أعلنت برلين عدم امتلاكها أي دليل ملموس يتيح التأكد من انتحال منتمين إلى تنظيم «داعش» صفة لاجئين للدخول إلى ألمانيا ودول أوروبية أخرى، في وقتٍ أوقفت السلطات الإيطالية جزائريين وليبيين وتونسياً بتهمة تهريب المهاجرين. وأكدت برلين عدم توصلها حتى الآن إلى أي دليل يفيد بإقامة متعاطفين مع «داعش» أو أعضاء فيه في مراكز استقبال اللاجئين وطالبي اللجوء الألمانية. لكنها لم تنفِ تماماً إمكانية تدفق متشددين بين اللاجئين عبر استخدام شبكات التهريب والعبور سراً، مؤكدةً أن السلطات ستولي الأمر مراقبةً خاصة. وتأتي تصريحات السلطات الألمانية بعد يومين من اعتقالها مشتبهاً بانتمائه إلى «داعش» قرب مدينة شتوتغارت (غرب) داخل مركز لطالبي اللجوء، حيث تظاهر بأنه لاجئ مُبرِزاً هوية مزورة. وأثارت كتلة دي لينكي اليسارية الراديكالية الموضوع في البرلمان الألماني، ووجهت أسئلةً عنه إلى وزارة الداخلية التي ردَّت بالقول إنها لا تمتلك أدلة تؤكد تسلل منتمين إلى التنظيم الإرهابي إلى مراكز استقبال اللاجئين وطالبي اللجوء. وكان متشددان يتكلمان الألمانية أعلنا،عبر شريط فيديو بُثَّ الأربعاء على الإنترنت، انتماءهما إلى «داعش» ووجودهما في سوريا، وحثَّا على شن هجمات ضد ألمانيا. وعلى صعيدٍ آخر؛ أوقفت الشرطة الإيطالية 5 أشخاص في باليرمو بتهمة تهريب المهاجرين. والموقوفون جزائريان وليبيان وتونسي نجوا من غرق مركب أودى الأربعاء الماضي بحياة أكثر من 200 شخص قبالة سواحل ليبيا. وأشارت شهادات الناجين، وعددهم نحو 360 شخصاً وصلوا أمس الأول إلى باليرمو في صقلية، إلى الموقوفين الخمسة على أنهم قبطان المركب الغارق ومساعداه وآخران كانا مكلفين بمنع المهاجرين من الحركة. ووفقاً للشهادات التي جمعتها الشرطة الإيطالية؛ استخدم الخمسة السكاكين والعصي خلال الرحلة لمنع المهاجرين الأفارقة الموجودين في قاع المركب من الصعود إلى السطح. وكان الموقوفون نقلوا 650 شخصاً دفع كل منهم بين 1200 و1800 دولار، كما فرضوا على كل مهاجر مبلغ 25 إلى 50 دولاراً مقابل سترة النجاة. و«أبلغ المهربون المهاجرين بأن على الأفارقة تحمُّل البقاء 3 أيام في قاع المركب لأنهم لم يدفعوا سوى نصف المبلغ الذي دفعه الباقون»، وفق شرطة باليرمو. واتهمت الشرطة، في بيانٍ لها، المهربين ب «التفرقة في معاملة المهاجرين حسب أصلهم»؛ وب «تهديد الأفارقة الذين يعصون الأوامر بالسكين على مستوى الرأس، أما العرب فيُضرَبون بالحزام». وعادةً ما يسود التوتر بين الموجودين على سطح مراكب الهجرة غير الشرعية ومن هم في القاع. ويسعى الموجودون في القاع إلى الصعود للسطح لتجنُّب الاكتظاظ ولاستنشاق الهواء بسبب الغازات الصادرة عن المحرِّك وتسرب المياه. وفي حالة المركب الذي غَرِقَ الأربعاء الماضي؛ بدأت المياه تتسرب إلى القاع بعد 3 ساعات من إبحاره وغمرت المحرك سريعاً. وأفادت شهادات جمعتها المنظمة الدولية للهجرة ب «اتصال المهربين المسؤولين عن الرحلة بزملائهم في ليبيا لسؤالهم عن إمكانية العودة، لكنهم تلقوا الجواب بمواصلة التوجُّه صوب السواحل الإيطالية». ولاحقاً؛ اتصل المهاجرون لطلب المساعدة، إلا أن السفينة الإيرلندية التي تولَّت نجدتهم وصلت بعد عدة ساعات، فيما أدت حركتهم إلى انقلاب المركب الذي غَرِقَ قبل تمكُّن المهاجرين الموجودين في قاعه من الصعود إلى السطح. وتحركت 7 سفن لإغاثة الركاب وتمكنت من إنقاذ 400 منهم وانتشال 26 جثة، فيما لا يزال نحو 200 بينهم عدد كبير من الأطفال مفقودين. ويواجه المهربون الخمسة تهم القتل والمساعدة على الهجرة غير الشرعية.