عصر المعلومات تتجلى وتتزايد خلاله التحديات في جميع الأعمال، مهما اختلف حجم المؤسسات أو نوع نشاطاتها، وخصوصا مع تتابع وتسارع التقلبات الاقتصادية والظروف الخارجية. لمجاراة هذه التحديات يجب أن يكون لدى المؤسسة طرق ووسائل خلاقة في بيئة العمل تحفز الموظفين باستمرار حتى يستطيعوا مساعدة المؤسسة على النمو الفعال، والتغلب على هذه التحديات بكفاءة. الابتكار وخلق الفرص من لب المشاكل من أهم هذه الوسائل، الابتكار ليس سهل المنال، كما يتوارى للكل، لكن تستطيع أن تسهم المؤسسات في خلق البيئة والظروف الملائمة المحفزة لإنتاج وتبني هذه الأفكار والابتكارات بل وديمومتها. جون شتاينبيك (1902-1968) قال "الأفكار مثل الأرانب فإذا كان عندك اثنان وتعلمت كيفية التعامل معهما فسوف تحصل على دستة بعد وقت قصير". إذن كيف نربي هذه "الأرانب" ونتبناها؟ الأرانب والتي ليست سوى الأفكار الإبداعية والابتكارات الخلاقة، موجودة دائما داخل جميع المؤسسات، ويمكن إظهارها للملأ باتباع خطوات بسيطة يمكن تطبيقها، وهي كالتالي بشكل مختصر: أولا: جمع الأفكار ويكون ذلك بعمل ورش عصف ذهني للفريق، مع التأكيد على مشاركة الجميع وتسجيل جميع المشاركات مهما كان نوعها. هنا يمكن توفير منفذ آخر للموظفين بالمساهمة الشخصية، ولكن يجب الرد على أفكارهم وعدم تجاهلها للتأكد من أنهم مساهمون دائمون في هذه البرامج. ثانيا: تنقيح الأفكار ومناقشتها مرة أخرى، ولكن بتمحيص أكثر، وعلى قائد الفريق العبء الأكبر هنا للتأكد من عملية التنقيح، بحيث لا تؤثر على المشاركين أو حتى روح الفريق. ثالثا: اختيار أفضل الأفكار وتبنيها على مستوى محدود في البداية للتأكد من نجاحها وتعديلها عند الضرورة وقد قيل "لا خير في القول بلا عمل". رابعا: تعميم وتبني الفكرة بالطرق المناسبة لها سواء اقتصاديا أو لوجستيا، مع الاعتناء بها وعرض نتائجها داخل المؤسسة لإيصال فكرة المساندة للجميع. خامسا: مكافأة أصحاب الفكرة واستمرارية التحفيز، الطبيعة البشرية تحتاج دائما محفزات للاستمرارية. في الإسلام هناك محفز دائم كما جاء في الحديث الشريف، قال صلى الله عليه وسلم: "من سن في الإسلام سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة".