تباينت تقديرات مواقع الأرصاد حول درجات الحرارة المصاحبة لموجة سيبريا الباردة التي ضربت بعض المناطق، أمس، مما دفع الناس إلى التشكيك في مصداقيتها، كما أسهمت مقاطع تداولها مواطنون ومتابعون للطقس على مواقع التواصل في زيادة الالتباس حول درجات الحرارة الواقعية، ففي الوقت الذي نشر موقع "Accu Weather" انخفاض الحرارة في قرية القاعد بحائل إلى - 2، أشارت هيئة الأرصاد إلى أنها بلغت 5- فيما نشر أحد المتابعين صورة وصول درجة الحرارة 10-. أدى تمركز موجة سيبيريا الباردة، التي ضربت المناطق الشمالية أمس، إلى انخفاض كبير في درجات الحرارة في محافظات منطقة الحدود الشمالية، إذ سجلت محافظة طريف معدلات قياسية لم تصل إليها منذ بداية شتاء هذا العام، بعد أن وصلت فجر أمس إلى أربع درجات تحت الصفر، وسبع درجات تحت الصفر في المحسوسة، في حين تجمد الماء في الأنابيب والصنابير مما حال دون وصوله إلى المنازل. واضطر الأهالي إلى تسخين المياه الخارجية للحصول على ماء دافئ قبل خروجهم في الصباح الباكر. كما تجمد الماء في مساحة كبيرة بمناطق حائلوالجوفوالحدود الشمالية، وتسبب في كسر أنابيب المياه بالمنازل والمزارع في ضواحي حائل الشمالية، وتلف المحاصيل الزراعية، وتعطل المعدات في مزارع حائلوالجوف. وسجلت درجات الحرارة انخفاضا حادا، حيث بلغت الكبرى ظهر أمس تسع درجات، وتدنت الصغرى إلى سبع درجات تحت الصفر. تلف المحاصيل أكد رئيس جمعية مزارعي حائل خالد الباتع، أن الأجواء الباردة التي شهدتها منطقة حائل، وتكون الصقيع سيؤثران على المنتجات الزراعية، وستلحق تلفيات كبيرة بالمحاصيل وخاصة البيوت المحمية. وأضاف الباتع أن البيوت المحمية تعد الرافد الرئيسي للمنتجات الزراعية في فصل الشتاء، موضحا أن الأسواق وحلقات الخضار ستشهد ارتباكا بدءا من الأسبوع المقبل، نتيجة لقلة المعروض وخاصة من الخضار. وأشار إلى أن موجة البرد قد تتسبب أيضا في تلفيات للمعدات والآليات الزراعية نتيجة تجمد الماء. جمع الصلاة دفعت الموجة الباردة إلى انحسار الحركة في شوارع حائل، وتراجعت أعداد مرتادي الأسواق، تجنبا للبرد القارس. واضطر الأهالي إلى ارتداء الملابس الثقيلة، فيما قام بعض خطباء المساجد بجمع صلاة العشاء مع المغرب، نظرا لبرودة الجو، واستنادا لفتوى شرعية سابقة تجيز جمع الصلاة في حالة البرد. وأوضح المواطن تركي الرمالي من سكان إحدى القرى شمال حائل، أن تكون الصقيع وانخفاض درجة الحرارة بشكل حاد، دفعا بعض الأهالي للأخذ بفتوى شرعية لجمع صلاتي العشاء والمغرب، مشيرا إلى أن البرد ألزم الأهالي منازلهم، فخفت حركة الأسواق، وحرم الكثيرين من الاستمتاع بإجازة منتصف العام الدراسي في المتنزهات والبر.
أزمة سباكين استنفرت محال السباكة عمالها أمس، بعد أن تكسرت مواسير المياه في عدد من شبكات المياه ببعض المنازل في طريف، إذ أصبح الحصول على عامل السباكة أمرا صعبا جراء زيادة الطلب عليهم من الأهالي، لإصلاح تعطل مولدات المياه، وتسرب الصنابير وتكسرها. نفوق ماشية في المناطق البرية خارج محافظات طريف والقريات وعرعر، تجمدت أحواض سقيا المواشي من البرد حتى وقت متأخر من صباح أمس، فيما قام بعض مربي الماشية بتدفئة معاطن الإبل ومرابض ومراح الغنم بوضع مصدات من القش وسعف النخيل والخيش حولها لمواجهة البرد القارس، وذلك بعد نفوق عدد من المواشي بسبب برودة الطقس.
تعليمات السلامة دعت مديرية الدفاع المدني بمنطقة الحدود الشمالية الجميع إلى ضرورة اتباع إرشادات وتعليمات السلامة أثناء استخدام وسائل التدفئة بجميع أنواعها خلال هذه الفترة، التي قد تشهد انخفاضا في درجات الحرارة. وأوضح المتحدث الرسمي للدفاع المدني بالمنطقة المقدم فهد العنزي، أن من أهم إرشادات السلامة المتبعة توفير التهوية اللازمة واختيار وسائل التدفئة ذات المواصفات العالية والمعتمدة، وعدم استخدام التوصيلات الرديئة، وعدم تركها بالقرب من الأطفال، مشددا على أن تكون وسائل التدفئة في مكان آمن وبعيدة عن المواد سريعة الاشتعال، إضافة إلى الحرص عند استخدام وسائل التدفئة المعتمدة على الفحم والحطب على عمل تهوية جيدة للمكان الموجودة به، والتأكد التام من إطفاء الفحم أو الحطب عند النوم.
مخاوف أولياء الأمور زادت تحذيرات خبراء الطقس من استمرار البرودة من مخاوف أولياء الأمور على أبنائهم وبناتهم مع انطلاق بداية الفصل الدراسي الثاني غدا. وطالب بعض أولياء الأمور إدارات التعليم بأخذ التحذيرات بشكل جدي وعمل الاحتياطات اللازمة لها. وقال أحد أولياء الأمور: أرجو أن تكون إدارات التعليم والمدارس استفادت من تجربتها مع موجة البرد السابقة.
التدفئة بالكيروسين في طريف والقريات، تحصن الأهالي من موجة البرد باستخدام الكيروسين في التدفئة داخل منازلهم، إذ شهدت محطات الوقود ازدحاما من الأهالي، فيما لجأ كثيرون إلى البقاء في المنازل، وخفت حركة السير في الشوارع بشكل لافت للانتباه. وفضل البعض ارتداء "الفروة"، التي تعد من أهم الملابس التي تقي من البرد القارس في المنطقة الشمالية. وأوضح مصدر ل"الوطن" أمس، أن شركة أرامكو زادت مخصصات محطات الوقود والشاحنات من الكيروسين عن معدلها المعتاد، نظرا لارتفاع الطلب عليه في محافظاتالحدود الشمالية. تجمد مياه الري أوضح المزارع أبوعادل الشراري، أن الصقيع غطى أجزاء واسعة من مزروعاته في النبك أبوقصر غربي منطقة الجوف، مما قد يتسبب في تلف المحصول. وأشار إلى أن الصقيع تسبب في تجمد الماء في أجهزة الري المحوري المغذية للمزروعات بالماء، متوقعا استمرار تكون الصقيع لليوم الثاني على التوالي مع شدة البرد.
الصقيع على نطاق واسع توقع أستاذ المناخ بقسم الجغرافيا في جامعة القصيم الدكتور عبدالله المسند، أن يتشكل الصقيع فجر اليوم على نطاق واسع في المناطق الشمالية والوسطى، وسيؤثر على المحاصيل وصغار الحيوانات. وأشار المسند إلى تعمد بعض المزارعين إشعال الإطارات من أجل تدفئة المحاصيل، وتجنب تشكل الصقيع. وطالب بإبلاغ الجهات ذات العلاقة عند مشاهدة ذلك كونه مخالفا للنظام. أضرار الموجة الباردة تجمد الماء وتكسير الأنابيب والصنابير تلف المحاصيل الزراعية وخاصة الخضار نفوق بعض المواشي قلة مرتادي الأسواق