروف غامضة أبان التقرير أن أكثر من 340 طفلا من طالبي اللجوء إلى بريطانيا، اختفوا في الأشهر الأولى من عام 2015، وهو ضعف العدد عام 2014، مؤكدا أن أكثر الأماكن استهدافا للشباب تكون في تركيا ولبنان وليبيا، إذ يسمح تجار البشر بعبور المهاجرين القادمين من دول إفريقية فقيرة، مقابل إعلان ولائهم للتنظيمات المتشددة. وأوضح التقرير أنه رغم رفض بعض الشباب عمليات الجنيد، إلا أن عناصر تنظيم داعش يستغلون حاجتهم المادية، ويتعهدون بتوفير المال والحماية لهم، من أجل إقناعهم بالانضمام إلى التنظيم، أو تقديم خدمات مباشرة له، في وقت يعاني الفتيان والشباب ظروفا مادية قاسية، نتيجة اندلاع الحروب في بلادهم الأصلية. مبادئ خاطئة تطرق التقرير إلى أن التنظيم يشتخدم سياسة الدعاية الموجهة، من أجل اقناع الأطفال الأيتام والفتيان بالسفر وشن الهجمات الإرهابية في بلاد أوروبية، باعتبار أنه يسهل عليهم تلقينهم مبادئ خاطئة وإيهامهم بأن الغرب هو المسؤول الأول عن الحروب التي تدور في بلادهم، وفقدانهم عائلاتهم. وكانت عدة تقارير لهيئات ومنظمات دولية تحدثت عن وجود حالات متفاقمة لاختطاف الأطفال والمهاجرين المقيمين في مخيمات اللجوء، أو الذين وصلوا إلى بلاد أوروبية، إذ أعربت المنظمات عن قلقها من إمكان استخدام التنظيم لتلك الفئة في عمليات إرهابية، أو في عمليات تجارية لبيع البشر.